منتديات سلام نيوز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احبتنا زوار الموقع الكرام نود اعلامكم جميعا بان المنتدى مفتوحاً للجميع
لذلك فلا تبخلوا علينا بزيارتكم والتصفح ولو بالقراءة والدعاء

لا نريد ان نجبركم على التسجيل للتصفح نريدكم فقط ان استفدتم شيئاً من الموقع بان تدعو من قلبك لصاحب الموضوع والعاملين بالموقع وعند التسجيل يتوجب عليك تفعيل تسجيلك من الايميل و ان لم تستطع سيتم تفعيله من الإدارة خلال 24 ساعة
ودمتم بحفظ الله ورعايته
"خير الناس أنفعهم للناس"
و رمضان كريم لكم جميعاً
منتديات سلام نيوز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احبتنا زوار الموقع الكرام نود اعلامكم جميعا بان المنتدى مفتوحاً للجميع
لذلك فلا تبخلوا علينا بزيارتكم والتصفح ولو بالقراءة والدعاء

لا نريد ان نجبركم على التسجيل للتصفح نريدكم فقط ان استفدتم شيئاً من الموقع بان تدعو من قلبك لصاحب الموضوع والعاملين بالموقع وعند التسجيل يتوجب عليك تفعيل تسجيلك من الايميل و ان لم تستطع سيتم تفعيله من الإدارة خلال 24 ساعة
ودمتم بحفظ الله ورعايته
"خير الناس أنفعهم للناس"
و رمضان كريم لكم جميعاً
منتديات سلام نيوز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأخبارأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
M_SallaM
Administrator
Administrator
M_SallaM


عدد المساهمات : 1700
نقاط : 249593
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 23/01/2011

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة Empty
مُساهمةموضوع: الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة   الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 8:03 am



الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 1220132120594







الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 1


حلقات يكتبها: محمد البـاز








لم يكشف الفريق أول عبدالفتاح السيسى عن كل ما جرى بينه وبين الرئيس المعزول محمد مرسى، فى مناسبات محددة وفى توقيتات أشد تحديدا، أفرج عن بعض الأسرار التى رأى أنها يمكن أن تدعم وجهة نظره وتؤيد موقفه فى تأييد ومساندة الثورة المصرية، وهى المساندة التى كانت قدرا أكثر منها مجرد قرار.

فى المقابل لم يفصح محمد مرسى عن شىء، المعزول السجين فى الغالب يهذى فى محبسه، يردد كلاما كثيرا ومعادا ومكررا عن الشرعية وعن كونه الرئيس المنتخب -هذا على سبيل الاحتمال الذى تسنده تقارير صحفية عديدة يتم من خلالها تسريبات لبعض ما يفعله الرجل فى عزلته الإجبارية- ولذلك فلن نجد منسوبا له شيئا يمكن أن نقرأ على ضوئه ما خفى فى العلاقة بينه وبين وزير دفاعه.


الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 6

لكن ورغم ذلك فلدينا من المعلومات والوقائع ما يجعلنا ننسج -بما يقترب من الدقة- خيوط العلاقة التى ربطت بين الرجلين، وهى خيوط بدأت فى التشكل على مهل وبحذر شديد بعد ثورة يناير 2011، وانتهت تماما قبل ساعات من ثورة يونيو 2013.

شهور معدودة هى عمر علاقة السيسى بمحمد مرسى.. وهى العلاقة التى أعتقد أنه من المفيد توصيفها فى ثنائية واضحة، ومبررات التوصيف ودوافعه وأسبابه سأتركها لك.. يمكن أن تكتشفها بسهولة فى سياق سرد ما جرى بينهما ليس فى الاجتماعات العامة فقط، ولكن فيما جرى من لقاءات لم يطلع عليها الكثيرون.. وأصبح كثير من أطرافها متوفرا بين أيدينا الآن.

التوصيف صاغته النهاية، فالبدايات كانت ملتبسة ومراوغة.. أما النهاية التى كان عنوانها «عزل رئيس منتخب استجابة لثورة من انتخبوه بعد عام واحد من حكمه».. فهى تشير إلى أننا أمام «داهية» فى مواجهة «هلفوت».


الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 5



الداهية نعرفه، أعماله تدل عليه.. ليس فى حاجة إلى إضافة شىء إليه حتى يتأكد لنا دهاؤه وإخراجه للمشهد على الوجه الذى يريده.. وهو داهية من نوع خاص، فارق هائل بين رقة حديثه ونعومة ألفاظه والهدوء الساكن بين عينيه، وما يقوم به ويقف وراءه من أحداث من شأنها إعادة تشكيل وجه مصر من جديد.. فأنى لرجل يسير بين الناس ويتحدث معهم بعذوبة شديدة، يكون هو نفسه من يجمع بين يديه كل الخيوط ويدير الأمور بصلابة وقوة وعنفوان قائد عسكرى لا يرحم.

أما الهلفوت فيحتاج إلى بعض الرتوش التى نضعها بين يديه.

كلمة الهلفوت فى الأساس لها أصل فرعونى.. مكونة من مقطعين، الأول «هال» ومعناها النصاب، والثانى «فوت» ومعناها يهرب.. وعلى الإجمال يكون الهلفوت بالفرعونى هو النصاب الذى يسرق ويهرب.. وأعتقد أن محمد مرسى يعبر عن هذا المعنى جيدا، فقد احتال هو وجماعته للفوز بالانتخابات الرئاسية، وبعدها قرر أن يخطف مصر كلها لتكون فى خدمة جماعته.. لكن الله سلم، فقد خرج من يقطع عليه طريقه قبل أن يحكم سيطرته على كل شىء.


الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 4

مضى الهلفوت عبر العصور، فتعامل معه الرومان على أنه من القوادين وتجار الرقيق، ونظر له العرب على أنه من الغجر والشحاذين، ولما أصبح الإنسان يستمد قيمته من لقبه فى عهد محمد على وأسرته، فهذا باشا وهذا بك وهذا أفندى.. أصبح من لا صفة اجتماعية له مجرد هلفوت.

فى الذهنية الشعبية المصرية وبعيدا عن كل هذه المعانى، يستقر الهلفوت على أنه الرجل التافه الذى بلا قيمة، وهى أمور تحددها الأفعال.. ويترجمها محمد مرسى الذى كان مجرد تابع فى جماعة الإخوان، نفخوا فيه من أرواحهم ليكون رئيسا -هؤلاء الذين قال قائلهم يوما: «لو رشحنا كلبا ميتا لانتخبه الناس»- ليس لأنه الأكفأ ولا الأفضل، ولكن لأنه الأكثر قابلية للسيطرة وطاعة الأوامر وعدم المناقشة.. وحتى نهايته -التى يريد أتباعه الإشارة إليها على أنها بعض من آيات البطولة، فهو لا يزال صامدا- تشير إلى أنه ليس إلا تافها وبلا قيمة.

فبالله عليكم كيف لرجل أصبح رئيسا لدولة كبيرة مثل مصر وبالانتخاب ووراءه جماعة ضخمة تدعمه.. أن تنزع منه هذه الدولة فى أقل من ثلاث دقائق، هى تقريبا الفترة التى استغرقها بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى 3 يوليو 2013 الذى استجاب فيه لهتاف الملايين برحيل الرئيس الإخوانى وخلص به مصر والمصريين من مرسى ورفاقه.

قد تقول إن نتيجة المواجهة محسومة.. فأنت تضعها بين ثنائية «الداهية والهلفوت».. وعليه فليس من العدل أن نقيم مباراة بينهما.. لكن ماذا نفعل ودراما العلاقة بين السيسى ومرسى تفرض نفسها علينا.. دراما بدأت بما يمكن أن نسميه الإعجاب والارتياح وانتهت بالصدام العنيف الذى لم يبق وراءه شيئا ولم يذر.. دراما تسجل من بين ما تسجل جزءا مهما من تاريخ مصر.

تحت السطح كثير مما لا نعرفه.. وأعتقد أنه من حقنا أن نعرف.. على الأقل حتى نفهم بعضا مما جرى.. نعرف لماذا يصر مرسى وجماعته وإخوانه على أن ما حدث انقلاب؟.. ولماذا


يصر الشعب والجيش فى المواجهة على أن ما جرى كان ثورة حقيقية؟
فى هذه الحلقات بعض من الإجابة.

إذا بحثت عن أكثر خمسة فى مصر يعرفون الإخوان المسلمين جيدا فسيكون السيسى واحدا منهم، وإذا بحثت عن أكثر ثلاثة يعرفون الجماعة جيدا فى مصر فسيكون السيسى واحدا منهم، وإذا بحثت عن أكثر من يعرف أبناء حسن البنا وما يريدون وما يخططون له فى مصر فسيكون السيسى.

لا تضع هذا الكلام على هامش حالة الهوس الجماعى بالفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، فهو عن حقيقة لا يمكن أن يتجاهلها أحد، فلو لم يكن يعرفهم ويدرك ما يخططون له، لما حمل رأسه على كفيه وتحمل مسؤولية دعم ومساندة ثورة كان هدفها ليس إزاحة مرسى من حكم مصر فقط، ولكن إخراج الإخوان المسلمين من المشهد السياسى تماما.. ثورة فشلها لم يكن له سوى معنى واحد هو إعدامه وتعليق رقبته فى ميدان التحرير.


لكن كيف عرف الفريق السيسى جماعة الإخوان المسلمين؟

كيف تعرف تحديدا على صقور الجماعة الذين تولوا قيادتها فى الفترة التى أعقبت ثورة


يناير، وحتى خروج الجماعة برئيسها خروجا مذلا بثورة يونيو؟

عندما تخلى مبارك عن السلطة فى 11 فبراير 2011، وتكليف المجلس العسكرى بإدارة شؤون البلاد، لم يكن اللواء عبدالفتاح السيسى بعيدا عن قلب الحدث، صحيح أنه لم يكن وجها إعلاميا بارزا.. لكنه كان حاضرا حضورا بالغا من وراء الستار.

تقريبا لم يتحدث إلا مرة واحدة خلال الفترة الانتقالية عندما اعترف بإجراء فحوص كشف العذرية معللا ذلك بأنه لحماية رجال الجيش ولحماية من يتم القبض عليهن، وكانت هذه شجاعة نادرة منه، فقد اعترف بينما أنكر آخرون من رجال المجلس العسكرى.

وتقريبا لم يأت الإعلام على سيرته إلا مرة واحدة.. لكنها كانت صاخبة ومدوية، وذلك عندما وضع بعضهم اسمه فى جملة مفيدة متهما إياه بأنه رجل الإخوان المسلمين فى المجلس العسكرى، وهو ما لم يعلق عليه السيسى وقتها ولم يهتم به من الأساس.

البعد عن الضوء لم يكن معناه أنه بعيد عن التأثير، كان السيسى - المولود فى 19 نوفمبر 1954 - أصغر أعضاء المجلس العسكرى سنا، لكنه كان أكثرهم أهمية، فطبيعى أن يكون رجل المعلومات الأول فى المجلس بوصفه مديرا للمخابرات الحربية هو من يحدد التوجهات والسيناريوهات وربما القرارات.. فهو من يعرف، ثم أنه كان يحظى بثقة المشير محمد حسين طنطاوى.. الذى كان قد عينه قبل ذلك رئيسا لفرع المعلومات والأمن بوزارة الدفاع.. وهو منصب بالمعايير الأمنية والعسكرية يعتبر الأهم داخل الوزارة.

تعرف السيسى على قيادات الإخوان الكبار - لم يكن مرسى من بينهم بالطبع - عن عمد، أما المعزول فقد تعرف عليه وزير الدفاع مصادفة، أو لنقل أن الأقدار وضعتهما وجها لوجه فى لحظة يمكن أن نؤرخ بها لمشوار امتد لما يقرب من العامين.

أما ما أقصده بالمعرفة عن عمد، فهى تخص معرفة عبدالفتاح السيسى بمحمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسجون فى طرة الآن ونائبه الأول خيرت الشاطر الذى يجاوره فى نفس السجن، فقد كان يستضيف بديع والشاطر فى مكتبه بمبنى المخابرات الحربية، وعقد معهما عدة اجتماعات بالفعل فى حضور المشير طنطاوى والفريق سامى عنان.. وهى الاجتماعات التى كانت تفرضها طبيعة الأزمات التى جمعت بين الإخوان والمجلس العسكرى خلال الفترة الانتقالية.


السؤال: لماذا كانت تعقد تلك الاجتماعات فى مكتب عبدالفتاح السيسى بمبنى المخابرات الحربية، ولا تعقد فى مكتب المشير طنطاوى أو مكتب الفريق عنان فى وزارة الدفاع.. ولماذا لم يحضرها من الأساس بقية أعضاء المجلس العسكرى، وهل كان هناك فى الأمر ما ينبغى إخفاؤه؟

والإجابة: أن اختيار مكتب عبدالفتاح السيسى لعقد هذه اللقاءات كان لسبب بسيط، وهو أن مدير المخابرات الحربية كان المكلف بإدارة ملف الجماعات الإسلامية ومن بينها الإخوان المسلمين بعد الثورة، وذلك بحكم نشاط الجهاز المعلوماتى وقدرته على متابعة نشاط هذه الجماعات التى تشظت وانتشرت بعد الثورة، ولم يكن أحد يعرف على وجه التحديد أولها من آخرها.


أما لماذا لم يحضر آخرون؟

فربما تكون هناك تفاهمات من نوع ما جرت فى هذه الاجتماعات، وإن كنت أرجح أنها كانت تفاهمات من أجل المرور بمصر من المرحلة الانتقالية بسلام، وكان طنطاوى وعنان مقتنعين بالفعل أن جماعة الإخوان المسلمين هى الجماعة الأكثر تنظيما والأكثر قدرة على العمل، ولا أعتقد أن اللواء عبدالفتاح السيسى وقتها كان بعيدا عن هذا التصور، فكل الطرق كانت تؤدى إليه، خاصة أن المجلس العسكرى كان قد دعم الأحزاب الجديدة، وخاصة تلك التى أسسها شباب الثورة، ومن بينها حزب العدل الذى أسسه ورأسه مصطفى النجار، للدرجة التى كان المجلس العسكرى يدفع فيها تكلفة الإعلانات عن الحزب فى الصحف دعما له ومحاولة لتسويقه شعبيا، لكن فى النهاية لم يستطع أحد أن ينافس الإخوان المسلمين.

فى الاجتماعات التى كان الفريق السيسى يحضرها عندما كان مديرا للمخابرات سواء فى المجلس العسكرى، أو فى مكتبه مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين، كان يضع ما لديه من معلومات أمام الموجودين، ويشرح سيناريوهات التعامل مع المواقف، ثم يترك المجتمعين ليأخذوا هم القرار.. ويشهد له من يعرفه أن من بعض دهائه أنه كان دائما ما يعرض ما لديه من معلومات ويشرح ما يمتلكه من سيناريوهات بالطريقة التى تدفع المجتمعين إلى اتخاذ القرار الذى يريده هو، والذى حدده مسبقا.

كان الفريق السيسى سببا فى امتصاص كثير من غضب جماعة الإخوان وتوترها.
وأعتقد أن البداية كانت من هنا.

فى 15 إبريل 2012 كان المشير طنطاوى قد دعا إلى اجتماع يحضره ممثلو القوى السياسية المختلفة، وبحضور عدد من نواب مجلس الشعب المستقلين.. لمناقشة أزمة إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بعد حكم محكمة القضاء الإدارى الذى قضى بحل الجمعية.


الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 3



فى الاجتماع كان محمد مرسى - ممثل حزب الحرية والعدالة - غاضبا، فالعواصف كانت تحيط بالعلاقة التى تربط بين المجلس العسكرى والإخوان، الجماعة تتهم المجلس أنه سيزور الانتخابات الرئاسية لمرشح ترضى عنه المؤسسة العسكرية، والمجلس يلوح بسيناريو 54 مرة أخرى، فى إشارة إلى الضربة القاسية التى وجهها عبدالناصر إلى الإخوان بعد تورطهم فى محاولة اغتياله الفاشلة بميدان المنشية فى الإسكندرية.

كان الصحفى والسياسى مصطفى بكرى نائب مجلس الشعب المستقل وقتها حاضرا هذا اللقاء، ولأنه كان يحظى خلال هذه المرحلة بثقة الجيش والإخوان على حد سواء - بعد ذلك انقلب الإخوان عليه كما يفعلون دائما - فقد طلب من المشير طنطاوى أن يجلس مع محمد مرسى والاستماع إلى وجهة نظره فى الخلاف بين المجلس والجماعة.

لم يستجب المشير لطلب بكرى لأنه كان مرتبطا بموعد مسبق، لكنه كلف ثلاثة من أعضاء المجلس العسكرى بالجلوس مع مرسى والاستماع منه، وكان من بين الثلاثة اللواء عبدالفتاح السيسى.


الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 2

استمر هذا اللقاء ما يقرب من نصف ساعة، خرج بعدها محمد مرسى بانطباع جيد عن اللواء السيسى، لقد كان هناك توتر دائم فى العلاقة بين الجيش والإخوان، كان الصدام بينهما هو الأقرب من الاتفاق.. لكن مرسى وجد فى السيسى نمطا مختلفا، فهو يستمع جيدا لمن أمامه، لا يعلق إلا بكلمات قليلة، كما أنه يمنح من أمامه ثقة بأنه يصدق ما يقوله ويقتنع به.
محمد مرسى كان لديه رأى محدد فى السيسى، قاله لمصطفى بكرى فى اليوم التالى للقاء، فقد وجد فيه قائدا صاحب رؤية وفكر عميق.. كما أنه حريص على تجاوز الأزمات بين المجلس العسكرى والجماعة.


الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 1

لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يرى فيه السيسى محمد مرسى.. كان يراه بشكل عابر فى بعض الاجتماعات التى عقدت بين أعضاء المجلس العسكرى وقيادات الأحزاب والقوى السياسية، لكن كانت هذه هى المرة الأولى التى يجلس إليه مدة طويلة وبشكل مباشر.
الانطباع الأول كان مهما جدا، لقد اطمأن محمد مرسى للسيسى، ولأن رئيس حزب الحرية والعدالة كان قد تم الإعلان عن ترشحه للرئاسة كاحتياطى لخيرت الشاطر قبل هذا اللقاء بحوالى أسبوع واحد فقط - رشحته الجماعة للرئاسة فى 7 إبريل 2012 - فقد كان مهما أن يلتقيه السيسى ويقترب منه.. تحديدا بوصفه مديرا للمخابرات الحربية، والرجل المسؤول عن إعداد تقارير مفصلة عن مرشحى الرئاسة الذين أصبح محمد مرسى بالفعل واحدا منهم.

لم يكتف السيسى بالمعلومات المتوفرة عن محمد مرسى، ولكن قرر أن يلتقيه أكثر من مرة، وهو ما حدث بالفعل، فقد جمعت بينهما عدة لقاءات فى أحد الفنادق التابعة للقوات المسلحة فى مصر الجديدة، وهى الاجتماعات التى لم يكن الهدف منها الاتفاق على شىء محدد أو توصيل رسائل محددة، رغم أن محمد مرسى كان يستعد للمعركة الرئاسية، ولكنها كان لقاءات تم فيها اكتشاف كل من الرجلين للآخر.. وقد تكون هذه الاجتماعات تحديدا هى التى قادت محمد مرسى لاختيار السيسى وزيرا للدفاع بعد ذلك، فقد عرفه عن قرب، وهو الاختيار الذى ما كان ليتم له إلا بعد الرجوع لجماعته بالفعل.

كان محمد مرسى يعرف أن التعامل مع المؤسسة العسكرية فى حالة وصوله إلى السلطة لن يكون أمرا سهلا، فميراث الغضب الذى يجمع بين الجيش والجماعة ليس هينا، ولا يمكن تجاوزه بسهولة، ولذلك كان من المهم الوصول إلى شخص تطمئن له الجماعة من بين أبناء المؤسسة العسكرية، لكنه فى الوقت نفسه يكون مناسبا للمواصفات التى تريدها الجماعة فى وزير الدفاع الجديد.

كان مرسى مثل السفينة التائهة، لكنه عندما عثر على الفريق السيسى شعر أنه وصل إلى الشاطئ الذى يريده، ولم يكن الحكم عشوائيا، ففى الوقت الذى كان السيسى مهتما بجمع أكبر قدر من المعلومات عن محمد مرسى، كان هناك من يجمع معلومات عن الفريق السيسى.

مؤكد أن انطباع مرسى الأول عن السيسى تبدل وتغير أكثر من مرة، فلم يكن هو الرجل الطيع الذى يريد أن يتجاوز الأزمات طول الوقت.. بل كان هو من أوقف عجلة التاريخ ليعيد تشكيلها من جديد، عندما وجد أن الأزمة التى تقف وراءها الجماعة لا يمكن التهاون معها، فهى أزمة تهدد هوية أمة ومستقبل شعب.

الآن بقيت الإشارة إلى انطباع السيسى عن محمد مرسى، رأى العسكرى المجرب أستاذ الجامعة الإخوانى مجرد رجل طيب، وهنا يمكن أن نركن إلى أن الانطباعات الأولى التى كونها السيسى عن مرسى دامت بالفعل، فهو لا يزال حتى الآن ينظر إلى المعزول على أنه مجرد رجل طيب تلاعبت به جماعته حتى أوردته موارد التهلكة.. لم يكن له من الأمر شىء لا فى أوله ولا فى آخره.

وعندما صعد مرسى إلى عرش مصر، ونادى فى قادة الجيش عندما استقبلوه ليسلموه السلطة فى معسكر الهايكستب أنه قائدهم الأعلى، كان السيسى يراقب وينتظر، كان يعرف أن هذا الذى جاء من صفوف الإخوان لن يهدأ حتى يعيد تشكيل القيادة العسكرية على عينه وبما يريده ويحتاجه هو.

فى الفترة التى قبل فيها محمد مرسى مشاركة طنطاوى وعنان له السلطة على مضض «30 يونيو - 12 أغسطس 2012»، اقترب أكثر من اللواء عبدالفتاح السيسى، وكان للاقتراب مبرره، فبعد حادث مقتل جنود الجيش فى رفح قبل الإفطار فى رمضان، كانت المخابرات الحربية هى التى تتولى التحقيق فى الحادث، ولأن مرسى كان يعتبر نفسه القائد الأعلى للقوات المسلحة، فقد كان يطلب السيسى كى يطلعه على التحقيقات، وهو ما كان يفعله مدير المخابرات بشكل طبيعى جدا، خاصة أن المشير طنطاوى لم يعترض مطلقا على أن يكون التعامل بين الرئيس ومدير المخابرات مباشرا ودون المرور عليه.

هل لنا أن نترك القدر يطل برأسه علينا قليلا.

فى اليوم الذى طلب فيه محمد مرسى طنطاوى وعنان مخططا للانقلاب عليهما - 12 أغسطس 2012 - كان هناك اجتماع للمجلس العسكرى لم يحضره اللواء عبدالفتاح السيسى، الذى كان قد تلقى هو الآخر استدعاء من محمد مرسى للحضور إلى قصر الاتحادية.. أعتقد أن هذه زيارة عادية من الزيارات التى تكررت على هامش رغبة مرسى فى معرفة مصير تحقيقات حادث رفح - هى نفسها التحقيقات التى أصر على عدم إعلانها أو الإفصاح عنها طوال فترة وجوده فى السلطة - إلا أنها كانت الزيارة الفاصلة، فلم يخرج السيسى من القصر إلا وزيرا للدفاع، بينما خرج طنطاوى وعنان ليسمعا خبر خروجهما من منصبيهما عبر الراديو.. بعد أن فتحه سائق سيارتهما ليعرفا آخر الأخبار.









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
M_SallaM
Administrator
Administrator
M_SallaM


عدد المساهمات : 1700
نقاط : 249593
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 23/01/2011

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة   الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 8:16 am


الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة




الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 1220132120594




الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 1
حلقات يكتبها: محمد البـاز


بعد ساعات قليلة من تعيين الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزيرًا للدفاع، وتحديدًا فى الساعة السادسة وثلاث وثلاثين دقيقة يوم 12 أغسطس 2012، منحته بوابة «الحرية والعدالة» توصيفًا موحيًا، فهو «وزير دفاع بنكهة الثورة».

كان مبرر التوصيف واضحًا، فما دام الإخوان يتعاملون مع مرسى على أنه رئيس الثورة، فلابد أن يكون وزير الدفاع الذى اختاره بنكهتها.

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 7

التقرير الذى كتبته البوابة الإخوانية عن الوزير الجديد لم يكن صحفيًا فقط، لكنه عكس طبيعة المعلومات التى تراكمت لدى الجماعة عنه، كما يعكس رأيها فيه، وآمالها العريضة التى علقتها عليه، وكذلك دوافع مرسى ومبرراته لاختيار السيسى بالذات وليس غيره من بين أعضاء المجلس العسكرى، رغم أن هناك من بينهم من كان قريبًا من الجماعة بالفعل.
المبررات الإخوانية لاختيار السيسى يمكن أن نسجلها على النحو التالى:

أولاً: رأت الجماعة أن عبدالفتاح السيسى الذى هو أصغر أعضاء المجلس العسكرى سنًا - عمره وقتها كان 58 سنة - كانت له مواقف تختلف عن باقى رفاقه فى المجلس، وهو ما يميزه عنهم.

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 6

ثانيًا: كانت للسيسى تصريحات هاجم فيها التعامل العنيف مع المتظاهرين بعد الثورة، وطالب بتغيير ثقافة قوات الأمن مع المواطنين، وحماية المعتقلين من التعرض للإساءة والتعذيب.
ثالثًا: صراحة السيسى كانت نقطة مهمة، فقد أبرزت الجماعة اهتمامها بأنه كان أول من اعترف فعليًا بإجراء كشوف العذرية فى السجن الحربى، وبرر ذلك بشجاعة، من أجل حماية الجيش من مزاعم الاغتصاب التى قد تلحق بالجنود بعد الإفراج عن المحتجزات، كما أنه أكد أن الجيش لا ينوى اعتقال النساء.

لكن هل كان هذا هو كل شىء؟
بالطبع لا.. فالجماعة التى كانت تحسب لكل شىء حسابًا، وتتعامل مع المؤسسة العسكرية بعقدتها القديمة التى بدأت على يد عبدالناصر فى 54، لم تكن لتترك السيسى يدخل قصر الاتحادية ليحلف اليمين قبل أن تعرف عنه كل شىء.. وهنا يظهر دور ما يمكن اعتباره جهاز مخابرات الجماعة الخاص، وهو جهاز كان يديره ويشرف عليه ويتلقى كل تقاريره خيرت الشاطر، وقد بدا هذا من تصريحاته فى أكثر من مناسبة، أهمها بعد مجزرة الاتحادية فى ديسمبر 2012، عندما قال إن لديه تسجيلات لبعض أعضاء القوى السياسية يتآمرون فيها على الرئيس مرسى.

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 5

اهتمت تحريات جهاز مخابرات الإخوان بعلاقة عبدالفتاح السيسى بمبارك، فهو فى النهاية شغل منصب مدير المخابرات الحربية فى عهده، وكان يشغل المنصب قبله اللواء مراد موافى الذى خرج منه محافظًا لشمال سيناء، وهو ما يعنى أن السيسى عمل مديرًا للمخابرات ما يقرب من عشرة أشهر، فقد تولى مسؤولية الجهاز فى مارس 2010.

من خلال المعلومات التى توفرت للجماعة عرفت أنه لم يكن هناك تعامل مباشر بين السيسى ومبارك، فقد وافق على تعيينه فى منصبه، لكن الدور الأكبر فى ترشيحه كان للمشير طنطاوى الذى كان ولا يزال يعتبر السيسى ابنه المقرب إليه.. بل عزز موقف السيسى لدى الجماعة أن رأيه كان سلبيًا جدا فى سياسات مبارك، وكان واحدًا من الرافضين تمامًا للتوريث، ولم يكن بعيدًا عن خطة تحرك الجيش لمواجهة تنفيذ هذا السيناريو، وهو ما أشار إليه بعض قادة المجلس العسكرى من طرف خفى، فقد كانت هناك خطة لمواجهة مبارك إذا ما حاول فرض نجله ليكون رئيسًا لمصر.


المفاجأة أن من قاموا بجمع المعلومات للجماعة، اهتموا بسلوك السيسى وملامح تدينه أكثر ربما من أى شىء آخر، وهنا لم تكن المهمة صعبة، فمن بين ما يعرف عن السيسى ويردده قادته وزملاؤه أيضا، أنك إذا أردت أن تعرف ما يفعله السيسى الآن، فالأمر لا يخرج عن واحد من أربعة أشياء، فهو إما يصلى، أو يقرأ القرآن، أو يمارس الرياضة، أو يعمل.
كان التزام السيسى الدينى باديًا عليه، وقد يكون هذا هو الباب الملكى الذى أغرى الجماعة بالاقتراب منه أكثر، ولأن خيرت الشاطر كان من يحصد تقارير الجماعة، فقد كان طبيعيًا أن يخبر زوجته السيدة عزة برأيها فى القائد الجديد، وهو الرأى الذى أفصحت عنه فى لقاء مسجل بعد الثورة.

كانت عزة مندهشة جدًا من موقف السيسى، قالت إن الجماعة كانت تحسن الظن به، وذلك لأنه كما أخبرها خيرت ملتزم ومتدين وصوّام وقوّام.

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 2


معلومات الجماعة كانت صحيحة، لكنها عجزت عن تفسيرها، أو معرفة حقيقة تدين السيسى من خلال رصد سلوكه.. فهو متدين، ولكن ليس على طريقة الإخوان، يصلى ويصوم ويقرأ القرآن من أجله هو، وليس من أجل جماعة تأخذ من عبادتها وسيلة للتقرب إلى الناس وليس للتقرب إلى الله.. كان تدينه وسطيًا مثل غالبية المصريين، وقد يكون هذا تحديدًا ما جعله يكشف تدين الإخوان المتطرف مبكرًا جدًا.

لقد رصدت الجماعة بعناية شديدة ما قاله توفيق عكاشة عن الفريق السيسى قبل تعيينه وزيرًا للدفاع.. توفيق وبطريقته التى تميل إلى الهزل أكثر من الجدية كشف عن معلومات قال إنها مؤكدة عن انتماء السيسى لجماعة الإخوان، واستغل اسم القيادى الإخوانى عباس السيسى الذى كان واحدًا من الرعيل الأول للجماعة، وله كتاب مهم عن تاريخها هو «فى قافلة الإخوان المسلمين»، وقال أيضا إن زوجة السيسى منتقبة، للتأكيد على كلامه، وكأن النقاب- على فرض أنه موجود- يعنى أن صاحبته وزوجها من الإخوان.

دع عنك أن زوجة السيسى السيدة انتصار-وهى بالمناسبة ابنة خالته- ليست منتقبة، لكنها محجبة فقط كحجاب المصريات العادى، إلا أن ما قاله عكاشة كان له دوىّ كبير، فهو لم يقل هذه المعلومات لملء الفراغ، ولكن ليشير إلى أن محمد مرسى سيطيح بطنطاوى وعنان ويأتى بالسيسى، وبذلك تضع الجماعة يدها على القوات المسلحة.

درست جماعة الإخوان المسلمين كلام توفيق عكاشة، واستقر فى يقينها عبر تقارير أجهزتها المخابراتية أن هناك صراعًا بين الأجهزة السيادية فى مصر، وأن هناك من لا يريد أن يصعد السيسى إلى منصب وزير الدفاع، ولذلك يقومون بحرقه، خاصة أنه كان هناك تخويف للجماعة من أن تستعين بأحد من أعضائها أو ممن ينتمون لها فى الوزارات السيادية، وأن ذلك يتم بهدف صرف نظر محمد مرسى عن الفريق السيسى الذى هو أميل للجماعة بدليل نقاب زوجته، ولذلك قررت الجماعة حسم أمرها واختيار السيسى للمنصب الكبير.

هل يمكن أن نقرأ ما جرى من زاوية أخرى؟
فى لقاء تليفزيونى عابر كان توفيق عكاشة يتحدث مع أسامة كمال على فضائية القاهرة والناس، سأله أسامة عما قاله عن الفريق السيسى قبل تعيينه وزيرًا للدفاع، وهل لا يزال عند رأيه؟

ابتسم عكاشة ابتسامة المنتصر، وبطريقته الهزلية قال إن ما قاله كان طعمًا التقطته جماعة الإخوان المسلمين، وأن هناك من كان يريد أن تطمئن الجماعة إلى الفريق السيسى، لأنه كان الوحيد الذى يجيد التعامل معها، والوحيد الذى يستطيع أن يقطع يد مرسى إذا حاولت أن تتدخل فى الجيش.

قد يكون هناك من أراد خداع الجماعة بالفعل، خاصة أن عكاشة ورغم هزليته الشديدة صدق فى كثير مما قاله، لكن الجماعة تجاوبت مع الخدعة تمامًا، لأنها كانت من زاويتها الخاصة ترى أن السيسى، ورغم أنه ليس إخوانيًا، فإن تدينه يجعله أقرب إلى الحالة النفسية للجماعة، ومن يدرى فربما عندما يقترب من مرسى يتحول التدين إلى ميل إخوانى واضح.. هكذا فكرت الجماعة، وعلى هذا الأساس أخذت قرارها.

بقيت أمام الجماعة مشكلة أساسية، هى حالة الارتباط الكبيرة التى تجمع السيسى بطنطاوى، وهى حالة لا ينكرها السيسى بالمناسبة، وقد تبدت بشدة عندما دعاه إلى احتفال القوات المسلحة بنصر أكتوبر، رغم أنه يعرف أن كثيرين من الثوار يعتبرون طنطاوى مسؤولًا عن سقوط عدد كبير من الشهداء خلال الفترة الانتقالية، وتجب محاكمته لا تكريمه، لكن السيسى لم يلتفت لذلك، ليس لمحبته الشديدة لطنطاوى، ولكن ربما لمعرفته بحقيقة الدور الذى قام به المشير فى الثورة.


من بين ما يجمع طنطاوى والسيسى أنهما أبناء سلاح واحد «المشاة»، وإن كان الفارق بينهما أن طنطاوى يعانى بشدة من عقدة سلاح المشاة من الأسلحة الأخرى، مثل الطيران مثلًا، حيث يرى أبناء المشاة أن هذه أسلحة تحظى بالاهتمام الأكبر داخل المؤسسة العسكرية، لكن السيسى لا يلتفت إلى هذه العقدة كثيرًا، بل تجاوزها وكسرها مبكرًا بتفوقه، ولابد أنه الآن يشعر بالارتياح الكبير، فأحد أبناء سلاح المشاة هو وزير الدفاع.

كان طنطاوى يقف وراء كل خطوة خطاها السيسى فى حياته العسكرية، كان مؤمنًا بموهبته وقدرته على العمل، وكان السيسى يبادله حبًا واحترامًا وإخلاصًا، وكان يعرف أن طنطاوى يجهزه ليكون وزيرًا للدفاع من بعده، رغم اعتقاد البعض بأن سامى عنان، رئيس أركان حرب الجيش المصرى السابق، كان أقرب إلى هذا الترشيح.

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 4

أراد محمد مرسى أن يضرب هذا التحالف المقدس بين طنطاوى والسيسى، من خلال إخراج مشهد تعيين وزير الدفاع الجديد بصورة يبدو منها أن السيسى لم يحافظ على طنطاوى، وشارك الرئيس فى إهانته، إذ حلف اليمين، وقبل التكليف بوزارة الدفاع، دون أن يخبر طنطاوى بالأمر.

كان محمد مرسى قد استدعى طنطاوى وعنان إلى قصر الاتحادية قبل عصر يوم الأحد 12 أغسطس، كان الهدف المعلن من الطلب هو رغبة مرسى أن يدعم الجيش حكومة هشام قنديل بـ 2 مليار جنيه لشراء مواد الوقود.. لم يكن الطلب يستدعى حضور سامى عنان، لكن مرسى أصر على حضوره، بل طلب اللواء محمود نصر، المسؤول عن الحقيبة الاقتصادية فى القوات المسلحة، أن يأتى معه بميزانية الجيش.

ذهب سامى عنان وهو يشعر بأن هناك ما يخطط له محمد مرسى، وبالفعل كان هذا ما جرى، لم يقابلهما مرسى بعد دخولهما القصر مباشرة، تأخر عليهما بعض الوقت، كان هذا تحديدًا هو الوقت الذى استغرقه الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى حلف اليمين وقبول التكليف، ولم يكن وحده من أدى اليمين فى هذه الجلسة، فقد كان هناك المستشار محمود مكى الذى عيّنه مرسى نائبًا للرئيس.
الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 3

أخبر مرسى السيسى بأن المشير طنطاوى هو من رشحه ليكون خليفته فى وزارة الدفاع، وأن المشير والفريق عنان موجودان فى القصر.. طلب السيسى أن يلتقى بهما، إلا أن مرسى طلب منه أن يعود هو على الفور إلى مكتبه فى وزارة الدفاع، فهناك مهام كثيرة فى انتظاره، وكان واضحًا من الفيديو الذى سجل حلف السيسى لليمين حالة الاحتفاء والانتشاء الكبيرة التى كان عليها مرسى وهو يودعه ويطلب منه أن يبلغ تحياته إلى كل القادة فى المجلس العسكرى.

بعدها خرج مرسى لطنطاوى وعنان، وكان قد سبقه إليهما أحمد عبدالعاطى، مدير مكتبه، والمستشار محمود مكى الذى تولى مهمة «دسترة» إخراج طنطاوى وعنان من منصبيهما بعد إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، ولم يكن أى منهما يعرف من الأساس بتعيين مكى نائبًا للرئيس، بل فوجئا بالموجودين ينادونه بسيادة النائب، ولم يستغرق الأمر إلا دقائق أخبر فيها مرسى المشير والفريق بأنه أنهى عملهما وقام بتعيينهما مستشارين له، ومنحهما قلادة النيل لـ«طنطاوى» ووسام الجمهورية لـ«عنان»، لما بذلاه من جهود خلال الفترة الانتقالية، وخلال الشهرين اللذين عملا فيهما إلى جواره.

كان طنطاوى وعنان يعرفان أن السيسى موجود فى القصر، أخبرهما أحمد عبدالعاطى بشكل مقصود ولهدف محدد أنه موجود، ولما طلبا منه أن يدعوه ليصلى معهما، قال له عبدالعاطى إن السيسى مع الرئيس، وإنه يمكن أن يلحق بهما.

الخطة كانت محكمة إذن.. لم يكتف محمد مرسى باختيار السيسى وزيرًا للدفاع، وإخراج طنطاوى وعنان من المشهد بصورة تسىء إليهما، لكنه أراد أن يدق «إسفينًا» بينهم.. صوّر الأمر وكأن السيسى باع طنطاوى وعنان، وقبل التكليف بوزارة الدفاع دون أن يخبرهما أو يعود إليهما أو يتشاور مع أعضاء المجلس العسكرى الذى كان فى هذه اللحظة يتعامل بندية شديدة مع محمد مرسى.

استوعب المشير طنطاوى الموقف، وربما يكون قد أيقن ما يريده محمد مرسى من وراء ما يفعله، لكن الفريق سامى عنان لم يفوتها، وأعتقد أنه لم يغفرها للفريق أول عبدالفتاح السيسى حتى الآن، ولهذا السبب ربما لم يحدث بينهما لقاء مباشر منذ تولى السيسى وزارة الدفاع، وجاء غياب عنان عن الاحتفال بنصر أكتوبر ليؤكد أن هناك من وراء الستار توترًا ما فى العلاقة بينهما.
الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 1

قد تكون هذه واحدة من الأشياء القليلة التى نفذها محمد مرسى بكفاءة.. فقد أجرى عملية جراحية اختطف بها السيسى من جبهة طنطاوى، معتقدًا أنه عندما يختاره هو ويعينه وزيرًا للدفاع يكون صاحب فضل عليه، وهو ما ترسخ فى وجدان كل أعضاء جماعة الإخوان، القادة والأتباع على السواء، فبعد الثورة كان الاحتجاج الأساسى على السيسى أنه خان مرسى الذى عيّنه وزيرًا للدفاع، وكأن التعيين كان تفضلًا من مرسى على السيسى بشكل شخصى، وعليه كان يجب أن يكون الولاء للشخص حتى لو أخلّ بكل واجباته القانونية والدستورية.


من بين ما أفصح عنه الفريق السيسى أنه تقابل مع المشير طنطاوى بعد تكليفه بوزارة الدفاع مباشرة، ومما يؤكد أن طنطاوى كان يرى أن الأمر غير طبيعى، وأن هناك ما حدث خلف الكواليس لم يكن من المفروض أن يحدث دون أن يعرفه.

سأله السيسى: «يا فندم لو عاوزنى أمشى.. هامشى فورا».

فرد عليه طنطاوى: «لا.. إنت عارف قدرك عندى ومدى اعتزازى بك».
أدرك طنطاوى والسيسى وقتها الحيلة التى نفذ بها محمد مرسى خطته، لكن الأمر كان قد انتهى تمامًا، ولم يكن لأحد أن يعدل المسار الذى نفذه الرئيس الإخوانى، ورغم تكريمه لطنطاوى وعنان بتعيينهما مستشارين له، ومنحهما تقديرًا وطنيًا بقلادة النيل ووسام الجمهورية، فإنه ذهب لأنصاره ليحتفل مساء بليلة القدر، وليزف لهم البشرى بأنه أنهى حكم العسكر.

هل يمكن أن يتجدد السؤال من جديد عن سبب اختيار مرسى للسيسى تحديدًا وزيرًا للدفاع؟
أعتقد أنه لابد أن يتجدد، فإضافة إلى ما استقرت عليه الجماعة من واقع تحرياتها بأن السيسى هو المناسب، فإنه كانت هناك أسباب أخرى قد تكون مشابهة تمامًا لاختيار محمود مكى تحديدًا نائبًا للرئيس.


فى مقابلة حضرها عدد من الكتاب والصحفيين ورؤساء التحرير فى قصر الاتحادية، قال لنا محمود مكى إن فخامة الرئيس - هكذا كان يتحدث عن مرسى - اختارنى أنا تحديدًا نائبًا له لتكون هذه رسالة واضحة إلى كل القوى السياسية الليبرالية والمدنية أنه لن يقصر التعاون على الإخوان، وأن الكفاءات هى التى ستحدد أصحاب المناصب، ثم إنه يريد أن نجرى حوارًا مع الجميع، ورأى أن الجميع يتفقون علىّ.


شىء من هذا حدث مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، لكن حجم المناورة أكبر، والرغبة فى الاستغلال كانت أكبر.. كانت جماعة الإخوان تعرف أن وجود السيسى على رأس جهاز المخابرات الحربية يعنى أنه يجمع بين يديه أطراف ملفات كل قادة الجيش، وأنه لا يمكن الاعتراض عليه من أى من القادة، دون أن يعرفوا أن قادة الجيش المصرى على درجة من الاحترافية التى لا تجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة أبدًا.

كان محمد مرسى يعرف أن المجتمع لن يتقبله بسهولة، لذلك أراد أن يعتمد على وجوه مقبولة، سواء من القوى المدنية أو القوى العسكرية.. محمود مكى المدنى تورط حتى أذنيه مع الجماعة، وسار فى ركابها، وانحاز بمواقفه إلى الفئة الضالة على حساب الشعب كله، أما الفريق السيسى فقد تنبه مبكرًا إلى ما يريده الإخوان، ولما وجد الدليل أمامه قرر أن هذه الجماعة لا تريد الخير لمصر.. لم يحسم أمره سريعًا.. بل ظل ينتظر بعض الشىء.


الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 8












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
M_SallaM
Administrator
Administrator
M_SallaM


عدد المساهمات : 1700
نقاط : 249593
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 23/01/2011

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة   الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 8:20 am


الداهية والهلفوت.. الحلقة الثالثة.. مرسى يبحث عن ولاء السيسى الشخصى برأس طنطاوى الطائر.. السيسى قال لمرسى بعد تكليفه: الجيش لن يكون إلا تحت قيادتك أنت بحكم الشرعية التى منحها لك الشعب




الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة S5201322124535


الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 1
حلقات يكتبها: محمد البـاز


هناك مفتاح واحد يمكن من خلاله أن ندخل إلى الباب الكبير الذى يخفى خلفه علاقة عبدالفتاح السيسى «وزير الدفاع» ومحمد مرسى «الرئيس».

مفتاح حددته إجابة السيسى على سؤال وجه إليه فى واحد من الحوارات القليلة جدا التى أجراها بعد 30 يونيو «السيسى فعليًا أجرى حوارين الأول لمجلة 7 أيام وأجراه الزميل إياد أحمد، والثانى لجريدة المصرى اليوم وأجراه الزميل ياسر رزق».

كان السؤال نصًا: هناك من يقول إنك كنت تنوى عزل مرسى منذ اليوم الأول لتوليك قيادة القوات المسلحة؟

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 1


وكانت الإجابة نصًا أيضًا: القوات المسلحة المصرية ليست قوات انقلابية وتحترم الشرعية، وكانت تتعامل مع الدكتور محمد مرسى على أنه رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ولكن هذا لا يعنى أن يكون ولاء الجيش المصرى على حساب إرادة الشعب.
المفتاح بتكثيف شديد يمكن أن نعثر عليه فى عقيدة الجيش المصرى التى يمثلها الفريق السيسى، وهى عقيدة تقوم على احترام الشرعية والانحياز التام والكامل لمن يحملها.
وإذا قلت كيف ذلك والجيش انحاز ضد مرسى فى معركته مع الشعب رغم أنه كان منتخبًا وحاملاً للشرعية؟

أقول لك إن كلمة الشرعية وحدها لا تعبر عن عقيدة الجيش، بل لابد من إضافة كلمة الشعبية لها، فالجيش يحمى «الشرعية الشعبية».. ولا يلتفت كثيرا إلى الشرعية السياسية الانتخابية إذا ما تآكلت.. والتاريخ الطويل يقول ذلك ويؤكده، فعلها عرابى ضد الخديو توفيق.. وفعلها جمال عبدالناصر ورجاله ضد الملك فاروق.. وفعلها طنطاوى ورجاله ضد مبارك.. وأخيرًا فعلها السيسى والذين معه ضد محمد مرسى والإخوان المسلمين.. فالشعب هو الذى يحدد بوصلة الجيش.

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 2

ولذلك دخل السيسى مع محمد مرسى فى مرحلة من الوفاق بعد تعيينه وزيرا للدفاع، ليس لأن مرسى تفضل عليه واختاره- كما يحلو للإخوان ترويج ذلك- ولكن لأنه كان هو الرئيس المنتخب فى انتخابات أشرف الجيش عليها بنفسه.. ولم يكن السيسى مراوغًا عندما قال لمرسى- صرح هو بذلك فى واحدة من كلماته القليلة المذاعة: الجيش المصرى لن يكون إلا تحت قيادتك أنت بحكم الشرعية التى منحها لك الشعب ولن يكون تحت قيادة آخر سواك.

الوفاق بين السيسى ومرسى كان وفاقًا سياسيًا أكثر منه نفسيًا. فلا يمكن أن نتجاهل التراث الطويل بين الجيش والإخوان، وهو تراث يقوم على الكراهية والتربص على الأقل من قبل الجماعة.. ثم إن هناك من بين رجال القوات المسلحة من أفزعهم أن يكون قائدهم الأعلى من بين أبناء الجماعة، التى هى فى حقيقتها تمثل خطرًا على مصر ربما بأكثر مما تمثله إسرائيل نفسها.

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 3

قبل أن يتم تعيين الفريق السيسى وزيرا للدفاع، كان المشير طنطاوى وسامى عنان قد دشنا محمد مرسى قائدًا أعلى للقوات المسلحة فعلًا لا قولًا، عندما أديا له التحية العسكرية وهو فى بيتهما بمعسكر الهايكتسب، ورغم أنهما فعلا ما يعتقدان أنه صواب، فإن الموقف ذاته ترك أثرًا سلبيًا لدى كثيرين من قادة القوات المسلحة.

وعندما حضر مرسى أول احتفال عسكرى فى عهده بتخريج دفعة من الكلية البحرية- كان احتفالاً بتخريج الدفعة 63 وتوالت بعدها الاحتفالات بتخريج الكليات العسكرية- بدا على الموجودين من القادة حالة من الاستياء الشديد بسبب تصرفات سامى عنان الذى كان وقتها لا يزال رئيسًا لأركان حرب الجيش، حيث بالغ فى الحفاوة بأعضاء جماعة الإخوان، وحاول التقرب من أحمد فهمى نسيب مرسى ورئيس مجلس الشورى بصورة كانت مستفزة لكثيرين ممن حضروا الاحتفال.. فقد سأله بنفسه عن القهوة التى يشربها، ثم قام ليطلبها له.

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 4

أحد شهود الاحتفال قال لى: كنت أشعر أن القادة يحضرون مأتما كبيرا، وليس احتفالًا، خاصة أن مرسى أخذته الجلالة وتعامل وكأنه قائد عسكرى راسخ فى العسكرية، ولعلك تذكر صورته الشهيرة وهو فوق إحدى القطع البحرية يلوح للفراغ.. وهى الصورة التى جلبت عليه كثيرًا من السخرية.

منحت هذه الاحتفالات مرسى نوعًا من القوة التى يحتاجها، فالقائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان يفسحان له الطريق تماما ليمارس دوره كقائد أعلى، وهو ما دفعه إلى أن يهدد معارضيه وهو يلقى كلمته فى الاحتفال بتخريج الدفعة 106 من الكلية الحربية فى 17 يوليو 2012، عندما قال نصًا: «أقول للذين يتطاولون أو يجرحون الناس، وهم عدد قليل أقول لهم لا يغرنكم حلم الحليم».

لقد أراد مرسى أن يمنح تهديده لمعارضيه قوة ففعلها وهو بين رجال القوات المسلحة، اعتقادًا منه أن الجيش أصبح جيشه، وأنه سيكون تحت أمره فيما يريد أن يفعله، وهو ما ظل معه حتى خطابه فى قاعة المؤتمرات يوم 26 يونيو 2013، عندما لوح بأن من يعتدون عليه سيحاكمون عسكريا لأنهم يعتدون على القائد الأعلى للقوات المسلحة.

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 5

روح القائد الأعلى للقوات المسلحة التى تلبست مرسى هى التى استقبلت السيسى فى القصر لحظة حلفه لليمين، وهى التى جعلته يعتقد أن وزير الدفاع الجديد سيكون طوع بنانه وعند أطراف أصابعه، ثم إن رأس طنطاوى الطائر والذى لحقه رأس عنان من المؤكد أنه سيكون درسًا للسيسى.. فهو أمام رئيس قوى يستطيع فى لحظة أن يتخلص من وزير دفاعه.

على الجهة الأخرى، كان السيسى يرى أن محاولات مرسى الاستعراضية للتأكيد على أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة لا تروق للكثيرين فى القوات المسلحة، وهو ما بدأ مرسى يلاحظه.

لقد حضر مرسى مناسبات عسكرية عديدة، وكان السيسى إلى جواره محافظا على المسافة الفاصلة بينهما، وفى كل منها كان ينتظر أن يؤدى له القادة التحية العسكرية، إلا أنه لاحظ فى أحد المناسبات أن عددا من القادة يخلعون البيريهات ويمسكون بها فى أيديهم- العرف العسكرى يقول إنه لا تحية عسكرية بدون غطاء الرأس- وكانت المفاجأة أنه قال لهم: أنتم تخلعون البيريهات لأنكم لا تريدون أن تؤدوا لى التحية العسكرية.. أليس كذلك؟

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 6


كان مرسى قائدًا عسكريًا بلا أهلية كاملة إذن بالنسبة لقادة الجيش.. لكن هذا لم يدفع الفريق السيسى إلى التفكير فى إزاحته أو الانقلاب عليه.. بل أدرك أنه كى ينجح فى التعامل مع مرسى، فلابد أن يراعى الجوانب النفسية أكثر من الجوانب السياسية فى العلاقة بينهما.

هذا المنهج فى التعامل مع محمد مرسى كرئيس- نفسيا وليس سياسيا- هو الذى جعل الفريق السيسى يستوعب جيدًا ما فعله مرسى فى الاحتفال بنصر أكتوبر 2012، وهو الاحتفال الذى أغضب قادة القوات المسلحة بمستوياتهم المختلفة، من خرج منهم من الخدمة ومن كان منهم على ذمتها لا يزال.


دعا الرئيس الإخوانى من قاموا بالاشتراك فى قتل من صنع النصر، وتجاهل أصحاب النصر الحقيقيين، دخل إلى الاستاد فى سيارة مكشوفة يلوح لآلاف الحاضرين، وكأنه من صنع النصر وحده.

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 1


وقتها لم يعاتب السيسى الرئيس الإخوانى، ولكن استقر الأمر لديه على تفسيرين أساسيين:
الأول: أن محمد مرسى بالفعل لا يفهم ما هى الدولة، ولا يزال لا يستوعب مهام الرئيس، ولذلك فإنه يتورط فى أمور لا يعرف أنها يمكن أن تضره، ولذلك فإنه لو كان يعرف أن دعوة من قتلوا السادات إلى الاحتفال بنصر كان السادات رمزه لما أقدم على ذلك.. وهذا ما يمكن أن نسميه العذر بالجهل.

الثانى: أن محمد مرسى أراد أن يدعو إلى الاحتفال من يرونه كبيرا، ومن هم على استعداد أن يتقبلوا منه أى شىء يقوله، بل ويرددوه دون مناقشة، ولذلك دعا أنصاره وحلفاءه ورجاله الذين سيصفقون له باعتباره الزعيم.. أما لو دعا المختلفين معه، فهؤلاء لن يقروه على ما يفعله أو يقوله، لأنهم يعرفون جيدا أنه لم تكن للإخوان أى علاقة بنصر أكتوبر.. وهذا ما يمكن أن نسميه العذر بالخلل النفسى الذى كان يعانى منه مرسى.


قرر السيسى أن يتعامل مع محمد مرسى كرئيس منتخب له كل الحقوق ومعه كل الشرعية، وأعتقد أن الجهة الوحيدة التى حرصت على أن تمنح محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين فرصة فى الحكم من أجل أن ينجحوا كانت القوات المسلحة.. كل المؤسسات كانت ضد الإخوان، إلا الجيش الذى تعامل مع الأمر بحيادية مطلقة واحترافية عالية.. ولم يصدر أحكاما مسبقة على مرسى لا بالنجاح ولا بالفشل.

فى مناسبات عسكرية عديدة كان مرسى إلى جوار الفريق السيسى، لكن الفارق بين حضوره معه وحضوره مع طنطاوى وعنان، أن حالة من التحفظ كانت تغلف لقاءات مرسى مع قيادات القوات المسلحة، لم تكن هناك حالة الحفاوة التى يبديها طنطاوى وعنان.. كان التواجد رسميا إلى حد كبير.. وقد سعى السيسى إلى تقليل تواجد محمد مرسى على ساحة القوات المسلحة، لأنه كان قد قرر أن يبتعد بالجيش تماما عن ممارسة السياسة بشكل مباشر، وأعلن فعليا العودة بالجيش إلى ثكناته.

كان السيسى يعرف الأضرار الجسيمة التى أصيب بها جسد الجيش المصرى بسبب نزوله إلى الميادين والشوارع بداية من 28 يناير 2011، وأهمها حالة الاستباحة التى تعامل بها الشعب مع الجيش.. وهى استباحة جعلت قادة الجيش فى متناول الأيدى.. وكم كان مفزعًا لأفراد الجيش هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر».

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 2


كان هذا الهتاف تحديدًا من صناعة جماعة الإخوان المسلمين.

أحد شباب الثورة أكد لى أن هذا الهتاف ظهر لأول مرة فى مارس 2011 أى بعد مرور ما يقرب من شهر فقط على تخلى مبارك، وكان السبب فيه ما تردد بعد فض اعتصام 26 مارس عن اختبارات كشف العذرية التى أجريت للمعتقلات فى السجن الحربى.

لكن ما لا يعرفه هذا الشاب أن هذ الهتاف كان صناعة خالصة للإخوان المسلمين، وأنهم ألقوا به فى الشارع السياسى، وهم يعرفون جيدًا أن الثوار والقوى السياسية ستلتقطه وتردده.. لأن الإخوان منذ اللحظة الأولى لسقوط مبارك كانوا يعرفون أن مواجهتهم لن تكون إلا مع الجيش، لأنه لم تكن هناك قوة أخرى يمكن أن تقف فى مواجهتهم وتحول دون وصولهم إلى أهدافهم سواه.. وهو ما حدث بالفعل فقد التقطت القوى السياسية الطعم.. وهضمته جيدا، وكان للإخوان كل ما أرادوا.

أراد السيسى أن يسترد جنوده لياقتهم، ويبتعدوا عن المواجهات الموجودة فى الشارع، ولأنه يدرك أن الحالة النفسية لقواته تحتاج إلى دعم كبير، فقد شارك بنفسه فى التدريبات، وحضر أكثر من طابور صباحى، وظهر فى الصور وهو يقود جنوده ويعدو أمامهم، فى رسالة واضحة إلى أن الجيش عاد إلى مهمته الأساسية وهى التدريب والإعداد من أجل حماية الأمن القومى المصرى وحماية الحدود، بعد أن اختار الشعب رئيسه.


لكن الملاحظة الأساسية فى المرحلة التى يمكن أن نعتبرها تعكس حالة الوفاق بين السيسى ومرسى، والتى دامت فى الفترة من 12 أغسطس 2012 «اليوم الذى تم تعيين السيسى فيه وزيرا للدفاع» إلى 23 نوفمبر 2012 «اليوم الذى أعلن فيه محمد مرسى الإعلان الدستورى الذى حصن به قرارته وأقال النائب العام عبد المجيد محمود وقضى بعدم حل مجلس الشورى أو الجمعية التأسيسية للدستور».. أن هناك حالة من التقارب الإنسانى جرت بين مرسى والسيسى، وأن وزير الدفاع كان يتردد كثيرا على قصر الاتحادية، وكان يجتمع كثيرًا مع الرئيس.

فى الغالب لا تكون هناك لقاءات كثيرة بين الرئيس المصرى ووزراء دفاعه.. فحدود العلاقة معروفة.. لكن مرسى كان يريد الفريق السيسى إلى جواره، كان يثق فى رأيه، ويطمئن إلى إخلاصه، ولم يكن السيسى يبخل بالرأى أو المشورة خلال هذه الفترة أبدًا، فهو ترك الرئيس يعمل بمفرده تمامًا، لم يمل عليه قرارًا ولم يحاصره بالنصائح، بل اكتفى بتقديم الرأى فقط.
كان السيسى يعرف أنه أمام رئيس بلا قدرات تقريبا، كان مقتنعا أنه لا يفكر مطلقا فى أن يكون رئيسا لكل المصريين، فعندما سئل: هل يستطيع محمد مرسى أن ينفصل عن جماعته ويصبح رئيسًا للجميع؟

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 4


قال بفهم كامل لطبيعة شخصية الرئيس المعزول: المشكلة ليست فى أنه يستطيع، ولكن المشكلة فى هل هو يريد أن يفعل ذلك أم لا.. ورغم ذلك كان السيسى يحاول أن يساهم فى إنجاح الرئيس.. وأن يمنحه الفرصة ليعمل.

بعد الإعلان الدستورى- الذى قسم الشعب بالفعل فأصبح لدينا إخوان ومصريين- تحولت نظرة السيسى إلى محمد مرسى، فهو ليس أمام رئيس يريد أن يكون لكل مواطنيه، ولكنه رئيس يريد أن يمنح نفسه لأتباعه فقط، وقد تكون كلمة مرسى للسيسى التى أكد فيها أن الإخوان جاءوا للحكم ليحكموا 500 سنة رنت فى أذنه وقتها، فها هو المشروع يتحقق، وها هو مرسى يتصرف وهو مطمئن تمامًا إلى أن وزير الدفاع معه فهو مخلص له ولن يفكر مطلقًا فى أن يعارضه.

هل آن الأوان لتبدأ مواجهة بين وزير الدفاع وبين الرئيس؟

أعتقد أنه آن تمامًا.

بعد الإعلان الدستورى الذى خرجت مئات الآلاف من الشعب المصرى لإسقاطه، قدم السيسى لمحمد مرسى نصيحة مباشرة، بأن يجمع القوى السياسية المختلفة، وأن يستمع إليها ويتواصل معها، ويصل إلى حل يرضى جميع الأطراف قبل أن تنفلت الأمور من بين يديه، وقدم له تقدير موقف، وضع من خلاله تخوفات محددة من أن تصل الأمور إلى مرحلة الاقتتال والمواجهة المسلحة بين الشعب المصرى.

المواجهة بين الرئيس ووزير الدفاع لم تكن للصراع على الأدوار، ولكنها كانت من أجل الخروج من الأزمة التى تحاصر الجميع.. لكن مرسى لم ينصت إلى السيسى وراح يبحث عن الحل لدى جماعته.. فكانت مجزرة الاتحادية التى حدثت مساء 5 ديسمبر 2012 واستمرت إلى ساعات الفجر الأولى من يوم 6 ديسمبر، والتى جاءت على هامش محاولة ميليشيات الجماعة فض اعتصام بضع عشرات من المحتجين على الإعلان الدستورى أمام قصر الاتحادية.. وهى المجزرة التى أثبتت للجيش قبل الشعب أن هناك نواة جيش موازٍ يجهزه الإخوان لحسم خلافاتهم مع الشعب دون الحاجة إلى الشرطة أو القوات المسلحة.

الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة 3


يعتبر السيسى أن ما حدث أمام قصر الاتحادية- وهو حدث رعاه مرسى ورجاله وربما دعوا إليه وحرضوا عليه- كانت البروفة الأولى للاقتتال والحرب الأهلية، ورغم أن ذلك كان كافيًا وحده ليحسم قراره ويواجه مرسى المواجهة الأخيرة، فإنه أجّل هذه المواجهة وقرر أن يمنحه فرصة جديدة.

على صفحته الخاصة عبر الفيس بوك، أعلن المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة، باسم الجيش، الدعوة إلى اجتماع تحضره القوى السياسية المختلفة ويشارك فيه الرئيس، وحدد البيان الذى تبنى الدعوة الفئات التى ستحضر الاجتماع: «مجموعة رئاسة الوزراء، النخبة السياسية، القوى الوطنية من التيارات المختلفة، شباب الثورة، الأزهر الشريف، الكنيسة، نادى القضاة، أعضاء المحكمة الدستورية، المحامين، الإعلاميين، الصحفيين، الفنانين، الرياضيين، العمال والفلاحين».

كانت الفئات التى حددتها الدعوة تعبر عن المأزق الذى يقع مرسى فيه، فهو وحده وجماعته فى جبهة وبقية المصريين جميعا فى جبهة أخرى تماما.

عندما اقترح السيسى على مرسى فكرة جمع القوى الوطنية فى اجتماع بدار الدفاع الجوى أثنى على الفكرة تماما، ورحب بالحضور- الفكرة بالمناسبة لم تكن من بنات أفكار القوات المسلحة، ولكن ألقاها فى طريقهم أحد السياسيين القريبين من المؤسسة العسكرية فراقت لهم- لكن فى اليوم المحدد للدعوة- الأربعاء 12 ديسمبر 2012 - وعندما اتصل السيسى بمرسى للاتفاق على ترتيبات الدعوة، وجد مرسى يقول له: أرجوك ألغ هذه الدعوة، ولم يرد عليه السيسى إلا بكلمة واحدة هى: حاضر.

كان مرسى فى مساحة محددة وضيقة يريد أن ينجح كرئيس، وربما لهذا قبل الدعوة التى كان فيها بادرة أمل للتفاهم، لكنه كان يعلم أن هناك استحقاقات لجماعته التى أوصلته إلى منصبه، عاد إليها كى يستشيرها فأشارت عليه بعدم قبول الدعوة، لأن معناها أن مركز الثقل انتقل من الرئاسة إلى القوات المسلحة، وأن القوى السياسية التى رفضت أن تشارك فى جلسات الحوار التى دعا إليها مرسى، هى نفسها التى لبت نداء السيسى.

كان السيسى يعرف أن ما حدث يسبب حرجًا بالغًا لمحمد مرسى، ولذلك حاول تخفيف الأمر، فأصبح الحديث عن اللقاء الذى تم إلغاؤه عن طريق إبلاغ المشتركين فيه تليفونيا بالأمر- بعضهم كان فى الطريق بالفعل إلى دار الدفاع الجوى- مجرد دعوة على الغداء للم الشمل، وأنها أبدًا لم تكن دعوة للحوار، وزاد السيسى فى تخفيف الحرج عندما أعلن أن سبب إلغاء اللقاء أن بعض المدعوين لم يلبوا الدعوة لأسباب خاصة.. وليس لأن الرئيس رضخ لأوامر جماعته.. التى خافت أن يبدو رجلها مهزومًا فى حضور كل معارضيه.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الداهية والهلفوت.. أسرار وتفاصيل علاقة السيسى ومرسى من الوفاق إلى الصدام.. السيسى ومرسى وجهاً لوجه من اجتماعات وزارة الدفاع إلى لقاءات فندق بمصر الجديدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  السيسى ابن النيل اجمل اغنية للفريق السيسى ....ادونيس عقل
» أرخص فندق في العالم.....
» فندق إيطالي خاص بالأطفال ...
»  هنا «الجمالية» مصنع الرجال .......... مسقط رأس «السيسى»..
» الإعلامى أحمد المسلمانى يجيب عن السؤال الصعب: هل حقّاً .. مبارك علمانى ومرسى إسلامى؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سلام نيوز :: العام :: ثورة 30 يونيو-
انتقل الى:  
||~ أحصــآئيـآت كــآملة ~|| ?statistikleri