بقلم : مصطفى سلاّم
انظر أخي المسلم كيف اختار النبي (صلى الله عليه وسلم ) وزراءه في الدولة الإسلامية في المدينة المنورة
فسوف تجد أن رئيس الدولة الإسلامية هو :
سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )
وهو رجل عسكري من الدرجة الرفيعة حتى أن الصحابة كانوا يحتمون به
حينما تشتد الحرب عليهم.
ثم انظر بعد ذلك إلى وزرائه وسفرائه فسوف تجدهم جميعا من خيرة الجنود الذين عرفتهم الأرض عبر التاريخ الإنساني فكلهم عسكر يعرفون متي يقاتلون ومتى يصفحون ومتى يلينون ومتى يكونوا محايدين.
فتحية إلى كل هؤلاء الذين صاحبوا سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) رضي الله عنهم جميعا
وليعلم الذين يقتلون أبناء جيش مصر وشرطتها ويفجرون القنابل في كل اتجاه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بريء منهم وأن الله سبحانه وتعالى بريء منهم وذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد حرم قتل النفس البشرية إلا بالحق
قال تعالى"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيم"
و
[size=18][b]قال تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)
وإليكم تفصيل ذلك
رسول الله أول رئيس للدولة الإسلامية[/b]
[/size]
قامت الدولة الإسلامية بشكل علمي في المدينة المنورة عقب الهجرة النبوية،،
وكان أول رئيس لها -بطبيعة الحال- هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نصت على ذلك معاهدة المدينة
.
(2)وقد باشر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المهمة طوال حياته، "فأقام الحدود، ونفذ القضاء، وقضى في الحقوق المدنية والجنائية، وجبى المال من مواضعه الشرعية، ووزعه على مستحقيه وفي مرافقه القانونية، وعقد المعاهدات وأعلن الحرب، وعقد الصلح، وكان في جميع ذلك مؤيدا من الله تعالى، فإذا نزلت الحادثة بالأمة ولم يرد فيها وحي من الله اجتهد فيه صلى الله عليه وسلم وشاور أصحابه من شهد منهم من أهل العلم والرأي وكانوا تارة يجمعون على رأي فيعمل به، وتارة يختلفون فيعمل برأي بعضهم، ويترك رأي البعض الآخر مجتهدا في ترجيح رأي على رأي"
ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرئيس الأعلى الذي يحكم الدولة الإسلامية التي تضم المسلمين و
اليهود، فقد كان يحكم بين المسلمين فيما بينهم، وقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحكامه بين المسلمين في الحدود وغيرها أكثر من أن يأتي عليها الحصر، ولمن شاء أن يرجع إلى كتب الحديث والفقه، ففيها تفاصيل كثيرة عن القضايا التي قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جمع ابن القيم في كتابه "زاد المعاد" أقضية رسول الله في الجزء الثالث والرابع، فليرجع إليه كذلك من شاء. وكان يقضي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين واليهود، وبين اليهود أنفسهم.
هيئة الحكومة النبوية
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بمهمة الحكم إلى جانب قيامه بتبليغ وأعباء الرسالة، لذلك كان لا بد أن يكون هناك من يعاونه في أمر الحكم؛ لأن مشاكل الدولة -في دور تأسيسها- كثيرة، وقضايا الناس ومصالحهم لا تقف عند حد، فاقتضت الظروف أن يستعين الرسول صلى الله عليه وسلم في إدارة الدولة بأصحابه الذين كانوا كلهم مجندين لخدمة الدعوة والدولة.
(1)وزراء الرسول صلى الله عليه وسلم
وقد تشكلت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هيئة الحكومة النبوية، قد اختص بعضهم بملازمة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أطلق عليهم اسم الوزراء، فقد صرح ابن العربي في سراج المريدين والأحكام بتحسين حديث فيه أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وزراء الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل الأرض.
وفي القوانين لابن جزي في حق عمر بن الخطاب: "وكان هو وأبو بكر وزيرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته"، ولا شك أن حالهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعطي إلا ذلك، وبما وصلاه من هذه الرتبة، استخلافهما المسلمون بعده. وأخرج الحاكم في المستدرك قال: كان أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم مكان الوزير، فكان يشاوره في أموره كلها، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "وزيري من أهل الأرض أبو بكر وعمر"
. وكان بعض العرب الذين يعرفون شيئا عن نظام الحكم عند الفرس والروم يطلقون على أبي بكر وعمر وصف وزيري محمد.
(2)صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد صرح الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أن حذيفة بن اليمان كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقع تسميته بذلك في سنن النسائي في قصة ذهاب علقمة إلى الشام ولقائه في دمشق لأبي الدرداء .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "أليس فيكم صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلمه غيره"، وقال ابن الأثير في أسد الغابة: "حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين، لم يعلمهم أحد إلا حذيفة أعلمه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم"
(3)صاحب شرطة النبي صلى الله عليه وسلم
وكان قيس بن سعد بن عبادة صاحب شرطته -أي أمير الشرطة، فقد روى البخاري عن أنس بن مالك قال: "إن قيس بن سعد كان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير"
(4)حراس الرسول صلى الله عليه وسلم
وكان للنبي صلى الله عليه وسلم حراس، منهم: "سعد بن زيد الأنصاري، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وسعد بن معاذ، ومحمد بن مسلمة، وأبو أيوب الأنصاري، وبلال، وزكوان بن عبد قيس، وعباس بن بشير"
]5].حراس المدينة أو شرطة المدينة
ومنهم من كان يقوم على حراسة المدينة ليلا، مثل: "سعد بن أبي وقاص، وبديل ابن ورقاء، وأوس بن ثابت، وأوس بن عرابة، ورافع بن خديج"
[6]المنفذون للحدود بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم
ومنهم من كان يقوم بتنفيذ أحكام الحدود بين يديه صلى الله عليه وسلم، من قتل ورجم وجلد وقطع يد إلخ، مثل: "علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة والزبير بن العوام وعاصم بن ثابت وبلال" ، وهذه رتبة من أشرف الرتب؛ لأنها تتعلق بأشرف الأشياء وهي الأبدان.
[7]
[b]سجن للرجال وآخر للنساء
وكان يوجد في المدينة سجن للرجال وآخر للنساء، ممن يرتكبون جرائم تستحق السجن وهذا في الأمور التي لا توجب الحد ، وأحيانا كان يوضع فيها من ينتظر تنفيذ الحكم.
]8]حُجّاب الرسول صلى الله عليه وسلم
وكان للنبي صلى الله عليه وسلم حجّاب يقفون على بابه ليستأذنوا للناس في الدخول عليه، منهم: "أنس بن مالك ورباح الأسود –مولاه- وأبو أنسة –مولاه- وعبد الله بن زغب الإيادي" ، وقد جاء في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "جاء أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلسوا ببابه ولم يؤذن لهم، قال: "فأذن لأبي بكر فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له" ، وهذا الحديث صريح الدلالة في أنه كان للرسول صلى الله عليه وسلم حجاب يستأذنون للناس في الدخول عليه.
[9]حاملوا خاتم الرسول صلى الله عليه وسلم
وكان للرسول صلى الله عليه وسلم خاتما اتخذه لختم الرسائل للملوك والأمراء؛ لأنه لما عزم على إرسال كتبه إليهم بعد عودته من صلح الحديبية وكتب لهرقل، قالوا: "يا رسول الله إن الأعاجم لا تقبل الرسائل إلا أن تكون مختومة"؛ فاتخذ خاتما من فضة نقشه: "محمد رسول الله" لختم الرسائل.
وكان حنظلة بن الربيع بن صيفي والحارث بن عوف المري حاملي خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غاب أحدهما ناب عنه الآخر، وظل خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم يستعملون هذا الخاتم في ختم الرسائل حتى سقط من يد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في بئر أريس، والقصة مشهورة.
(10)من يستقبل الوفود
وكان هناك من يقوم باستقبال الوفود والاستئذان لها على الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعليمهم كيف يحيونه وكيف يتحدثون إليه -وهو ما يطلق عليه الآن بنظام البروتوكول- وقد عنون صاحب كتاب "نظام الحكومة النبوية" لهذا الموضوع بقوله: "فصل في الرجل يعلم الوفد كيف يحيون المصطفى صلى الله عليه وسلم".
.وكان أشهر من يقوم بهذه المهمة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقد ذكر ابن إسحاق قصة قدوم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة 9هـ، فعند وصولهم إلى المدينة التقوا بالمغيرة بن شبعة -وهو ثقفي مثلهم- فأخبر المغيرة بن شعبة أبا بكر رضي الله عنه بقدومهم، فدخل أبو بكر على الرسول وأعلمه بأمرهم واستأذن لهم، وخرج إليهم وعلمهم كيف يحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم
(11)
بيت الضيافة
.وكان في المدينة بيت للضيافة، كانت تنزل فيه الوفود القادمة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان هناك من يقوم على خدمتهم وإطعامهم، وكان من هؤلاء بلال وثوبان موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الدار التي اتخذت للضيافة منزلا لامرأة من الأنصار اسمها رملة بنت الحارث ويبدو أنها كانت واسعة؛ لأن ابن إسحاق ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس فيها بني قريظة قبل قتلهم، وكانوا أكثر من ستمائة رجل بأسرهم
(12)
مراقبة الأسواق
ومن الأمور المهمة التي كان يعنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مراقبة الأسواق، والإشراف على حركة البيع والشراء وكل ما يتعلق بالأمور التجارية، لضمان سلامة المعاملات وليحصل كل إنسان على ما يحتاج دون أن يتعرض لغش أو تدليس، وقد ذكر صاحب السيرة الحلبية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولى عمر بن الخطاب على سوق المدينة، وتولية عمر رضي الله عنه على هذا العمل يدل على جسامته وأهميته.
[13]
ثم وبعد فتح مكة سنة 8 هـ ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيد بن العاص على سوقها ، للإشراف على الحركة التجارية. ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ولى عتاب بن أسيد على مكة بعد فتحها، فتولية سعيد بن العاص أمر السوق، يدل على أنه بجانب الولاية العامة كانت هناك ولايات نوعية متخصصة بناحية محددة يتولاها آخرون، فبجانب الوالي كان هناك القاضي وجامع الصدقات، أي: المختص بالشؤون المالية.
[14].ولأهمية الأسواق والحركة التجارية في حياة الناس، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم أحيانا بمراقبة سوق المدينة بنفسه، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام -أي قمح- فأدخل يده فيها فنالت بللا، فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟"، فقال: أصابته السماء يا رسول الله -أي أصابه المطر- قال: "أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس منا"
وهذا النوع من الإدارة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح أساسا لما عرف بعد ذلك بنظام الحسبة، أو بولاية الحسبة والذي يتولاها كان يعرف بالمحتسب.
[15].
جهاز جمع المعلومات - المخابرات
وكان للنبي صلى الله عليه وسلم جهاز دقيق لجمع المعلومات عن الأعداء، وهو ما يقابل جهاز المخابرات فى الدول الحديثة، وممن كان يقوم بهذه المهمة بسبسة بن عمرو الجهني الذي كلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يذهب إلى بدر لجمع المعلومات عن قريش قبيل المعركة، وكذلك طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد اللذان أرسلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طريق الشام يتحسسان الأخبار عن قافلة أبي سفيان. ومنهم حذيفة بن اليمان الذي قام بجمع المعلومات عن الأحزاب في غزوة الخندق، وبسر بن سفيان الخزاعي الذي كان مختصًّا بجمع المعلومات عن قريش.
وعبد الله بن أبي حدرد الأسلمي الذي أمد الرسول بالمعلومات عن عزم هوازن على مهاجمته في حنين ثم قام بنفس الدور العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، فقد كان عين رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل مكة يمده بكل تحركاتهم هذه، وهو الذي أخبره بمسيرهم في غزوة أحد، وكذلك في غزوة الأحزاب، مما مكن الرسول صلى الله عليه وسلم من حفر الخندق قبل وصولهم إلى المدينة، وكان المسلمون يتقوون به في مكة، وكان يحب أن يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه رسول الله: "إن مقامك بمكة خير"، فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر: "من لقي منكم العباس فلا يقتله، فإنما أخرج كرها"
(16)
وهكذا كان هذا الجهاز خطيرا وفعالا ويرصد تحركات أعداء الدعوة والدولة على جميع الجبهات، وقد أمد هذا الجهاز النبي صلى الله عليه وسلم بالمعلومات عن تحركات الروم في الشمال؛ مما كان سببا في غزوة تبوك.
[17]
كُتَّاب الرسول صلى الله عليه وسلم
كان للنبي صلى الله عليه وسلم جهاز كبير من الكتَّاب، وصل عددهم إلى أكثر من أربعين كاتبا، منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، والزبير بن العوام، وخالد وإبان ابنا سعيد بن العاص، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن الأرقم، وثابت بن قيس بن شماس، وحنظلة بن أبي عامر الأسدي، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وعبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول، ومعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، والمغيرة بن شعبة، وخالد بن الوليد، والعلاء بن الحضرمي، وعمرو بن العاص، وجهم بن أبي الصلت، وعبد الله بن رواحة، ومحمد بن مسلمة، وغيرهم .
وكان بعض هؤلاء الكتاب يكتبون الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضهم يكتب في الشؤون العامة للدولة، إما إضافة إلى كتابته الوحي، أو اختصارا على الكتابة في الأمور الأخرى.
فكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه من المختصين بكتابة العهود وعقود الصلح، وهو الذي كتب وثيقة صلح الحديبية، وكان معيقيب بن أبي فاطمة، وكعب بن عمرو بن زيد الأنصاري يكتبان المغانم، وكان يقال للأخير: صاحب المغانم، وحذيفة بن اليمان كان يكتب خرص تمر الحجاز.
والعلاء بن عتبة وعبد الله بن الأرقم يكتبان بين الناس في قبائلهم ومياههم، وفي دور الأنصار بين الرجال والنساء، وكان عبد الله بن الأرقم يجيب الملوك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والزبير بن العوام وجهم بن أبي الصلت يكتبان أموال الصدقات، والمغيرة بن شعبة يكتب المداينات والمعاملات، وكان زيد بن ثابت الأنصاري- إضافة إلى كتابة الوحي- مترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان يعرف عددا من اللغات منها الفارسية والعبرية
[18]
جهاز الإعلام في عهد الرسول
وكذلك كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عدد من الشعراء والخطباء الذين يدافعون عنه وعن دعوته ودولته، ضد من كانوا يهاجمونه من شعراء مكة وغيرها، كعبد الله بن الزبعرى الذي كان يهاجم الرسول ودعوته بقصائد قاسية، فكان شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم يتصدون للرد عليه، ومن شعراء الرسول البارزين: حسان بن ثابت الأنصاري، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، ومن خطبائه: ثابت بن قيس ، ومما هو معروف أن الشعر والخطابة كانا وسيلة الإعلام الرئيسية في ذلك الوقت.
(19)
خلفاء الرسول على المدينة أثناء غيابه عنها في غزو أو غيره
عند ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكون موجودا في المدينة فهو المشرف الأعلى على الأمور كلها وهو الذي يوزع الأعمال على الصحابة رضوان الله عليهم كل في مجاله. وعند ما كان يغيب عنها ولو ليوم واحد، فإنه كان ينيب أحد أصحابه عنه ليتولى إدارة الأمور حتى يرجع.
ففي غزوة أحد التي دارت معاركها بالقرب من المدينة فإنه عهد بأمر المدينة لابن أم مكتوم، وباستعراض الأسماء التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعهد إليها بأمر المدينة أثناء غيابه نجد أنه قلما كان يولي النيابة عنه لشخص واحد أكثر من مرة، ونستنتج من ذلك أنه ربما كان يقصد أن يتيح الفرصة لأكثر من شخص للتدريب والممارسة العملية في مباشرة الحكم والإدارة ليكون هناك العدد الكافي للاضطلاع بحكم الولايات فيما بعد عند اتساع الدولة وهو أمر لم يطل انتظاره.
فمثلا عند خروج الرسول صلى الله عليه وسلم في:
غزوة الأبواء -ودان- في ربيع الأول (سنة 2هـ) استخلف على المدينة سعد بن عبادة رضي الله عنه.
وفي غزوة بواط في نفس الشهر استخلف سعد بن معاذ رضي الله عنه.
وفي خروجه لمطاردة كرز بن جابر الفهري في نفس الشهر استخلف زيد بن حارثة رضي الله عنه رضي الله عنه.
وفي غزوة ذات العشيرة استخلف أبا سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنه.
وفي غزوة بدر الكبرى من رمضان سنة 2هـ، استخلف أبا لبابة بشير بن عبد المنذر رضي الله عنه.
وفي غزوة خيبر استخلف سباع بن عرفطة الغفاري رضي الله عنه.
وفي فتح مكة استخلف أبا رهم حصين بن خلف الغفاري رضي الله عنه.
وفي غزوة تبوك استخلف محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه
هذا بإيجاز هو الجهاز الحكومي الذي كان يعاون الرسول صلى الله عليه وسلم في إدارة الدولة.
[/b]