الضوء الشارد Super
عدد المساهمات : 230 نقاط : 127166 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 23/06/2011
| موضوع: مثقفون: ممارسات "الإخوان" تجاه "الطيب" إكراه على الاستقالة الأربعاء أبريل 03, 2013 10:13 pm | |
| مثقفون: ممارسات "الإخوان" تجاه "الطيب" إكراه على الاستقالة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الدكتور أحمد الطيب
رأى عدد من الأدباء والمثقفين أن جماعة الإخوان المسلمين، تستغل بشكل مباشر أو غير مباشر حالات الفساد المتفشية فى مفاصل الدولة قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، والتى لا تزال آثارها باقية حتى يومنا هذا، وعلى سبيل المثال الموجودة فى المدن الجامعية، والتى أدت إلى إصابة خمسمائة طالب من جامعة الأزهر فى المدنية الجامعية بحالات تسمم، من أجل الضغط على شيخ الأزهر الإمام الجليل الدكتور أحمد الطيب، وهيئة كبار العلماء، بعدما أحيل إليها مشروع قانون الصكوك، بعدما رفضته حينما كان يطلق عليه "الصكوك الإسلامية"، إلا أنه تم إحالته للأزهر مرة ثانية بعد حذف الإسلامية من اسمه، موضحين أنه من المعلوم للجميع أن شيخ الأزهر لا يعزل، ولكن هذه الأدوات تبدو وكأنها أدوات إكراه على الاستقالة.
الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل، أوضح فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن للقضية المطروحة الآن، عدة جوانب متداخلة، معتقدًا أنها تفك الاشتباك عند التحليل وتوضح المسئولية، حيث قال: "أولاً، لا شك أن هناك تدهورًا بيروقراطيًا شديدًا فى خدمات المدن الجامعية فى الأزهر وخارجه، وأن جريمة الإهمال والتواطؤ من بعض المسئولين على مسئولى التغذية عندما تؤدى إلى تسمم أكثر ستمائة طالب بأن تؤخذ فى مستوى القسوة وبشدة، وبعقوبات رادعة، ولكن إقحام شيخ الأزهر فى ذلك ليست له ضرورة على الإطلاق، وتحميله للمسئولية السياسية افتراء وتجاوز، وجهل بالنظم الإدارية، والذى يتحمل المسئولية هو الوزير المختص، ورئيس الجامعة، والموظفين المباشرين لعمليات التغذية، والذين ينبغى إدخالهم السجن فورًا، وإخضاعهم للعقوبات المشددة".
وقال "فضل": "أما أن يتجاوز الطلاب فى هتافاتهم ويتعرضوا لمقام الشيخ الجليل فهو نوع من التهور الشبابى، والذى ينبغى أن نتفهمه على اعتبار أنه إما أن يكون حماسًا وجرأةً فى التصعيد، وإما أن يكون استجابةً لأجندة سياسية مفروضة من خارج الأزهر، وذلك لأن النهج الوسطى المستنير الذى يتبعه "الطيب"، والذى تجلى فى مجموعة وثائق الأزهر، الأولى الخاصة بطبيعة الدولة المدنية، والثانية المتعلقة بحق الشعوب العربية فى التحرير، والثالث الخاصة بمنظومة الحريات الأساسية، والرابعة المتعثرة نتيجة للضغوط الأخوانية والسلفية الخاصة بحقوق المرأة، كل هذه الوثائق، إلى جانب المواقف الجلية والتصريحات الحكيمة والانحياز التام فى فهم الدين وتشريعاته إلى العقل ومناصرة الحريات كل هذا يجعل السلفيين والإخوان فى جملتهم غير راضيين عنه، لأنه لا يستجيب لضغوطهم، ولابد أن يعرف الجميع أن شيخ الأزهر قد أصبح رمزًا يشير إلى النموذج الحضارى للدولة المصرية، بعد حصوله بالأمس فقط على جائزة شخصية العام الثقافية، والتى منحتها له جائزة الشيخ زايد، ليكون برهانًا على ذلك، لينتقل من مجرد رمز دينى إلى أن يكون رمزًا ثقافيًا مضيئًا لمصر ومشرفًا لثقافتنا، وعلى الشباب أن يدرك ذلك، ويحترمه ويصوب سهامه نحو من تقع عليهم المسئولية الأساسية، وهم المسئولون بشكل مباشر وغير مباشر فى إدارة الجامعة، وعلى رأسهم رئيس الجامعة، والذى أثبت فشله فى كل المواقف، وختم "فضل" حديثه قائلاً: "أبعدوا شبح الأخونة عن مقام شيخ الأزهر وإلا ستنقلب الدنيا عليكم".
الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، قال فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إنه من الواضح أن موقف الأزهر فى أمور كثيرة، آخرها مسألة الصكوك لا يتجه مع اتجاهات الإخوان، مضيفًا: "أظن بغض أنه بغض النظر عن حالات التسمم الكبيرة إذا كانت بفعل فاعل أم بأخطاء مسئولين، إلا أنه الواضح أن الإخوان استغلوا هذه الحادثة ليمارسوا ضغطًا ما على شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء".
وأوضح "رمضان" أن مشروع الصكوك بدأت إسلامية، وعندما رفضها الأزهر، حذفوا كلمة إسلامية، إصراراً منهم على سريان هذه الصكوك، وعدم الشفافية فيما يتعلق بتلك الصكوك يؤكد أن هناك ما يثير الريبة، والتسمم استخدم كآلة ضغط على شيخ الأزهر، بما يعنى أنه يمكن استخدام أدوات ضغط أخرى، ونحن نعلم أن شيخ الأزهر لا يعزل، ولكن هذه الأدوات تبدوا وكأنها أدوات إكراه على الاستقالة، والمعركة بين الأزهر إذا أصر على مواقفه وبين الإخوان أظن أنها ستستمر، والإخوان أصبحوا الآن يحاربون بشكل مباشر فى ثلاثة مواقع، بهدف الاستيلاء عليها، وهى الإعلام والقضاء والأزهر، والثلاثة هى الأكثر تأثيرًا فى تأسيس الرأى العام، اللعبة ليست سهلة، ويبدو أن الإخوان يشبهون "القمل"، إما أن تقتلهم بأصابعك وإما أن يشربوا دمك.
الشاعر والمترجم رفعت سلاَّم، رأى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هناك فسادًا عميقًا لا يزال يكمن فى جميع أجهزة الدولة، ولكن لأن نظام الإخوان معنى بخطط التمكين فلا يهمه تنظيف الدولة من الفساد، بل إنه قد يستفيد من استخدام ذلك ضمن خطط التمكين، وهذا يعنى – من وجهة نظره – أن هناك احتمالين، أولهما أن تكون واقعة المدينة الجامعية نتيجة مباشرة للفساد، وهى ما سيستخدمه الإخوان ضد شيخ الأزهر مباشرةً لأنه يبدو غير مطيع لرغباتهم وتوجهاتهم المختلفة، فسيحملونه المسئولية كاملة عما جرى.
أما الاحتمال الثانى، فأوضح "سلاَّم" أن يكون تنظيم الإخوان قد تمكن من استخدام هذا الفساد لارتكاب هذه الجريمة، وهى مسألة ليست جديدة على تاريخ الإخوان، وفى هذه الحالة هو نفس الهدف زعزعة موقف شيخ الأزهر، وخاصة بعدما أحيل قانون الصكوك إليه، ولا بد من الإشارة إلى أن الأزهر يقع ضمن خططهم الرامية للسيطرة على مفاصل الدولة، وينتظرون اليوم الذى يتمكنون فيه من تأميم المنصب، فتوقيت الواقعة مريب جدًا، ويثير التساؤلات، وسوف ننتظر التقارير التى ستصدر فى هذا الشأن خلال الأيام القليلة القادمة.
المصدر:اليوم السابع
| |
|