[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] محمد سليم العوا
أكد المفكر الإسلامى الدكتور محمد سليم العوا، أن الاستفتاء كان
حدث جلل وأصبحنا بعده على أعتاب عصر جديد لنصير أمة واحدة نحو حياة
ديمقراطية حرة بعد القهر الذى عشنا فيه، داعياً جميع المصريين إلى التكاتف
لبناء مصر موحدة لا تابعة لشرق أو لغرب ولا خائفة من صهاينة أو أمريكان،
مشيراً إلى أنه يريد حصول كل فرد على حقوقه وحرياته كاملة بعد 57 سنة من
الخوف والقهر.
وقال العوا فى الندوة التى أقامتها نقابة المحامين بالبحيرة مساء أمس تحت
عنوان (عبد الوهاب المسيرى مآثر ومواقف)، إن سقوط إسرائيل قريب جداً،
وأكثر مما يتوقعه الناس، لاسيما أنها كيان وليس دولة كبيرة، ويجب أن نكون
مستعدين لما بعد هذا الزوال الذى اتفق فيه مع د.عبد الوهاب المسيرى رحمه
الله.
وأوضح العوا، أن الخلاف مع إسرائيل ليس خلاف عقيدة، بل خلاف قائم على
الوجود، موضحاً: نحن لا نحاربهم لأنهم يخالفون عقيدتنا ولكن لأنهم اغتصبوا
أرضنا.
وحول قضية خلية حزب الله الذى يتولى الدفاع عن المتهمين فيها، قال: "أشهد
الله أن هذه الخلية لم تكن تريد أن تصيب مصر بشر، لكنها كانت تعمل لتوصيل
السلاح إلى فلسطين، ولذا أسعى للإفراج عن المجموعة المتبقية بعد هروب
بعضهم أثناء الهجوم على السجون عن طريق القانون وحده".
وحول علاقته بالأقباط، قال العوا: "علاقتى بهم ستظل علاقة إخوة، وما أردت
فى الفترة الأخيرة من ردودى على بعض رجال الكنيسة، إلا لتهدئة نفوس
المسلمين، مضيفاً: حضرت فى ميدان التحرير أربعة قداسان رأيت فيها المودة
فى الوطن ولكن يوم أن ينال أحد من دينى ووطنى سأعود وأكرر ما قلته وأكثر،
لأننى لن أداهن فى دينى أو وطنى".
وعن قول البعض، إن الديمقراطية "تولع" لو جاءت بالإخوان، قال العوا: "إن
المسألة يحسمها صندوق الانتخابات، الذى سيقرر بمن يأتى"، مشيراً إلى أنه
لا يؤمن بأن هناك ثورة مضادة، لكن هناك أصحاب مصالح ولا يشكلون قوة وإنما
يشكلون خطراً، نافياً أن يكون هناك تباطؤ فى محاكمة رموز الفساد.
وشدد العوا على رفضه للدولة الدينية التى يمثلها الفاتيكان وإيران،
قائلاً: "لا نريد مثل هذه الدولة فى وطننا ولا نريد متدينين يعرفون ربهم
ويخشون سوء الحساب ونريد دولة مرجعتها مصلحة الشعب التى تحققها الأديان
تتساوى فيها الحقوق والواجبات ويكون الدين عاصم من الفساد، إما الدولة
المدنية، فهى الدولة الإسلامية التى أقامها منذ زمن محمد رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وولى فيها ذات مرة سيدنا عمرو بن العاص إحدى الغزوات بعد
3 أيام من إسلامه"، مشيراً إلى أن العبرة فى الفترة القادمة ستكون بكلمة
المواطنين فى الصناديق ولن تكون بالدعاية أو الانتماء الحزبى أو الانتماء
لجماعة أو جهة سياسية.
وأوضح العوا، أنه تقابل مع أحد أصدقائه من تركيا، وأوضح له، أن تركيا خلال
الـ8 سنوات الماضية كان يتأكد للبعض - من خلال ما يراه من دعاية فى وسائل
الإعلام - أن الغلبة لفريق ما فى الانتخابات، فنفاجأ بالعكس وأن الفائز ما
صب عليه هجوماً كبيراً حتى تبين لنا أن أصحاب القرار الحقيقيين والذين
يتحكمون فى النتائج هم البسطاء والفقراء وليس النخبة أو الصفوة.
قال العوا: "إن عبد الوهاب المسيرى كان نسيجاً لا يتكرر ورجلاً رائعاً
يأخذك مظهره ومنطقه، وقد تختلف معه، لكن تحترمه أنه دؤوب واعٍ مثل النحل
يقتبس من الأفاق".