بسم الله الرحمن الرحيم
مصر كنانة الله في أرضه منها يسترد الشام .
مصر كنانة الله في أرضه ، حقيقة أثبتتها الأيام و علمها الخبراء في كل زمان ، قد لا يصح الحديث و إن كان الواقع يصدقه ، فمع أننا لا نذكره كحديث مرفوع إلا أننا نقره ككلام حقيقي و واقع على مر العصور .
فمصر هي الكنانة التي تستخرج منها السهام لنصرة دين الله في أرضه و استعادة مكانته و هي التي أخرجت الجنود للدفاع عن الأمة حين كادت أن تستأصل و ظن الناس أن الإسلام لن يعود ، فمصر هي التي تقيم الشام بأجنادها .
فأمة الإسلام قد مرت في تاريخها بثلاث نكبات كادت تستأصل الدين و كان فيها تسلطاً من الكافرين و حرباً ضروساً على أيد المعتدين ، و لم يعرف لمثل تلك النكبات منذ عصر الخلافة مماثلاً أو شبيها ، فقد فاقت كل النكبات و زلزل فيها أهل الإسلام زلزالاً شديدا .
و في مرتين من هذه الثلاث و ب
عد أن ظن الناس أن لا مناص من ذهاب الدين و ضياع بلاد المسلمين هب أجناد الإسلام من الكنانة منطلقين بعد أن تجمعوا و أعدوا فأعادوا للإمة عزها و للشام شرفها فكان لمصر دوراً محورياً وأساسياً ورئيسياً في استعادة التاريخ المجيد وفي حماية هذا الوجود من الاندثار والضياع .
فالأولى كانت عندما تعرضت الأمة إلى أخطر الحملات الإستاصالية والتي كادت أن تهدد وجودها في التاريخ ألا وهي الحملات الصليبية و التي لم تحدث إلا بعد ضعف مصر و الذي علم الأعداء أن الكنانة متى ما ضعفت فلا حامي للأمة ، ففي هذا الوقت إذا بالفاطميين والحشاشين والباطنيين الذين تمردوا على الخلافه العباسيه في بغداد يستولون على مصر مما أصاب العالم الإسلامي بضعف جعل الدول الصلبية يطمعون في العالم الإسلامي مما دفعهم لتشكيل الحملات الصليبيه وشن حروب على المسلمين مستهدفين في البدايه بلاد الشام وخصوصاً الجزء الأقدس والمبارك منها فلسطين وقلبها القدس التي كانت تحت سيطرة الفاطميين الروافض يومذاك فسلموا بيت المقدس للصلبيين دون قتال فاستمرت في أيديهم لمدة ما يقارب التسعين عاماً إلى أن بعث الله البطل يوسف بن أيوب ( صلاح الدين ألأيوبي) فقام في مصر بإعداد العدد و العدة ثم قام بتوحيد مصر مع الشام بعد القضاء على دولة الفاطميين التي تحالفت مع الصليبيين وجيش جيشاً قوياً يضم مصريين وشاميين وأكراد وأتراك وإنطلق بهؤلاء الأجناد من الكنانة كالسهم إلى حطين في أرض فلسطين ليحطم جيوش الصليبيين في معركه كانت فاصله في تاريخ المسلمين وتاريخ الحروب الصليبيه وكانت المقدمه لإستعادة بيت المقدس أولى القبلتين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم عادوا بعد ذلك مرات و لكن تصدت لهم الكنانة بأجنادها فأغرقوا أسطولهم مرة و أسروا قائدهم مرة أخرى ،و هكذا كانت مصر سبباً لحفظ الأمة و استرجاع بين المقدس و الشام .
أما المرة الثانية فكانت باجتياح التتار والمغول للعالم الإسلامي من جهة الشرق وبمنتهى الوحشيه والدمويه حتى أن المسلمين أصابهم اليأس والإحباط وترسخ في اعماقهم بأن التتار والمغول لا يمكن هزيمتهم وخصوصاً بعد اجتياحهم بغداد عاصمة الخلافه العباسيه ووصولهم إلى الشام حيث كانوا ينشرون الخراب والدمار ويزرعون الموت والهلاك حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية حاكياً عن أهل زمانه قولهم : ( أن الشام ما عادت تسكن ) .
ولكن السهم الاخير مرة أخرى كان في كنانة الله في أرضه حيث إنطلق أجناد مصر الكنانه إلى أرض فلسطين المباركه ليلتقوا مع جيش التتار والمغول في قرية عين جالوت في شمال فلسطين فكان نصر الله المبين على يد أجناد مصر المسلم واندحر التتار والمغول وأخذ أجناد مصر يطاردونهم إلى دمشق ثم حلب وطهروا منهم بلاد الشام ، فكانت مصر مرة أخرى هي السهم الاخير الذي لوطاش لتم إجتياح مصر وأبيد المسلمون ولتمكن التتار والمغول من القضاء على دين الإسلام حيث انهم كانوا يخططون لاجتياح مكه والمدينه ولكن الله تكفل بحفظ دينه فكانت مصر الكنانه للمره الثانيه بعد الحروب الصليبيه هي قدر الله بحفظ هذا الدين و استعادة الشام .
و المرة الثالثة و هي أشد من سابقاتها وحينما ثارت الشعوب الإسلامية في الوطن العربي وتسلق المدعون بأنهم مسلمون و تسلطوا على الشعب المصري المسلم بعدما رفعهم (الشعب المصري) على الأعناق ووصل بهم إلى سدة الحكم في مصر ثم اكتشف شعب مصر الأبي أنهم مجرد عملاء لليهود و الأمريكان والصهاينة وأنهم يريدون إذلال المسلمين والتقرب إلى أمريكا بمغازلة إسرائيل وطمأنتها بعدم المساس ولكن شعب مصر كان لهم بالمرصاد فقام بثورته الثانية في30/6/2013 لكي يثبت للدنيا كلها بأن هذا الشعب هو المصد الذي لايتم اجتيازه وأنه حامي حمى الإسلام وأن جنوده هم خير أجناد الأرض ونرجوا من الله أن يوفق القيادة الحالية في مصر لكي يكون درعا واقيا لحماية العراق وسوريا وليبيا من التقسيم والتفرق .
فاللهم احفظ هذا البلد( مصر ) آمنا مطمئنا واحفظ جنده وأهله ومن زاره ومن يحب هذا البلد ياأرحم الراحمين.