[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال الشيخ يوسف القرضاوي،
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في خطبة الجمعة التي ألقاها وسط نحو مليوني من المحتشدين بميدان التحرير أن شباب الثورة لم ينتصروا على مبارك فقط وإنما على الفساد والطغيان، قائلا: "أنا كنت أثق في نصر الله لهؤلاء الشبان، فقد وعد الله بنصر المؤمنين ولا يمكن أن ينتصر الباطل على الحق، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
فكان لا بد أن ينتصر المصريون على هذا الطاغوت الفرعون وكان لا بد لمصر أن تتحرر لأن هذا الشباب أراد وإرادته من إرادة الله.
لقد صبر الشعب وضحى وأصر ونزع منه الخوف، وكان الفراعنة يقذفون الرعب في قلوب الناس لكن اليوم لم يعد الناس يخافون لا من فرعون ولا من أمن الدولة ولا من الجمال والخيول فحقق الله أهدافهم النبيلة، وتحيتي لهذا الشباب الثائر الذي أتمنى تقبيل أيديهم واحدا واحدا لأنهم رفعوا رؤوسنا وأعتبرهم الأنصار الذين قال فيهم الله ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
فلقد تعبوا لنرتاح وعرضوا حياتهم للخطر لنعيش نحن في أمام وأوصي هؤلاء الشباب أن يحافظوا على النصر لأن الثورة لم تنته ولكنها بدأت فعليهم أن يحافظوا على ثورتهم وحذرهم من أن يسرقهم منها أحد وخصوصا من المنافقين الذين يستعدون لركوب الموجة.
وأوصاهم أن يحافظوا على وحدتهم لئلا تدخل بينهم الفتنة والوقيعة، حيث انتصرت مصر على الطائفية التي صنعها ورسخها الفاسدون السابقون ففي 25 يناير وقف المسيحي إلى جوار المسلم وكلاهما آمن من الآخر ويحب الآخر ولا يخاف منه ولا يتربص به بل كانوا يحرسون بعضهم في الصلاة، نعم فقد أنهى ميدان التحرير خطاب وحقبة الفتنة.
كما دعا المسيحيين والمسلمين للسجود سويا شكرا لله على نصره وأن يصلوا صلاة شكر واحدة.
ووجه كلمة إلى جيش مصر حيا فيه درع الوطن الذي يستحق الإجلال حيث دافع عن مصر والعرب وأنه كان واثقا من نصرة الجيش للشعب وأسفر ذلك عن عدة مكتسبات للشعب.
ويكفي أن الجيش لم يمد يده بأذى ضد الشعب المصري وأنه تعهد بالحفاظ على حقوق المصريين المدنية التي اكتسبوها وقاموا بعدة إجراءات في صالح الشعب، داعيا الجيش لتخليص البلد من الحكومة الحالية التي شكلها مبارك في أيامه الأخيرة والتي كلما رآها المصريون تذكروا الجرائم التي ارتكبت بحقهم من قتل وخيل وجمال.
كما طالب بالإفراج عن المعتقلين والمسجونين سياسيا الذين لا جريرة لهم سوى قولة حق لدى سلطان جائر، في حين يرفل الفاسدون الناهبون الظالمون في النعيم.
كما دعا المصريين للتمهل في مطالباته من الجيش حيث أن الله تعالى بنى الدنيا في ستة أيام وكان بقدرته أن يبنيها في غمضة عين لكن ليعلمنا الصبر والمثابرة على البناء.
ووجه حديثه للجيش المصري مطالبا إياه بفتح معبر رفح وجميع المعابر المصرية أمام الشعب الفلسطيني المحاصر والذي ينتظر الإنصاف على أيدي أبطال القوات المسلحة المصرية الباسلة.