Admin Developer
الابراج :
عدد المساهمات : 540 نقاط : 130332 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 22/01/2011 العمر : 26
| موضوع: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة الجمعة أكتوبر 26, 2012 12:17 am | |
| [size=18]
الآية الرابعة عشرة قوله تعالى : { [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] } فيها ست مسائل :
المسألة الأولى : أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له : أي المسجدين وضع في الأرض أول ؟ المسجد الحرام أو المسجد الأقصى ؟ قال : { المسجد الحرام } . وذكر أنه كان بينهما أربعون عاما ; وهذا رد على من يقول : كان في الأرض بيت قبله تحجه الملائكة .
المسألة الثانية : في بركته : قيل : ثواب الأعمال . وقيل : ثواب القاصد إليه . وقيل : أمن الوحش فيه . وقيل : عزوف النفس عن الدنيا عند رؤيته . والصحيح أنه مبارك من كل وجه من وجوه الدنيا والآخرة ، وذلك بجميعه موجود فيه .
ص: 372 ] المسألة الثالثة : فأما قوله : { [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] } ففيها ثلاثة أقوال : الأول : بكة : مكة . الثاني : بكة : المسجد ، ومكة سائر الحرم . وإنما سميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة ، أي تقطعها .
وقال أبو جعفر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : إن الله سبحانه بك بها الناس ; فتصلي النساء بين يدي الرجال ، ولا يكون في بلد غيرها ، وصورة هذا أن الناس يستديرون بالبيت فيكون وجوه البعض إلى البعض فلا بد من استقبال النساء من حيث صلوا .
المسألة الرابعة : قوله تعالى : { [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] } فيه قولان : أحدهما : أنه الحجر المعهود ، وإنما جعل آية للناس ; لأنه جماد صلد وقف عليه إبراهيم ، فأظهر الله فيه أثر قدمه آية باقية إلى يوم القيامة .
الثاني : قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : { [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] } هو الحج كله ; وهذا بين ، فإن إبراهيم قام بأمر الله سبحانه ، ونادى بالحج عباد الله ، فجمع الله العباد على قصده ، وكانت شرعة من عهده ، وحجة على العرب الذين اقتدوا به من بعده . [ ص: 373 ]
وفيه من الآيات أن من دخله خائفا عاد آمنا ; فإن الله سبحانه قد كان صرف القلوب عن القصد إلى معارضته ، وصرف الأيدي عن إذايته ، وجمعها على تعظيم الله تعالى وحرمته . وهذا خبر عما كان ، وليس فيه إثبات حكم ، وإنما هو تنبيه على آيات ، وتقرير نعم متعددات ، مقصودها وفائدتها وتمام النعمة فيه بعثه محمدا صلى الله عليه وسلم ; فمن لم يشهد هذه الآيات ويرى ما فيها من شرف المقدمات لحرمة من ظهر من تلك البقعة فهو من الأموات .
المسألة الخامسة : قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : إن من اقترف ذنبا واستوجب به حدا ، ثم لجأ إلى الحرم عصمه لقوله تعالى ( { [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] } ) فأوجب الله سبحانه الأمن لمن دخله ، وروي ذلك عن جماعة من السلف ، منهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وغيره من الناس .
وكل من قال هذا فقد وهم من وجهين : أحدهما : أنه لم يفهم معنى الآية أنه خبر عما مضى ، ولم يقصد بها إثبات حكم مستقبل . الثاني : أنه لم يعلم أن ذلك الأمن قد ذهب ، وأن القتل والقتال قد وقع بعد ذلك فيها ، وخبر الله سبحانه لا يقع بخلاف مخبره ; فدل على أنه في القاضي .
هذا وقد ناقض [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فقال : إنه لا يطعم ولا يسقى ولا يعامل ولا يكلم حتى يخرج ، فاضطراره إلى الخروج ليس يصح معه أمن . وروي عنه أنه قال : يقع القصاص في الأطراف في الحرم ، ولا أمن أيضا مع هذا ، وقد مهدناه في مسائل الخلاف .
المسألة السادسة : قال بعضهم : من دخله كان آمنا من النار ; ولا يصح هذا على عمومه ، ولكنه { من [ ص: 374 ] حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه } ، { والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } . قال ذلك كله رسول الله صلى الله عليه وسلم ; فيكون تفسيرا للمقصود ، وبيانا لخصوص العموم ، إن كان هذا القصد صحيحا . هذا ، والصحيح ما قدمناه من أنه قصد به تعديد النعم على من كان بها جاهلا ولها منكرا من العرب ، كما قال تعالى : { [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] } .
|
| |
|