[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن موقفه وموقف الأزهر من
ثورة 25 يناير ثابت، مؤكدا أنه لم يتملق الثورة كما أنه لم يتملق النظام
آنذاك، وأن الأزهر فوق الثورات والأنظمة الحاكمة، كما أنه أول من دعا إلى
الحوار مع شباب الثورة، وأول من تصدى لمحاولة اختطافها من أعدائها فى
الخارج، الذين ادعوا أنهم من فجروا تلك الثورة.
وأضاف الطيب قائلا إن الأزهر هو أول من وصف ضحايا الثورة بالشهداء، فى
الوقت الذى قام فيه بعض المتملقين والمتحولين للمزايدة عليه وعلى مواقفه
الوطنية، ونفى أن يكون يوما من المهادنين للنظام السابق، مشيرا إلى إرساله
الدكتور حسن الشافعى ليعبر عن رأى الأزهر بحرية فى ميدان التحرير، فضلا عن
موقفه من رفض استقالة المتحدث الإعلامى للأزهر الذى هاجم النظام فى
تصريحاته على القنوات الفضائية قبل أن يسقط النظام.
وأكد شيخ الأزهر، خلال ندوة عقدتها الرابطة العالمية لخريجى الأزهر
بعنوان"عالمية الأزهر وثورة 25 يناير"، أن الأزهر هو الدرع الواقى ضد
أعداء الحضارة الإسلامية، وهو الذى حمى اللغة العربية من هبات الشعوبية
وحمى ديار المسلمين من فلسفات الغرب الاشتراكية والشيوعية، مؤكدا أن
الأزهر رغم مرضه الذى أصابه منذ الخمسينات إلا أنه كان ومازال الصخرة التى
تحطمت عليها كل مخططات الغرب لضرب الإسلام، مضيفا أن الازهر هو الجهة
الوحيدة التى حافظت على تعددية الإسلام من خلال حفاظه على المذاهب الأربعة
وقبوله للرأى والرأى الآخر، رغم ما تعانيه دول إسلامية كثيرة من التعصب
الأعمى للمذهب الواحد.
وقال: "اذهبوا إلى إيران فستجدونها تتعصب إلى الشيعة، وتركيا للحنفية،
والخليج للحنبلية، والمغرب للمالكية، أما الأزهر فستتعلمون فيه كل
المذاهب، وهو ما أطفى على مصر رؤية وسطية وسمحة فى تعامل المسلمين مع
غيرهم ومع بعضهم البعض".
وأثناء المؤتمر حاول الشيخ هاشم إسلام من "ائتلاف دعاة الأزهر" توصيل ورقة
إلى شيخ الأزهر بإحداثه ضجة للفت انتباه الحضور وتم توصيل طلبه إلى شيخ
الأزهر، الذى أراد فيه السماح له بالتحدث، فسمح له شيخ الأزهر وعند صعوده
على المنصة قال إنه ليس بينه وبين شيخ الازهر موقف، وألقى التحية على شيخ
الأزهر والحضور باللغة الفرنسية والتى جاءت "ضعيفة" بحسب وصف شيخ الأزهر
له، وبدأ هاشم فى إلقاء مطالبه باستقلال الأزهر وانتخاب شيخ الأزهر ومفتى
الجمهورية، متحدثا باسم الأزهريين، مما أدى إلى هجوم الحضور عليه وقاموا
بمقاطعة كلمته ولم يستكملها، وخرج من القاعة قبل أن تتطور الأمور.
من جانبه قال الدكتور عبد الفضيل القوصى، نائب رئيس مجلس الرابطة، أن
الأزهر منذ نشأته كان عالميا ولم يدع لنفسه يوما العالمية، كما أنها لم
تكن يوما ادعاء بل كانت واقعا يعيشه الأزهر وأبناءه، ولا شك أن عالميته فى
هذا الواقع المتغير تحتاج منا إلى رؤية شاملة لاسيما فى رحاب ثورة 25
يناير المباركة التى حملت لنا نسائم الحرية، وأن الأزهر والثورة ينبعان من
نبع واحد ويصبان فى مستقبل واحد يسير بالأمة إلى بر الأمان، وأن الثورة
تستطيع أن تستمد من الأزهر صواب الرؤية وسماحة مصر واعتدالها ووسطيتها ولا
يستطيع أحد أن يمثل هذه القيم سوى الأزهر، كما أن الأزهر يستطيع أن يستمد
من الثورة شبابها وتستمد من الأزهر رصانة العلم والقدرة على الاستيعاب.
من جانبه قال الدكتور محمد فايق، وزير الإعلام الأسبق، إن الأزهر قادر على
مخاطبة العالم وفهم ثقافة الآخرين بعد أن فتح أبوابه أمام جميع العالم،
ولم تنقطع تلك الصلة لعدم تأثير السياسة على الأزهر، ولقد كان للأزهر دور
كبير فى كل الثورات المصرية وآخرها ثورة 25 يناير، فقد قاوم شيوخ الأزهر
وطلابه الاحتلال الإنجليزى ووقف بجانب جميع الثورات المصرية بل كانت ساحات
الأزهر مركزا لتنظيمها.
الدكتور مصطفى الفقى، المفكر السياسى، أكد أن الأزهر دائما ملاذ لكل من
يريد أن يقاوم الفساد والاستبداد وكان الأزهر يقف بالمرصاد لكل أعداء
الإسلام، حيث لم تتوقف عالميته فى الدعوة إلى الله فلم يرد طالب للعلم
وظلت أروقته لأكثر من ألف ومائة عام ينهل منها من يريد المعرفة، والأزهر
لم يكن عنصريا أو شعوبيا واحتوى المذاهب الإسلامية كلها، كما أنه ظل فى
مقدمة القوى الناعمة ولذلك أدرك الزعماء قيمة أن يكون الأزهر دائما فى
الصادرة، والأزهر فى عهد الطيب يسير نحو الإصلاح والتجديد بعد أن توارى
دور الأزهر الذى ترتب عليه ضعف الدولة، معلنا تأييده للثورة منذ اليوم
الأول لها بالرغم من أنه كان يتبع نظاما فاسدا.
أما شباب ائتلاف الثورة، فأكدوا أن عالمية الأزهر تتأكد وتستمر بإحقاق
الحق وإبطال الباطل، مؤكدين أن إسقاط هيبة الأزهر جريمة فى حق الإنسانية،
وأن الأزهر دائما كان وسيظل منارة الإسلام فى العالم كله، متمنين أن ينشئ
الأزهر جامعا فى كل دولة من دول العالم، وأن يستقل إداريا وماليا عن
الدولة.