zena Super
عدد المساهمات : 101 نقاط : 126195 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/04/2011
| موضوع: 65 عامًا على وفاة بطل "القسطل".. "عبد القادر الحسينى" الإثنين أبريل 08, 2013 7:40 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قصة جهاد طويلة نقشت تفاصيلها الدقيقة في العقل والوجدان تماما كما نقشت في الحجر فاستحال مهما طال الزمن نسيانه أو محوه من أجندة التاريخ الفلسطيني، إنه الشهيد "عبد القادر الحسيني" الذي كان واحدا من أبطال العرب الذين مهما مر الزمان نتذكر بطولاتهم.
فبدمائه الطاهرة روى أشجار الحرية في معركة القسطل التي استشهد عقب إصابته فيها بعدة رصاصات في الثامن من إبريل عام 1948، ليكون اليوم الذكرى الـ65 لهذا الشهيد البطل المقاوم الفلسطينى.
ولد عبد القادر عام 1908وأنهى دراسته الثانوية في القدس عام 1927، ثم التحق بكلية العلوم في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وفضح الدور المشبوه للجامعة آنذاك، وأدان سياستها، فأمرت حكومة إسماعيل صدقي باشا بطرده من مصر عام 1932، فعاد عبد القادر إلى بلاده فلسطين وعمل محررا صحفيا في جريدة "الجامعة الإسلامية"، ثم مأمور في دائرة تسوية الأراضي في فلسطين، فأتاحت له أن يطّلع على جهود سلطة الانتداب البريطاني لتهويد الأرض الفلسطينية، فاستخدم وظيفته لإحباط ما يستطيع من محاولات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.
صعد الحسيني إلى الجبال ليمارس الحرب الشعبية في عام 1936، وكانت منطقة جنوب القدس مسرح العمليات العسكرية التي يتبع له، وقاد بعضها بنفسه، وكان من أهمها "معركة الخضر" عام 1936، فأصيب فيها بجروح بليغة ووقع في أسر القوات البريطانية، لكنه نجح في الفرار من المستشفى العسكري في القدس وتوجه إلى دمشق.
وفي أوائل 1938 عاد عبد القادر الحسيني إلى القدس وتولى قيادة الثورة في منطقتها، وفي تلك السنة قاد هجوما عسكريا ناجحا على مستعمرة "فيغان" الصهيونية جنوبي القدس، وفي خريف العام نفسه أصيب عبد القادر مرة ثانية بجراح بليغة، ثم نقل إلى دمشق فلبنان ثم العراق.
تعين الحسيني قائدا لمنظمة الجهاد المقدس في عام 1947، فشكل جيش الجهاد، الذي كانت مهمته مواصلة قتال قوات الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية، ومن تصريحاته في هذا الصدد:" نحن الفلسطينيون أقوياء على الرغم من قلة عددنا، لأننا نؤمن بقضيتنا، ولأننا نعلم أننا مؤيدون من جميع الشعوب التي ليس لها مطامع خفية كحكوماتها، سنقاتل حتى النهاية، وسيقاتل أبناؤنا وأصدقاؤنا من بعدنا، نحن مصممون على القتال.
وعندما طلب عبد القادر الحسيني من الجامعة العربية سلاحا، فرفضت، قال: جئتكم أطلب سلاحا لأدافع به عن فلسطين، وأما وقد خذلت، فأبلغكم أننا لن نرمي السلاح حتى النصر أو الشهادة، أنا ذاهب إلى القسطل، ولن أسأل أحدكم أن يرافقني، لأنني أعرف حقيقة مواقفكم، ولكني أحذركم بأن التاريخ سيكتب أنكم خذلتم الأمة وبعتم فلسطين، وإن التاريخ لا يرحم أحدا!
ورجع الحسيني إلى فلسطين ولم يكن معه أكثر من ستين بندقية قديمة وعشرة مدافع رشاشة وبضع قنابل، وصل إلى القدس في 7/4/1948م فنظم هجوما على القسطل، واستطاعت قواته أن تسترد القسطل في اليوم التالي، في حين استشهد عبد القادر، بعد أن نكب اليهود في المعركة بخسائر عظيمة، وكانت ذخيرة المجاهدين قد نفدت، فأشاروا عليه بالاكتفاء، لكن عبد القادر أخذ يهاجم اليهود ومعاقلهم بنفسه ويقذفهم بالقنابل اليدوية، فانهزم اليهود، وإذا برصاص مدفع رشاش صهيوني ينهمر عليه، فيصاب ويستشهد دون دينه ووطنه المقدس فلسطين.
وعن "عبد القادر الحسينى " تجولت "البديل" بين عدد من المختصين فى الشئون الفلسطنية والإسرائيلية للحديث عنه، فقد أوضح الدكتور محمد الحفناوى أستاذ الإسرائيليات القديمة والمعاصرة بجامعة القاهرة، ومدير مركز البحوث الفلسطنية إن الحديث عن عبد القادر الحسينى هو حديث شيق، لأنه من أبرز الرجال العرب الذين أثبتوا بطولته وحبه لأراضيه فقام بالجهاد فى العديد من البلدان العربية من "القدس و العراق ومصر" ، وكان أيمانه بالجهاد المسلح هو إيمان كامل من أجل الحرية والاستقلال.
وأشار "الحفناوى" إلى أن إسرائيل الآن لديها متحف فى الأراضى الفلسطنية موجود به جواز سفره وخنجره إلى جانب كتابه " وطنى إسرائيل" الذى يوضح فيه كيف كانت القوات الإسرائيلية تتطوع الجميع تحت "أرجلها " ، ولكن الإسرائيليون الآن يعرضوه بشكل إنه كان يحب الوطن، لكن من يقرأ فى تاريخه جيدا، سيعلم أنه عربى أصيل.
وأكد هانى محمد مصطفى أستاذ الشئون الفلسطينة بمركز البحوث العامة الفلسطينية والإسرائيلية إن وفاة عبد القادر تسببت فى حدوث مذبحة "دير ياسين " لأن باستشهاده تعرض الجيش الفلسطينى المقاوم لضربة قاصية مما جعل الجيش يفقد بنيانه الداخلى فوقعت مذبحة دير ياسين.
وأوضح هانى إنه سمى بطل "القسطل" نسبة إلى معركة التى استشهد فيها وهو فى الأربعين من عمره أى فى أزهى عصور جهاده. | |
|