[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ربما لا يعرف البعض أن عصام شرف الذي أُختير ليقود مصر في المرحلة الانتقالية الحساسة كان لاعباً موهوباً وقائداً فذاً ومهاجماً تخصّص في تسجيل الأهداف وهزّ الشباك، كما يقول عنه زملاؤه في جامعة الملك سعود بالرياض.
عمل د. عصام شرف أستاذاً مساعداً بكلية الهندسة المدنية في جامعة الملك سعود بالرياض من عام 1990 حتى أواخر 1996، ويوصف بأنه كان شعلة من النشاط والحماس، وكان جاداً في عمله ومتميزاً فيه، محبوباً من الطلاب، تعامله لبق وله مصداقية وتقدير، وكان متعاوناً مع الزملاء ومحبوباً من الجميع.
"شرف شخصية متكاملة ومتوازنة". هكذا يلخّص شخصيته أحد الذين زاملوه في سنوات عمله بالسعودية وهو الأستاذ عبدالمحسن آل الشيخ.
ويشير أستاذ هندسة المياه بجامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالمحسن آل الشيخ إلى أن د. عصام شرف كانت له تطلعات سياسية، ولكن لم يكن أحد يتوقع أن يتبوأ هذا المنصب السياسي الكبير، وعن السبب يقول آل الشيخ إن أغلب أحاديثنا كانت تدور حول قضايا التدريس وهموم الطلاب وبعض الجوانب الأكاديمية والاجتماعية والاقتصادية البعيدة عن السياسة.
وحصل شرف على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975، وعلى الماجستير عام 1980، والدكتوراه في 1984 من جامعة بيوردو الأمريكية التي عمل فيها كأستاذ زائر قبل أن يعود إلى جامعة القاهرة كأستاذ مساعد في هندسة الطرق.
تعرَّف آل الشيخ على شرف عام 1992 (أي قبل 20 عاماً) عندما تخرَّج في أمريكا، وكان لشرف سنتان أمضاهما في قسم الهندسة، وبحكم الزمالة في نفس القسم تعرَّف آل الشيخ إلى شرف لمدة 3 سنوات من خلال اجتماعات ونشاطات القسم الأكاديمي والاجتماعي والرياضي وغيرها من الأقسام.
تخصّص في تسجيل الأهداف
وتبرز في د. عصام شرف مواهب كثيرة منها مواهبه في ميادين كرة القدم، حيث كان مهاجماً بارعاً وهدافاً خطيراً، كما يقول عنه آل الشيخ لـ"العربية.نت": "كان متخصصاً في تسجيل الأهداف، يلعب معنا على ملاعب الجامعة ويشاركنا مناسباتنا الرياضية، ثم يجلس معنا بعد ذلك لنشرب الشاي ونتحاور في قضايا أكاديمية واجتماعية".
ورغم أن شرف تولى وزارة النقل لفترة وجيزة إلا أنه كانت هناك اتصالات بينه وبين آل الشيخ وغيره من زملاء الجامعة وطلابها، سواء قبل تعيينه كوزير نقل أو بعد ذلك، فعند زيارات آل الشيخ الكثيرة لمصر كان شرف يستضيفه للعشاء مرات عديدة بكل أريحية وبكل بساطة، ولم يتغير معه في انطلاقته في الكلام ولباقته وتعامله وبشاشته.
وقبل انتهاء عمله في السعودية أواخر عام 1996 باع شرف سيارته وقرر الرحيل عائداً إلى بلاده ليعمل هناك مستشاراً لوزير النقل المصري عام 1999، وفي عام 2004 تسلم شرف مهمة لم يستمر فيها أكثر من سنة وشهرين.
"عندما عُين شرف وزيراً للنقل في مصر كان متفائلاً وعبّر عن آماله وأمنياته بأن يحل مشاكل النقل وقضايا الزحام والاختناق، خصوصاً في القاهرة، ولكنه لم يستمر كثيراً، ربما لظروف غير مناسبة، ولكنه ترك وزارته بسمعة طيبة". هكذا يحكي لنا آل الشيخ.
وجاءت استقالة شرف إثر سلسلة حوادث عصفت بقطاع الطرق وأودت بحياة العديد من المواطنين المصريين، خصوصاً بعد حادث "قطار قليوب"، لذا فإنه يحظى باحترام الشعب المصري، كما تكتب صحافة مصر هذه الأيام.
ثورة 25 يناير
ويعتبر عصام شرف أحد الوزراء السابقين القلائل الذين أيدوا علناً ثورة 25 يناير في الأيام الأولى لانطلاقتها، ويقال إنه انضم إلى المحتجين في ميدان التحرير قبل تنحي الرئيس المصري حسني مبارك.
وقاد عصام شرف مسيرة لأساتذة الجامعات خلال ثورة 25 يناير، حيث يعمل أستاذاً بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، وكان أحد القلائل الذين تربطهم علاقة مميزة بمختلف الدوائر الحكومية في السعودية، واستطاع أن يقوم بدور إيجابي في القطاعات المختلفة، خصوصاً وزارة النقل التي كانت علاقته بها قوية جداً.
وقال آل الشيخ إن قسم الهندسة المدنية في جامعة الملك سعود أرسل رسالة إلكترونية تحمل تهنئة خاصة لشرف بمناسبة تعيينه رئيساً للوزراء في مصر، حملت أماني الجميع بأن يوفق في مهمته الجديدة، وأن يوفق في اختيار أعضاء حكومته في ظل هذه المهمة التي تسلمها في ظروف استثنائية وصعبة تمر بها بلاده.
مهمة صعبة، وربما مستحيلة، بانتظار شرف، الذي غادر وزارة النقل عام 2005 بعد أن أزعج بعض المتنفذين، ليعود اليوم قائداً لسفينة مصر التي تسعى الى العبور لشاطئ الاستقرار والهدوء، بعد ثورة وصفت بأنها الأعظم في التاريخ الحديث.