حذر معهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدني» الأمريكي من تشبث
الزعيم الليبي معمر القذافي الشديد بالسلطة وإصراره علي مواصلة الصراع حتي
النهاية، وقال المعهد في تقرير أعده المقدم «جيسون هانوفر»،
وهو عضو بالجيش الأمريكي وخبير المعهد لشئون الدفاع القومي، بالتعاون مع
خبير المعهد للشئون العسكرية «جيفري وايت» أن هذا
«العند السياسي» قد يطيل من أمد الصراع الدامي في ليبيا ويمنح
فرصًا لعناصر إسلامية متشددة لتحويل ليبيا إلي أفغانستان جديدة أو دولة
فاشلة.
واعتبر التقرير أن التدخل العسكري هو الحل الوحيد لوقف
هذا الوضع المتدهور، رغم أن هذا التدخل قد يكون له سلبيات علي الدول
المشاركة فيه، ولكنه في النهاية سيكون أسرع حل للأزمة مع قليل من الأضرار
السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
قد يأخذ هذا التدخل عدة
أشكال، فقد يكون علي شكل فرض حظر جوي وبري وبحري علي المناطق الشمالية في
ليبيا لأن هذا الحظر من شأنه تقليص قدرة النظام الليبي علي استخدام القوة
العسكرية المطلقة ضد الشعب الليبي، وربما يحمل تأثيرًا معنويًا مهمًا
بالنسبة إلي الثوار والمعارضين الليبيين، فيما يضعف من معنويات القوات
الموالية للقذافي، موضحًا أن الحظر الجوي سيكون تأثيره ضعيفًا أو شبه
منعدم في مجري الصراع علي الأرض، وأشار التقرير إلي أن التحرك السريع يعني
تحريك الأصول الجوية والبحرية التابعة للأسطول الأمريكي السادس المرابط في
البحر المتوسط ومقاتلات تابعة للناتو من سيشل أو شمال إيطاليا.
أوصي
التقرير بمشاركة دول أعضاء بحلف شمال الأطلسي «ناتو» مع
الولايات المتحدة في تدخل عسكري من هذا النوع ضد نظام القذافي، وأشار
التقرير إلي أن استخدام القذافي للمقاتلات والمروحيات أثناء الأزمة غير
واضح كما أنه يشكل تهديدًا أساسيًا بالنسبة إلي المعارضة التي تفتقر
للقدرات التي تمكنها من الدفاع عن نفسها ضد هجمات من هذا النوع.
وستشمل
مهمات الاعتراض الجوي تنفيذ دوريات قتال جوي لمواجهة السلاح الجوي الليبي
إلي جانب المروحيات المستخدمة في النقل الجوي، كما سيكون هناك حاجة
لمواجهة بطاريات الصواريخ الليبية من طراز إس إيه 2 و3 و6 .
وأشار
إلي أن قاعدة سيجونلا الجوية الأمريكية في سيشل تعد في وضعية ممتازة كنقطة
انطلاق وعودة لمهمات التمشيط الجوي لأي من مناطق الحظر، كما أن قاعدة
الدعم البحري الموجودة في جزيرة كريت تعد كذلك في موقع رائع للوصول إلي
النصف الشرقي من مناطق الحظر.
وأكد التقرير أهمية حرمان النظام
الليبي من تحريك ونشر قوات برية ضد المعارضة لأنه في ظل سعي القذافي
لاستعادة سيطرته علي المناطق التي فقدها، سيكون بحاجة لتحريك عدد كبير من
القوات، ومن شأن الحظر البري أن يحجم قدرات نظام القذافي علي القيام بهذا
العمل، خاصة في ضوء المسافات الطويلة التي سيكون علي القوات البرية
المزودة بأسلحة ثقيلة أن تقطعها.
وأكد التقرير أهمية وضع معايير
وإجراءات متفق عليها عند استهداف قوات حكومية إلي جانب قواعد اشتباك مفصلة
لأي مقاتلة يمكن أن تتعامل مع أهداف علي الأرض، باعتبار أن الكثير من
القوات الموالية للقذافي مرتزقة يصعب تمييزهم عن المدنيين.
سيتطلب
هذا نشر طائرات مراقبة من طراز «أواكس» التي لديها القدرة علي
تحديد اتجاه وسرعة ونطاق النشاط العسكري للمركبات البرية إضافة إلي
مروحيات بهدف صياغة صورة للوضع علي الأرض مشابهة للصورة التي تلتقطها
أواكس.
وبالنسبة إلي إمكانية فرض حظر بحري علي ليبيا بعد الأسطول
الأمريكي السادس المتمركز في نابولي بإيطاليا، أحد أفضل الأصول الأمريكية
القريبة من مسرح العمليات والتي يمكنها القيام بهذا الدور.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]