الفارس Super
عدد المساهمات : 246 نقاط : 129233 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/01/2011
| موضوع: جلاء الإنجليز عن مصر .. صور نادرة لسمير الغزولي الإثنين أبريل 11, 2011 6:45 pm | |
| مفاجآت كثيرة تحويها خزانة المصور الصحفي سمير الغزولي والتي تضم مليون وربع صورة تاريخية نادرة لمصر ، ترجع أقدمها لبدايات القرن التاسع عشر، وقد قرر أن يفتح خزانة أسراره لـ"محيط" مستهلا الذكريات المصورة بجلاء الإنجليز عن مصر منتصف خمسينات القرن الماضي ودور المقاومة الباسلة والبوليس الذي كان يقف كحائط صد لحماية المصريين وليس النظام .. بدأ الغزولي حديثه بيوم 25 يناير ، ليس يوم الثورة الشهيرة في العام الجاري، وإنما في ذكرى انتفاضة الشرطة والشعب ضد القوات البريطانية في مدن القناة عام 1951, ومعركة الإسماعيلية 25 يناير 1952, والتي أصبحت من وقتها عيدا للشرطة. لكن الفارق أن الشرطة المصرية في الخمسينات كانت تكافح مع شباب الفدائيين قوات الاحتلال البريطاني, وشرطة "حبيب العادلي" في 2011 قاتلت للحيلولة دون تحرير مصر من استبداد نظام مبارك. والقوات البريطانية قتلت 50 شهيدا من الشرطة, وبلطجية مبارك يقتلون أكثر من 300 شهيد. يقول الغزولي: السويس في الثورتين هي صاحبة الشرف في تقدم موكب الشهداء, والثورة ضد الاستبداد. حتى حريق القاهرة في الثورتين بدأ من محلات "أركاديا". و.. لنقرأ سويا تاريخ مصر بعدسات الفوتوغرافيا وكتابات المؤرخين. .. في يوم الاثنين 8 أكتوبر 1951, أعلن مصطفي النحاس باشا أمام البرلمان المصري, وبكلمات مدوية إلغاء معاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا, وقال في ذلك قولته المشهورة: "من أجلكم وقعتها ..ومن أجلكم ألغيها". كان إلغاء الاتفاقية إيذانا ببدء مرحلة جديدة من الكفاح الوطني ضد المحتل البريطاني في منطقة القناة, حيث بدأت أعمال الفدائيين تقلق المعسكرات البريطانية, كما انسحب أكثر من 60 ألف عامل من معسكرات الإنجليز في القناة, متخلين بذلك عن أجورهم ومرتباتهم استجابة لنداء الوطن. كتائب الفدائيينتطوع كثير من الشباب المصري للكفاح ضد الإنجليز, وفي ذلك ألفوا كتائب كان لها عمل إيجابي عظيم في تنظيم حركة الكفاح. وكانت مراكز التدريب في القاهرة, وعواصم بعض المحافظات كالزقازيق, ودمنهور, وبعض القرى الواقعة على مقربة من منطقة القنال.
ومن أشهر تلك الكتائب, كتيبة الشهيد أحمد عبد العزيز, وكتيبة خالد بن الوليد, وكتيبة محمد فريد. ولم يكن من المستغرب وقتها أن تشاهد في حرم الجامعات خيام ومعسكرات لتلقين الشباب فنون الحرب والقتال, وعلى أيدي أولئك الشجعان تم الاستيلاء على كثير من أسلحة الإنجليز, ونسف بعض المعسكرات, ومستودعات البنزين, والخطوط الحديدية, وقطع أسلاك التليفون. رأت بريطانيا أن ترد على المقامة المصرية بالقوة العسكرية لتشهد منطقة القنال معارك عنيفة عنيف ين قوات الفدائيين وقوات البوليس المصري والأهالي من جانب والقوات البريطانية جانب آخر. يقول الغزولي: بعد إلغاء المعاهدة حظرت الحكومة نقل أي مواد تموينية إلى معسكرات الإنجليز, لكنها للأسف تواصلت على يد بعض الخائنين. وفي ذات مرة تم القبض علي سائق سيارة لوري أثناء نقله لمواد غذائية إلى قوات الاحتلال, فتم عرضه على النيابة التي وجهت له تهمة الخيانة العظمي. ولما عانت قوات الاحتلال من نقص المواد التموينية, وصلابة الموقف المصري بدأت في تصعيد عدوانها على الأهالي. وفي 16 أكتوبر, خرج الناس في مدينة الإسماعيلية ابتهاجا بإلغاء المعاهدة, فاستفزتهم القوات البريطانية, وأطلقت عليهم الرصاص, وتكرر الأمر نفسه في مدينة بورسعيد.واحتلت بريطانيا خطوط السكك الحديدية, وعطلت المواصلات, واستولت على محطة المياه. يواصل الغزولي: الغريب أنه لم احتل الإنجليز مدينة الإسماعيلية, سرقوا حتى كاميرا العرض من سينما فاروق ووضعوا أكياس رمل أمام السينما!!. كما دخلوا الحي الثلاثيني في المدينة, وطردوا الناس من مساكنهم, وسرقوا أثاث البيوت, والملابس, والمصوغات. موقعة كفر عبده كفر عبده قرية صغيرة بالقرب من مدينة السويس, واسمها يعود إلى أحد ساكنيها وهو أحمد عبده, الذي ينتمي إلى عائلة شهيرة في السويس. ونظرا لوقار الشيخ وشهرته أطلق سكان القرية اسمه عليها. المؤرخ عبد الرحمن الرافعي في كتابه "مقدمات ثورة يوليو" ( وهو الكتاب الذي استقينا منه أغلب معلومات هذا الموضوع) يقول بأن كفر عبده كان يقع حاجزا بين محطة المياه التي تزود القوات البريطانية بالمياه وبين معسكرات الإنجليز الرابضة في شمال مدينة السويس. وقد أرادت القوات البريطانية أن تشق طريقا يصل هذا المعسكرات بمحطة المياه مباشرة, دون أن تتوسطه مساكن الكفر, لذلك اعتزمت هدمه وتسويته بالأرض.
...في 5 ديسمبر 1951 طلب الجنرال "أرسكين" القائد العام للقوات البريطانية من محافظ السويس إخلاء منازل الكفر. فاتصل المحافظ بوزارة الداخلية, التي رفضت الطلب الانجليزي, وأمرت قوات البوليس بحماية مساكن الكفر. والحيلولة دون هدمها. وفي صباح 8 ديسمبر زحف 6 آلاف جندي على كفر عبده. وأطبقوا عليه بدباباتهم ومدافعهم, واحتلت قوة منهم سطوح جميع المنازل المحيطة بالمنطقة, ونصبوا مدافع طويلة المدي بأول شارع فاروق, وصوبوها صوب المدينة, وعززت هذه القوات بأربعة آلاف جندي آخرين, كما عسكر جنود المظلات فوق سطوح العمارات, وأخذت الطائرات الحربية تحلق فوق المنطقة المحاصرة على ارتفاع قليل. ورغم إصرار فؤاد سراج الدين على مقامة القوات البريطانية, إلا أن محافظ السويس والأعيان قرروا عدم المقاومة خشية وقوع مذبحة بشرية.. وبالفعل هاجمت القوات البريطانية الحي, ونسفته بالقنابل, تحت حماية دباباتها ومدافعها وطائراتها, ودكتها دكا. احتجاجا على تلك الحادثة سحبت مصر سفيرها من لندن, ووصفت الخارجية المصرية ما حدث بأنه سيظل مثل "دانشوي" منقوشا على صفحات قلوب المصريين, أثرا باقيا للفظائع وأعمال الظلم والجبروت. ويقول الغزولي: غيظا في الإنجليز, أصدر النحاس باشا قرارا بإطلاق اسم كفر عبده على منطقة راقية وسط الإسكندرية. في المنطقة التي يسكن فيها القنصل البريطاني. معركة التل الكبير جرت وقائع المعركة 12- 13 يناير 1952 فمع توالي هجمات المقاومة, هاجم الإنجليز بلدة التل الكبير في الشرقية, فتصدي لهم رجال البوليس والفدائيين. وفجر الفدائيين قضبان السكة الحديدية لمنع وصول قطار من الإسماعيلية يحمل ذخيرة إلى الإنجليز. وهاجرت أعداد كبيرة من الناس فرارا من الإنجليز, الذين صربوا التل الكبير بالمدافع, وقريتي "القرين" و"أبو حماد". مجزرة الإسماعيليةجرت في 25 يناير 1952، فتحت جنح الظلام, احتشدت قوات ضخمة من الإنجليز, وحاصرت مبني محافظة الإسماعيلية وثكنات بلوكات النظام.وفي الصباح.. أرسلت إنذار إلى القوات المصرية بتسليم السلاح, والجلاء عن مواقعها, ورحيلها عن منطقة القناة جميعها. أمر وزير الداخلية فؤاد سراج الدين رجاله بالمقاومة, والصمود حتى أخر طلقة, رغم تهديد الإنجليز بهدم المبني علي من فيه. وبدأ الهجوم.. القوات البريطانية عددها 7 آلاف مقاتل, مسلحين بالدبابات والمصفحات والمدافع الحديثة, والقوات المصرية: 800 جندي في ثكنات البوليس, 80 جندي في مبني محافظة الإسماعيلية. ونشبت معركة دموية في ثكنات النظام, أبدي فيها جنود البوليس شجاعة نادرة, ولم يتوقفوا عن المقاومة إلا بعد نفاذ الذخيرة. أما في مبني المحافظة.. فقد أبلت القوة فيه بلاءا حسنا, وقاومت بروح عالية وشجاعة نادرة, ولما رأي الإنجليز شدة مقاومتهم أنذورهم بأنهم سينسفون المبني, وجاء الرد المصري على لسان ضابط شاب, صغير في الرتبة, هو النقيب مصطفي رفعت: "لن يستلم البريطانيون منا إلا جثثا هامدة".واستمرت قوة المحافظة في الدفاع, حتى تهدمت الجدران, وتطايرت أشلاء الضحايا, وخضبت دماء الشهداء أرض المبني. ولم يسكت صوت الرصاص إلا بعد نفاذ الذخيرة الشرطة, بعدما سقط منها 50 شهيدا, و80 جريحا. شهداء الثورة ضد الإحتلالنبيل منصور .. أصغر شهداء الثورة سنا. من بورسعيد. كان طلبا بالسنة الثالثة الابتدائية. وحين رأى الإنجليز يقتلون الأهالي في مدينته أراد الثأر, فتسلل حتى جنح الظلام بين الأسلاك الشائكة إلى خيام الإنجليز, وأشعل النار فيها, فاستعلت 20 منها, وتعالي منها اللهب. حتى لمحه الإنجليز, فأطلقوا عليه النار, فمات شهيدا في 16 أكتوبر 1951, وله من العمر 11 عام. عادل غانم .. أول شهداء الجامعة في معارك القنال سنة 1951. كان طالبا في كلية الطب بجامعة عين شمس. وفي أحدي الليالي ذهب الفدائيون في جنح الظلام يحملون الألغام والقنابل اليدوية, ووضعوا لغما في المكان المقصود, وأشعلوا فيه النار, فانفجر لوقته, وتنبه الإنجليز, وأخذوا في إطلاق الرصاص على مواقع الفدائيين. وتطوع عادل غانم لحماية ظهور زملائه في ارتدادهم عن الموقع, فأصيب رحمه الله برصاصه أدوت بحياته. عباس الأعسر .. من طلبة كلية التجارة بجامعة الإسكندرية, وكان من الفدائيين في كتيبة خالد بن الوليد. وقد سافر مع بعض زملائه إلى منطقة التل الكبير, واستشهد 9 يناير 1952, وشيعت جنازته في احتفال شعبي مهيب. أحمد المنيسى .. طالب بكلية الطب جامعة فؤاد (القاهرة). استشهد في معركة التل الكبير يوم 12 يناير 1952. وشيعت جنازته بمسقط رأسه في مشهد شعبي مهيب. عمر شاهين .. طالب بكلية الآداب جامعة فؤاد. شارك في نسف الخط الحديدي الموصل إلى التل الكبير, واستشهد فيها يوم 12 يناير, وشيعت جنازته في 14 يناير في احتفال مهيب, بدأ من ساحة الجامعة, وسار فيه نحو 100 ألف مواطن.حريق القاهرة في 26 يناير شهدت القاهرة أبشع حادث مر عليها في تاريخها الحديث. حريق القاهرة الذي مازال لغزا حتى اليوم. الطريف أن أول مكان طالته النيران, كان كازينو "أركاديا" المملوك لصفية حلمي في ميدان الأوبرا. وهو ما تكرر في ثورة 2011 حيث تم حرق مول "اركاديا". الحلقة القادمة..حريق القاهرة .. ولماذا ظل غامضا حتى اليوم؟ وما حقيقة ما قاله عبد اللطيف البغدادي في مذكراته بأن عبد الناصر يقف ورائه!!.
| |
|