هل "ستتورط" أحزاب المعارضة في مظاهرة 25 يناير
القاهرة : تباينت آراء الاحزاب السياسية حول موقفها من المشاركة في المسيرات الشعبية المزمع تسييرها يوم 25 يناير/كانون الثاني الجاري للمطالبة بإلغاء حالة الطوارئ وإقالة وزير الداخلية ، فضلا عن حل مجلسي الشعب والشورى ووضع ضمانات لنزاهة العملية الانتخابية ، كما طالبوا بتعديل الدستور.
وقالت القيادية في حزب "الوفد" المعارض مارجريت عازر في تصريحات الأحد ان المكتب التنفيذي للحزب سيجتمع مساء اليوم برئاسة الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب لاتخاذ قرار بشأن المظاهرات المزمع تسييرها الثلاثاء.
واكدت عازر ان قرار الحزب في جميع الاحوال لن يكون سلبيا وانما سيدعم مطالب الشارع، مشيرة الى ان طرق دعم هذه المطالب متعددة.
وفي ذات السياق، دعا القيادي الوفدي وفيق الغيطاني الشارع المصري للمشاركة بقوة في مظاهرة 25 يناير المقبل، مشيرا الى انه آن الآوان للتغيير وعلى الشعب ان يتحرك لتحقيق تطلعاته.
واوضح الغيطاني في اتصال مع "محيط" ان سلبية الشارع المصري هي التي تمنح النظام الفرصة لممارسة طغيانه عليهم، مؤكدا انه في حالة خروج الشارع المصري كما فعل الشارع التونسي لن يستطيع النظام سوى الاستجابة لمطالب الجماهير.
واكد انه سيشارك بشكل شخصي في مظاهرات 25 يناير حتى لو اتخذ حزب الوفد قرار بعدم المشاركة، معربا عن ثقته في ان الشارع المصري سيتفاعل مع تحركات الشباب وان التغيير في مصر سيأتي سيأتي.
هذا فيما ابدى بهاء ابو شقة عضو المكتب التنفيذي للوفد معارضته الخوض في مظاهرات الثلاثاء، مرجعا ذلك الى تخوفه من اندساس مخربين وسط المتظاهرين، الامر الذي سيفقد المظاهرات جدوتها.
وشدد ابو شقة على ان سيلتزم بقرار المكتب التنفيذي للحزب في حالة اتخاذ قرار بالمشاركة، مشيرا الى ان الحزب لن يمنع اعضائه من المشاركة في هذه المظاهرات بشكل شخصي حتى لو رفض الحزب الانخراط فيها بشكل مؤسسي.
واكد ابو شقة على ان هناك اساليب كثيرة للضغط على النظام يمكن من خلالها تفادي الصدام مع اجهزة الامن.
موعد غير ملائم
وحول الموقف الرسمي لحزب التجمع الذي يراسه رفعت السعيد، قال المتحدث الرسمي باسم الحزب نبيل ذكي: "انه من منطلق قيام عدد من الاشخاص بالدعوة الى التظاهر الثلاثاء المقبل الموافق 25 يناير في عيد الشرطة احتجاجا على بعض التصرفات التي صدرت عن رجال الشرطة بحق المواطنين فان التجمع يرى ما يلي :
اولا : ان لكل مواطن الحق في الدعوة الى التظاهر وتنظيم المسيرات الاحتجاجية للمطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وللمواطن الحق في تنظيم هذه المسيرات بكامل الحرية ودون تدخل من احد.
ثانيا :ان حزب التجمع يرى ان التظاهر يوم 25 يناير هو موعد غير ملائم حيث انه في نفس هذا اليوم من عام 1952 قام عدد من رجال الشرطة الابطال بموقف شجاع في محافظة الاسماعلية تمثل في التصدي لقوات الاحتلال البريطاني دفاعا عن مقر المحافظة.
ثالثا: ان حزب التجمع يتعهد من خلال اعضائه بمواصلة العمل السياسي من اجل الدفاع عن المواطن وحقه المطالبة باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية بديلة عن السياسات التي ينتهجها النظام والتي اسفرت عن تعرض البلاد لعدة ازمات طاحنة.
وكشف ذكي خلال اتصال مع "محيط" ان هناك تعليمات لاعضاء الحزب بالتواجد في اوساط المتظاهرين من منطلق القاعدة السياسية القائمة على ضرورة تواجد الناشط السياسي اينما وجدت التجمعات الجماهيرية.
وذكرت صحيفة "الدستور" الأصلي أن الحزب أكد في اجتماع اللجنة المركزية الذي عقد أمس السبت أن له العديد من التحفظات على اختيار يوم 25 يناير موعدا للمظاهرات، وذلك لأن سبب اختيار ذلك اليوم هو واقعة اعتداء الإحتلال البريطاني على قوات الشرطة المصرية التي تدافع عن وطنها، ولذلك فقد كان من الخطأ أن يختار الشباب هذا اليوم، ولكن وحيث أنه أصبح واقعيا فإننا نرى أن الحزب بشكل مؤسسي لن يأخذ بالمشاركة ولكنه يرى ضرورة مشاركة جميع أعضائه في تلك الوقفات والمظاهرات حيث أنه ليس من المنطقي أن يغيب حزب سياسي عن تحركات جماهيرية واسعة في الشاعر.
دعوة عامة
وحول موقف جماعة الإخوان المسلمين من التظاهرة ، اشار الدكتور محمد مرسي عضو مكتب الارشاد بالجماعة ان الجماعة لن تشارك بشكل مؤسسي في المظاهرات التي يدعوا اليها الشباب على شبكة الانترنت، نافيا ان يكون هناك تعليمات تمنع شباب الاخوان من التفاعل مع هذه المظاهرات.
وكشف مرسي ان الاخوان سيشاركون في الوقفة الاحتجاجية الرمزية المزمع تنظيمها الثلاثاء امام دار القضاء العالي للمطالبة بالاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يطوق الشعب المصري الى تحقيقها.
واضاف مرسي: "هذه الوقفة دعت اليها الجمعية الوطنية للتغيير والاخوان جزء من مكونات هذه الجمعية وهي ملتزمة بما يصدر عنها"، مشيرا الى ان ذلك لا يعني منع الآخرين من التعبير عن ارائهم وتطلعاتهم لبلادهم.
واوضح ان عزوف الجماعة عن المشاركة في هذه المسيرات الاحتجاجية راجعا الى انها صادرة عن فضاء الكتروني لا يمكن تحديد هوية المتفاعلين فيه ولا يمكن تحديد انتمائاتهم الحقيقية والدوافع التي يتحركون لانجازها.
وتجدر الاشارة الى أن الدعوة، التي أيدتها حركة "6 ابريل" وحركة "شباب من أجل العدالة والحرية" وحركة "كفاية" ومجموعة "خالد سعيد" ومجموعات كبيرة من الصحفيين والمحامين وقوي سياسية مختلفة، لجعل يوم 25 يناير يوم احتجاجي بالتزامن مع الاحتفالات بعيد الشرطة تطالب بوضع حد أدنى للأجور 1200 جنيه وصرف إعانة بطالة .
كما طالبوا بإلغاء حالة الطوارئ وإقالة وزير الداخلية ، فضلا عن حل مجلسي الشعب والشورى ووضع ضمانات لنزاهة العملية الانتخابية ، كما طالبوا بتعديل الدستور ليحظر ترشح أي رئيس لأكثر من فترتين.
