منتديات سلام نيوز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احبتنا زوار الموقع الكرام نود اعلامكم جميعا بان المنتدى مفتوحاً للجميع
لذلك فلا تبخلوا علينا بزيارتكم والتصفح ولو بالقراءة والدعاء

لا نريد ان نجبركم على التسجيل للتصفح نريدكم فقط ان استفدتم شيئاً من الموقع بان تدعو من قلبك لصاحب الموضوع والعاملين بالموقع وعند التسجيل يتوجب عليك تفعيل تسجيلك من الايميل و ان لم تستطع سيتم تفعيله من الإدارة خلال 24 ساعة
ودمتم بحفظ الله ورعايته
"خير الناس أنفعهم للناس"
و رمضان كريم لكم جميعاً
منتديات سلام نيوز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احبتنا زوار الموقع الكرام نود اعلامكم جميعا بان المنتدى مفتوحاً للجميع
لذلك فلا تبخلوا علينا بزيارتكم والتصفح ولو بالقراءة والدعاء

لا نريد ان نجبركم على التسجيل للتصفح نريدكم فقط ان استفدتم شيئاً من الموقع بان تدعو من قلبك لصاحب الموضوع والعاملين بالموقع وعند التسجيل يتوجب عليك تفعيل تسجيلك من الايميل و ان لم تستطع سيتم تفعيله من الإدارة خلال 24 ساعة
ودمتم بحفظ الله ورعايته
"خير الناس أنفعهم للناس"
و رمضان كريم لكم جميعاً
منتديات سلام نيوز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأخبارأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان .

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
M_SallaM
Administrator
Administrator
M_SallaM


عدد المساهمات : 1700
نقاط : 249493
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 23/01/2011

ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان . Empty
مُساهمةموضوع: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان .   ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان . Emptyالجمعة نوفمبر 02, 2012 6:00 pm



عن
أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد
بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسولُهُ أَحَبَّ إليه مما سِوَاهما،
ويُحِبَّ المرء لا يُحِبُّهُ إلا لله، وأن يَكْرَهَ أن يعود في الكفر، بعد
أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقْذَفَ في النار وعن أنس رضي الله تعالى
عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب
إليه من ولده ووالده والناس أجمعين وعن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يُحِبَّ
لِجَارِهِ -أو قال: لأخيه- ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ .

المحبة عبادة
قلبية، ولكن تظهر آثارها على البدن. والإيمان عمل قلبي، ولكن تظهر آثاره
أيضا على البدن، وللإيمان حلاوة، حلاوة يجدها المؤمن. المؤمن حَقًّا يجد
للإيمان حلاوة. أنتَ تجد للعسل حلاوة، وتجد للسُّكَّرِ وللتمر حلاوة ولذة؛
فكذلك أهل الإيمان يجدون للإيمان حلاوة، حلاوة في قلوبهم يظهر أثرها على
أبدانهم؛ وذلك لأن المؤمنين حقا يتلذذون بالعبادة، يتلذذون بالصلاة،
ويتلذذون بالذِّكْرِ، ويتلذذون بالشكر. ويلتذون بالصيام، ويلتذون بالصدقة،
ويلتذون بالدعاء، ويلتذون بقيام الليل، ونحو ذلك. يجدون في هذه العبادات
لذةً وطعما في قلوبهم أحلى من طعم السُّكَّرِ في أفواههم.
فيقول في هذا
الحديث: ثلاث من كُنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان اخْتُلِفَ في هذه
الحلاوة؛ هل هي حلاوة حسية، أو حلاوة معنوية؟ الحلاوة الحسية هي ما يوجد
طعمه، ويُحَسُّ به بحيث إنه يحس بطعم الشيء في فمه أو في بدنه أو في قلبه.
والحلاوة المعنوية هي أن يكون لها آثار. رَجَّحَ كثير من العلماء أن هذه
الحلاوة حلاوةٌ حِسِّيَّة، وأن أهل الإيمان يَلْتَذُّون بالأعمال الصالحة
أَلَذَّ من غيرهم. هناك مثلا أهل الغناء يَلْتَذُّون بسماع الغناء، ويجدون
له مثلا طربا ونشوة في نفوسهم. ولكن أهل القرآن يجدون لسماعه ولقراءته
حلاوةً أَلَذَّ من حلاوة أهل الغناء التي يجدونها، والنشوة التي يجدونها.
يقول
بعض السلف: أهل الليل في ليلهم أَلَذُّ من أهل اللهو في لهوهم. أهل الليل
يُرَاد بهم أهل التهجد؛ وذلك لأنهم في تهجدهم وفي صلاتهم، وفي قراءتهم
وأذكارهم وأدعيتهم، وفي خشوعهم وخضوعهم وتواضعهم، وتذللهم لربهم ومناجاتهم
له وسؤالهم له -يجدون نشوة في نفوسهم، ويجدون نشاطا في قلوبهم، ويجدون
نشاطا في أبدانهم. وهذا النشاط وهذه اللذة هي حلاوة الإيمان. كان كثير منهم
يَلْتَذُّون بقيام الليل، يقول بعض السلف: كابدت قيام الليل عشرين سنة،
وتلذذت به عشرين سنة؛ يعني في العشرين الأولى كان يُكْرِهُ نفسه، ويجد
ثقلا. وأما في العشرين الثانية فإنه يجد لذة؛ يعني يلتذ بالصلاة في وسط
الليل وفي آخر الليل، ويلتذ بالقراءة ويلتذ بالدعاء، ويلتذ بسماع كلام الله
أو إسماعه، ويلتذ بالتضرع إليه وبالقيام إليه، ويلتذ بخشوعه وخضوعه وسجوده
وركوعه. يجد لذلك حلاوة في قلبه، وقوة في بدنه، ونشاطا في قلبه، ونشاطا في
إيمانه، هذا حقيقة حلاوة الإيمان.
ولذلك كان كثير منهم إذا دخلوا في
الصلاة غابوا عن الدنيا، ولم يشعروا بمن حولهم، كما ذكروا أن سعيد بن
المسيب رحمه الله إذا دخل بيته سكتَ أولاده وسكت أهله، ولم يرفع أحد منهم
صوته؛ لأنه ينهاهم عن ذلك. ولكن إذا دخل في الصلاة انشغل بالصلاة، وأقبل
عليها إقبالا كُلِّيًّا، ولم يسمع مَنْ حوله. يصيح هذا، وهذا يُصَوِّت،
وهذا يرفع صوته، وهذا يتكلم، ولا يسمع شيئا منهم؛ وذلك لأن قلبه منصبٌّ على
عبادته، مقبل عليها إقبالا كليا؛ لماذا؟ لأنه تفرغ لهذه العبادة، وانشغل
بها عن غيرها. ووجد لها حلاوة، ووجد لها لذة؛ فهذا حقيقة حلاوة الإيمان
التي ذُكِرَتْ في هذا الحديث.
وكانوا أيضا يجدون للمعصية مَرَارَةً.
المعصية التي كانت لذيذة عند كثير من الناس. أهل الإيمان تنفر منها نفوسهم
وتشمئز منها قلوبهم، ويبتعدون عنها ولو كان فيها ما كان! لذة الزنا مثلا
وشهوته التي تميل له النفوس. أهل الإيمان يجدون له شناعة وكراهة وبُغْضًا
ونُفْرَةً في نفوسهم، ولوكان فيها ما فيها. وكذلك مثلا حلاوة الخمر، مع
كونها لذيذة، ولكنها مرة زعاف عند أهل الإيمان، يبغضونها وتنفر منها
نفوسهم. وكذلك مثلا حلاوة ولذة الغناء والطرب والرَّقْصِ الذي يلتذ به أهل
اللهو، وأهل الغناء ونحوهم، هذا أيضا يُعْتَبَرُ شناعة عند أهل الإيمان،
تنفر منه نفوسهم، ويبتعدون عنه، ولا يلتذون به، بل يجدونه ثقلا على آذانهم.

إذا سمعوه صموا آذانهم، وذلك لأنهم يعتبرونه أذى ويعتبرونه مرارة
وكراهة، هكذا يكون أهل الإيمان. وبضدهم أهل الكفر، وأهل الفسوق، وأهل
المعاصي؛ فإنهم يلتذون بالغناء، وينفرون عن القرآن. يلتذون بالمعاصي،
وينفرون عن المساجد، يلتذون بالمخالفات، وينفرون عن الطاعات؛ فلذلك يُقَال:
لا يجتمع في القلب محبة قرآن الله، وقرآن الشيطان.
يقول ابن القيم في نونيته:

أَتُحِبُّ أعداء الحبيب وتـدعي ...... حُبًّا له؟! ما ذاكَ فـي إمكـانِ
حُبُّ الْقُرَانِ وحُبُّ ألحان الْغِـنَا ..... في قلبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَـانِ!
حُبُّ الْقُرَانِ وحُبُّ ألحان الْغِنَا ...... في قلبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ!


حب
القرآن يعني: محبته وحب ألحان الغنا فلذلك نقول: إنَّ مَنْ أحب الله نفر
من معصيته. إن من أحب الله أحب طاعته، وهكذا مَنْ أحب النبي صلى الله عليه
وسلم. وإنَّ من أحب الطاعة التذ بها، وجد لها حلاوة ووجد لها طلاوة، ووجد
لها سلوة ووجد لها نشاطا إقبالا في كل أنواع الطاعات. فقوله: أن يكون الله
ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما ؛ يعني أن يُقَدِّمَ محبة الله تعالى، ومحبة
رسوله صلى الله عليه وسلم على محبة كل شيء على وجه الأرض -ولو كانت
نَفْسُهُ تميل إليه.
وما ذاك إلا أن ربه هو خالقه، وهو رازقه، وهو
مالكه؛ فهو عَبْدٌ لربه، مملوك له، وهو يعترف بفضل ربه عليه، وبنعمته عليه،
وبإعطائه ما أعطاه، وبتفضيله على غيره من حُرِمَ هذا الإيمان؛ فلذلك
يُقَدِّمُ محبة الله على محبة كل شيء، يُقَدِّمُ محبة النبي صلى الله عليه
وسلم على محبة كل شيء على وجه الأرض. يُقَدِّمُهَا على محبة نفسه، وعلى
محبة ولده، وعلى محبة أبيه، وعلى محبة الخلق كلهم. وكذلك يقدمها على محبة
شهواته، على محبة ملذاته، على محبة ما تهواه نفسه، وما تنظر إليه عينه؛
لماذا؟ لأنه يعترف بأن ربه هو المالك له، ويعترف بأن ربه إذا أعطاه، وإذا
خَوَّلَهُ وإذا أكرمه فلا يحس بهوان، ولا يحس بضعف، ولا يحث بألم.
ربه
تعالى هو الذي يتولاه ويحرسه، ربه هو الذي يعطيه، وهو الذي يسليه، وهو الذي
ينصره ويؤويه؛ فلا يحتاج إلى أحد مِنْ خَلْقِ الله تعالى، فيقدم طاعته على
طاعة غيره. ما أكثر الذين يقولون: إننا نحب الله! ولكن لابد من علامةٍ
لهذه المحبة؛ لذلك لا بد من اختبار كل مَنْ يقول: إنه يحب الله ويحب
الرسول. ذُكِرَ أن اليهود لما قالوا: نحْنُ أبْناءُ اللهِ وأحِباؤُهُ ؛ أي
نحب الله ويحبنا الله -اختبرهم الله وامتحنهم أنزل آية المحنة. آية في سورة
آل عمران وهي قوله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي ؛ فلذلك يقال: إذا كنت تحب الله فأطع ربك، إذا كنت تحب
محمدا صلى الله عليه وسلم فأطعه واتبعه. فإذا لم تفعل فأنت كاذب، ولذلك
يقول بعض السلف: مَنِ ادَّعَى محبة الله ولم يوافقه فدعواه باطلة؛ أي كذاب!
إذا ادعى أنه يحب الله وعصاه، إذا ادعى أنه يحب النبي صلى الله عليه وسلم
وخالف أمره -فدعواه باطلة، ليس صادقا.
يقول بعضهم:
أَتُحِبُّ أعداء الحـبيب وتـدعي ...... حُبًّا له؟! مـا ذاكَ فـي إمكـانِ

لا
شك أن هذا ليس بصحيح، ليس هذا صحيحا؛ وذلك لأن مَنْ أحب الله تعالى أطاعه
واتبعه. ولا شك أنَّ مَنْ أَحَبَّ الله تَعَالَى أبغض معصيته، وابتعد عنها.
وهكذا دائما أن مَنْ أَحَبَّ الله تعالى أَكْثَرَ من عبادته. ولا شك أيضا
أن مَنْ أحب الله تعالى فإن الله يحبه، ثم يُوَفِّقُهُ لِأَنْ تكون أعماله
كلها في رضا الله تعالى، يقول في الحديث القدسي: ولا يزل عبدي يتقرب إلي
بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر
به، ويده التي يبطش بها، ورجله يمشي بها ؛ يعني أن الله تعالى إذا أحبه
وفَّقَهُ لأن تكون حركاته كلها فيما يُرْضِي رَبَّهُ. لا يفعل إلا ما يرضي
ربه سبحانه وتعالى.
فأما الذي يعمل المعاصي، ويقول: إنني أحب الله، فإننا نقول له: لست صادقا! لو كنت صادقا لما عصيت ربك. ولذلك يقول بعضهم:
تعصـي الإلـه وأنـت تـزعم حبه
هـــذا عجيبٌ فـي الفعـال بَدِيعُ

لـو كـان حـبك صادقـا لأطعتـه
إن المحـب لمـن يُحِـــبُّ مُطِيعُ

هكذا
تقول لكل من رأيته يتهاون بالطاعة. يتهاون بالطاعة فيتركها، يعصي ربه بما
أمر به، يتهاون بالمعصية فيفعلها، يعصي ربه معصية ظاهرة. تقول له:
لـو كـان حـبك صادقـا لأطعتـه إن المحـب لمـن يُحِـــبُّ مُطِيعُ

فلا
يغتر بكثير من الذين يفعلون المعاصي، يتركون الصلوات مثلا، ويقولون:
يكفينا أننا نحب الله! يكفينا أننا نحب نبيه! نقول: كذاب. كذاب من يدعي هذه
المحبة ومع ذلك لا تظهر عليه آثارها؛ فإن لها آثارًا كما رُوِيَ عن بعض
السلف عن الحسن وغيره أنه قال: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما
وقر في القلوب وصدقته الأعمال. صدقته الأعمال! فالذي في القلب يظهر. فإذا
كان القلب محبا لله تعالى، ومحبا لنبيه صلى الله عليه وسلم ظهرت آثار هذه
المحبة على الأبدان؛ فلا تراه ينظر إلى ما يكره ربه، ولا تراه يبطش بيديه
إلى ما يكرهه ربه، ولا يأكل حراما، ولا يزني، ولا يكتسب حراما، ولا غير ذلك
من المعاصي، يحجزه إيمانه.
وكذلك أيضا محبة النبي صلى الله عليه وسلم
تستلزم طاعته. يجب تقديم مَحَبَّتِهِ صلى الله عليه وسلم على محبة كل شيء.
في هذا الحديث يقول: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده، ووالده،
والناس أجمعين وذكروا أن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله، والله إنك
لأحب إِلَيَّ من كل شيء إلا من نفسي! فقال: لا يا عمر! حتى أكون أحب إليك
من نفسك. فقال: والله إنك أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي، فقال: الآن يا
عمر الصحابة رضي الله عنهم يحبون نبيهم صلى الله عليه وسلم محبة شديدة،
محبة قلبية.
ودليل ذلك أنهم فَدَوْهُ بأنفسهم، فدوه بأموالهم، فدوهم
بأهليهم، فَدَوْهُ بكل ما يملكون؛ فأبو بكر رضي الله عنه لما خرج من مكة
متوجها مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغار كان يمشي أمامه، ثم يمشي
خلفه؛ لماذا يا أبا بكر ؟ فقال: إذا ذكرت الطلب-الذين يطلبوننا- مشيت خلفك،
حتى أقيك، وإذا ذكرت الرصد مشيت أمامك حتى أكون بدلك وكذلك في غزوة أُحُد
لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في وسط الغزوة، فكان يرتفع، ينظر في
المعركة، فكان طلحة يقول: لا ترفع رأسك، نحري دون نحرك! نفسي دون نفسك!
يعني أفديك بنفسي.
ولما أدركه المشركون كان معه نحو عشرة من الأنصار،
ونحوهم كل ما أدركهم المشركون قال: مَنْ يردهم عنا؟ تبرع واحد من هؤلاء
العشرة، ثم قال: أنا أردهم، فقاتل حتى يقتل. ولا بد أنه يَقْتُلُ منهم أو
يجرح، إلى أن مات العشرة، وقتلوا. لا شك أن هذا كله من أجل محبتهم القلبية
لنبيهم صلى الله عليه وسلم. وكذلك لما أنهم آمنوا وارتكز الإيمان في قلوبهم
هجروا أهليهم، هجروا آباءهم وأقوامهم وأُسَرَهُم، وانتقلوا إلى المدينة،
وتركوا ديارهم، وتركوا وأموالهم؛ لماذا؟ محبة لله، محبة لنبيه صلى الله
عليه وسلم. فهذه آثار المحبة الصادقة. فأما الذين يقولون: إننا نحب النبي
صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك تأتيهم الأوامر من أوامره ويرفضونها، فليسوا
صادقين في هذه المحبة.
نأتي إلى بعض منهم ونقول لهم: أتحب النبي صلى
الله عليه وسلم؟ فيقول: أجل! نعم أحبه! فنقول له: ألم تسمع أنه قال لك، قال
لنا جميعا: أعفوا اللحى ؟ فيقول: بلى!
لماذا لا تعفي لحيتك؟ لماذا
تحلقها؟ أليس هذا دليلا على أنك ما أحببته؟!! لو كان حبك صادقا لأطعته! فمن
طاعته أنك تتقبل كل سنة جاءتك من قِبَلِهِ وتقول: أهلا وسهلا، سمعا وطاعة
لك يا محمد أنا أطيعك فيما أمرتني به، ولو كان في ذلك مخالفة الناس، ولو
كان في ذلك كراهة من كرهني، أو مقت من مقتني. فاتباعك يا نبي الله وطاعتك
وامتثال ما أمرتني به أَقْدَمُ عندي من رضا هذا، ورضا هذا، ورضا هذا.
فكذلك
أيضا بقية العبادات. إذا أمرك بها النبي صلى الله عليه وسلم، أو جاءت في
كتاب ربك، فَتَقَبَّلْ ذلك وامتثله، وقَدِّمْهُ على كل أحد، وعلى كل طاعة
أو معصية لأية مخلوق. هذا أثر محبة النبي صلى الله عليه وسلم. في هذا
الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: وأن يُحِبَّ المرء لا يحبه إلا لله ؛ أي
أن هذا يجد فيه حلاوة الإيمان، وهو محبة المؤمنين فيما بينهم لله وفي الله،
أن تُحِبَّ المؤمنين، لا تحبهم إلا لأنهم مؤمنون، وهذه هي المحبة في ذات
الله. ولذلك رُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: من أحب في الله، وأبغض في الله،
ووالى في الله، وعادى في الله -فإنما تُنَال ولاية الله بذلك، ولن يجد طعم
الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك.
فلا شك أننا مأمورون بأن
تكون محبتنا لله، أنَّ كل مَنْ رأيناه من أهل الخير، ومن أهل الطاعة، ومن
أهل الصلاح والاستقامة والأعمال الصالحة، ومن أهل الخير والإيمان الصحيح؛
فإننا نُحِبُّهُ، ولولم يُوصِلْ إلينا مالا، ولو لم يشفع لنا، ولو لم
ينفعنا، ولو اعتذر عن منفعتنا، ولو بخل علينا بماله. لكنا نحبه لصلاحه،
نحبه لإيمانه، نحبه لأعماله الصالحة، نحبه لأن الله يحبه، ومحب المحبوب
محبوب. فنحن نحب ربنا، ونحب كل من أحبه ربنا. هذا حقا هو أثر هذه المحبة أن
تحب كُلَّ مَنْ يُحِبُّ الله تعالى. قرأت في بعض التفاسير في قوله الله
تعالى: هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ استشكل
بعض المفسرين كيف يحبون المنافقين؟ المؤمنون يحبون المنافقين؟!
تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ ؟
فاعتذر بعض المفسرين وقال: إنهم
يُظْهِرُون لكم محبة الله، ويُظْهِرُون لكم محبة النبي صلى الله عليه
وسلم، فأنتم تحبونهم لذلك. فيما يظهر لكم أنهم معكم، وأنهم يحبون من
تحبونه، فلما كنتم تحبون الله، وتحبون نبيه صلى الله عليه وسلم كان من آثار
ذلك أن تحبوا كل من أظهر محبة الله، وكل من أظهر محبة الأنبياء. وهؤلاء
يُظْهِرُون ذلك، فمحب المحبوب محبوب، ومبغض المحبوب مبغوض. مَنْ أحب من
تحبه فَأَحِبَّهُ، ومن أحب من تبغضه فأبغضه. هذا أثر محبة الله تعالى.
ولا
شك أن الضد بالضد؛ يعني مَنْ أحب في الله تعالى فإنه يبغض في الله. إذا
كنت تحب أولياء الله فعليك أن تبغض أعداء الله، ويسمى هذا أوثق عرى
الإيمان. ورد في ذلك حديث : أَوْثَقُ عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في
الله من أحب أولياء الله أبغض أعداء الله. إذا كان هؤلاء عصاة ومخالفين،
وأهل كبائر وأهل بدع وأهل ذنوب وأهل كفر، فإنك تبغضهم، ولو أحسنوا إليك،
ولو تصدقوا عليك، ولو نفعوك، ولو أعطوك، ولو شفعوا لك ولو قربوك ولو
أكرموك، ولو رفعوا منزلتك لا تقبل منهم. يقول بعض السلف: اللهم لا تجعل
لفاجر علينا منة، فَيَوَدُّهُ قلبي!. لا تقبل منهم منة، ولا عطية ولا منفعة
ولا شفاعة، ولا غير ذلك.
أَبْغِضْهُم؛ لماذا؟ لأنهم يبغضون الله، ولأن
الله تعالى يبغضهم، وأنت تُبْغِضُ مَنْ يبغضه ربك. فهكذا قوله: وأن يحب
المرء لا يحبه إلا لله ؛ معناه أن يبغض المرء لا يبغضه إلا لله. أنت مأمور
بأن تحب أولياء الله، وكذلك تُبْغِضُ أعداء الله، ولو كانوا أقارب. ولا شك
أن للمحبة علامات، وللبغض علامات؛ فإذا رأيت إنسانا يحب أهل الخير، رأيته
يجالسهم، ورأيته يَقْرُبُ منهم، ورأيته يستفيد منهم، ورأيته ينصرهم، ويكافح
عنهم، ويذب عنهم. ورأيته يقرب إليهم ما يقدر إليه من المنفعة وما أشبهها.
وإذا رأيت أحدا يحب العصاة، وينصرهم، ويقرب منهم، ويواليهم، فإنه يحبهم،
ولو كانوا عصاة.
أما المؤمن فإنه إذا أبغضهم مقتهم، واحتقرهم، وابتعد
عنهم، وحَذَّرَ منهم، وحَقَّرَ شأنهم، وضللهم، ورد عليهم ضلالهم، وأنكر
عليهم أفعالهم، وكرههم وكَرَّه الناس إليهم. وقال: لا تقربوا من هؤلاء
فإنهم يبغضون الله تعالى، فأنتم عليكم أن تبغضوا من يبغضه ربكم، ومن يبغضه
إخوانكم المؤمنون. فهذا أثر قوله في هذا الحديث: أن يحب المرء لا يحبه إلا
لله نقول: وأن يبغض المرء لا يبغضه إلا لله، ولو كان أقرب قريب. الصحابة
رضي الله عنهم أبغضوا إخوانهم، وأبغضوا آباءهم، وأبغضوا أحفادهم، وأبغضوا
أولادهم، لما لم يكونوا من أولياء الله.
وأما قوله: وأن يكره أن يعود
في الكفر كما يكره أن يقذف في النار فنقول: إن هذا أيضا أثر من آثار
الإيمان الذي امتلأ به القلب، وأثر من آثار محبة الأعمال الصالحة، فإنهم
لما امتلأت قلوبهم صبروا على الأذى، دل ذلك على أنهم اطمأنوا بمحبة الله
وبالإيمان به، فصبروا على الأذى في الله، فلو أُحْرِقَ أحدهم في النار لم
يرتد عن دينه. نجد أن الصحابة الذين أسلموا بمكة لقوا من العذاب أشده، فكان
بلال رضي الله عنه يلقيه مولاه في الشمس في أشد ما تكون، ثم يضع الصخرة
الثقيلة شديدة الحرارة، على صدره، ويوثقه ويقيده ويقول: لا أُطْلِقُكَ حتى
تكفر بمحمد ولكن لا يزيده ذلك إلا تصلبا، لا يزيده إلا صبرا.
وكذلك
غيره من الذين أوذوا في ذات الله تعالى، ومن الذين حرقوا وصبروا على
الحريق، ومن الذين ضربوا وحبسوا وقتلوا وقُطِّعَتْ أيديهم وقطعت أرزاقهم،
ومع ذلك ما زادهم إلا تصلبا في دينهم، وصبرا عليه، وما ذاك إلا أنهم عرفوا
أن هذا الدين، وهذا الإيمان هو سبيل النجاة والفكاك، وسبيل حصول الثواب
عاجلا وآجلا. وكذلك أيضا وثقوا بأن ربهم سبحانه سيجعل لهم مخرجا، فوعدهم
الله تعالى بذلك، وصدق الله تعالى وَعْدَهُ. لما جاء الأحزاب في سنة خمس،
وأحاطوا بالمدينة عشرة آلاف من المشركين، وضيقوا على أهل المدينة
فالمنافقون تزعزع إيمانهم.
قال تعالى: وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ
وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ
إِلَّا غُرُورًا كذبوا، ونجم نفاقهم! وأما المؤمنون فصبروا. علموا بأن الله
تعالى يبتليهم ليظهر إيمانهم، فلذلك قال تعالى: وَلَمَّا رَأَى
الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا
إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
M_SallaM
Administrator
Administrator
M_SallaM


عدد المساهمات : 1700
نقاط : 249493
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 23/01/2011

ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان . Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان .   ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان . Emptyالجمعة نوفمبر 02, 2012 6:04 pm

" الشرح للشيخ ابن جبرين رحمه الله "

الحديث
قال الإمام البخاري –رحمه الله تعالى- في كتاب: الإيمان: >>باب: حلاوة الإيمان.
حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: {ثلاث
من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما،
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن
يقذف في النار
}

..::..

الحلاوة: اللذة التي يجدها الإنسان في فمه إذا طعم شيئا له طعم حال. وضدها: المرارة.
فالمذوقات التي توضع في الفم، منها ما هو حلو، ومنها ما هو مر، إن
...الحاليات مثل: التمر، والعسل، والعنب، وغير ذلك من الفواكه والمأكولات
اللذيذة التي يحس بطعمها في فمه. وهناك مأكولات أو مطعومات مرة المذاق

..::..

الإيمان له حلاوة، يعني: له لذة. اختلف العلماء هل حلاوة الإيمان حسية أو معنوية؟
أكثرهم قالوا: إنها معنوية؛ لأن الحلاوة ما يوجد طعمه في الفم، والأعمال هذه لا يوجد لها طعم في الفم، فتكون حلاوة معنوية.
وقال آخرون: إنها حسية، وإن للأعمال الصالحة حلاوة قد تكون أشد من حلاوة الأطعمة الحالية اللذيذة. وذكروا أدلة على ذلك، وهو أن:
كثيرا من السلف يستحلون العبادات، ويستلذون بها، ويجدون لها أثرا في
قلوبهم، وفي أجسادهم، فيقول بعضهم: إنه ليمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا.
أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب. يجد للطاعة حلاوة
ولذة؛ حتى يقول: إذا كان هذا مثل نعيم الجنة إنه لنعيم طيب؛ مع أن هذا في
الدنيا.

..::..

وأن من أسبابها:
حصول هذه الثلاث: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:
- الأولى -
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما يعني:
أن يقدم محبة الله ومحبة رسوله على محبة نفسه وولده وإخوته وأهله وذويه
وماله وأقاربه وأسرته والناس كلهم؛ وذلك لأنه يعرف بأن الله تعالى هو ربه،
وهو مالكه، وهو المتصرف فيه؛ فيحبه من كل قلبه. ويعرف –أيضا- أن النبي -صلى
الله عليه وسلم- هو رسول الله إلى الأمة، وهو الذي أنقذهم الله به من
الضلالة ومن الكفر ومن العصيان، فيحبه –أيضا- من كل قلبه، فيكون بذلك مقدما
لمحبة الله ومحبة رسوله على محبة كل شيء.
وإذا أحب الله تعالى أحب عبادته؛ أحب الصلاة والصوم والصدقة، وأحب الذكر
والدعاء وقراءة القرآن، وأحب جميع الطاعات، وتلذذ بها، وواظب عليها، وأكثر
منها، وكذلك أيضا أحب كل من يحبهم الله. هذه علامة محبة الله.
ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- علامتها: أن يتبعه، ويطيعه، ويعمل بكل ما
أمره به. فيؤمن بأنه رسول الله حقا، وكذلك يطيعه في كل ما وجه إليه، وكذلك
يقتدي به ويتخذه أسوة؛ لقول الله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ "وكذلك إذا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه يكره معصيته والخروج عن سنته. هذا هو حقيقة محبة الله ورسوله.

..::..
الخصلة الثانية:
أن يحب المرء لا يحبه إلا لله

محبة الإنسان للخلق تتفاوت:
هناك المحبة الطبيعية: محبة
الإنسان لأولاده، ومحبته لأبويه هذه محبة طبيعية لا يلام عليها؛ ولأجل ذلك
فإنه يسعى في طلب الرزق والمعيشة، ويبذلها رخيصة لأولاده ولأحفاده ولأبويه
ولأقاربه ولمن يحبه. فهذه محبة طبيعية.
وهناك محبة لمنفعة: بأن تحب
هذا؛ لأنه نفعك نفعا دينيا، أو نفعا دنيويا، فتحبه، ويميل قلبك إليه؛ لحسن
عمله؛ ولحسن خلقه. وهذا كله لا ينافي محبة الإيمان.
هناك المحبة الدينية: وهي أن
تحب الإنسان لصلاحه ولتقاه ولعبادته واستقامته ولالتزامه بأمر الله تعالى؛
مع أنه ما نفعك في دنياك، ولا شفع لك، ولا أهدى إليك، ولا أعطاك، ولا تسبب
في عمل لك، ولا غير ذلك؛ ولكن رأيته رجلا صالحا، ورأيته يتعبد، ورأيته
يواظب على الصلوات، ورأيته يتبع الحق ويبتعد عن الباطل، ويبعد عن الآثام
والمحرمات، فأحببته من كل قلبك. فكانت هذه محبة دينية.
جاء في الحديث -حديث السبعة- سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ثم قال:
ورجلان تحابا في الله –أي- اجتمعا على ذلك، وتفرقا على ذلك يعني: كل منهما
أحب أخاه لله تعالى لا لعرض من الدنيا.
فهذه المحبة الدينية هي التي يجد بها حلاوة الإيمان؛ وذلك لأنه إذا أحب من
يحبهم الله تعالى فإنه يقتدي بهم؛ إذا رأيته يتهجد فإنك تحبه وتقتدي به،
وإذا رأيته يرتل القرآن فإنك تحبه وتقتدي به، وإذا رأيته يتصدق، وإذا رأيته
يصوم، وإذا رأيته يدعو إلى الله، وإذا رأيته ينصح، وإذا رأيته يأمر أو
ينهى أو يرشد، وإذا رأيته يبر والديه ويصل رحمه، ونحو ذلك؛ فإنك تحبه، ثم
تقتدي به في هذه الأعمال.
وأما المحبة العاجلة الدنيوية؛ فإنها ليست مستقرة، نعرف وتعرفون اثنين كانا
متصادقين، ثم بعد ذلك تهاجرا وتقاطعا، تسأل: يا فلان؛ قد كنت صديقا لفلان
ثم إنك أخذت تسبه، فلا يذكر سببا؛ إلا أمرا دنيويا، فيقول –مثلا- إنه
خانني، إنه ما شفع لي، إنه ما نفعني، إنه أخذ مني شيئا ولم يرده. فيكون
هجره ومقاطعته؛ لأجل أمر دنيوي. هل تتهمه في عقيدته؟ هل تقول: إنه يزني أو
يسرق؟ هل تتهمه بأنه لا يصلي ولا يصوم؟ فيقول: لا والله؛ بل إنه مواظب على
العبادة، وإنه متنزه عن الآثام؛ ولكنه ما نفعني لما طلبت منه كذا وكذا،
فقاطعته. لا شك أن هذا دليل على أنها محبة عاجلة، محبة دنيوية.
..::..
الخصلة الثالثة:
قوله: وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار

يكره الكفر، الله تعالى أنقذه من الكفر وهداه للإيمان، وسدده وثبته ووفقه،
فآمن، ودخل في الإيمان، والتزم بالطاعة؛ فلأجل ذلك يكره الكفر بعد الإيمان،
وكذلك يكره الضلالة بعد الهدى، ويكره الانحراف بعد الاستقامة، ويكره الجهل
بعد العلم، ويكره المعصية بعد الطاعة، يعني: كل شيء يكرهه الله فإنه
يكرهه؛ ولو عذب؛ ولو أحرق؛ ولو قيل له: اكفر وإلا أحرقناك، فإنه يصبر على
الأذى، يكره الكفر كما يكره أن يقذف في النار.
وهكذا أيضا يكره المعصية؛ ولو كانت مما تشتهيها النفس؛ ولو كانت لذيذة
ومحبوبة عند النفس، فإنه يعلم أن ربه حرمها، وأن ربه يكرهها؛ فلأجل ذلك
يقول: أكره كل شيء نهاني عنه ربي، ولا أقترب منه؛ ولو كان فيه لذة دنيوية،
فيكره الكبر؛ ولو كانت النفس تدعو إليه، ويكره الإعجاب، ويكره الزنا؛ ولو
كانت النفس تندفع إليه، ويكره فاحشة اللواط –مثلا- ويكره الخمر، ويكره سماع
الغناء، ويكره النظر في الصور والأفلام الخليعة ونحوها، ويكره النظر إلى
النساء المتكشفات، والمرأة –أيضا- تكره التبرج؛ ولو كان قد فعلته فلانة..
وفلانة، وتكره التكشف، وتكره المعاكسات، وما أشبهها. يكره كل إنسان ما يغضب
الله، وما نهاه الله عنه. فهذا هو علامة محبة الإيمان، وعلامة حلاوته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
M_SallaM
Administrator
Administrator
M_SallaM


عدد المساهمات : 1700
نقاط : 249493
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 23/01/2011

ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان . Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان .   ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان . Emptyالجمعة نوفمبر 02, 2012 6:07 pm


[size=21]الحديث‏:‏
-16-
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قَالَ‏:‏ ‏"‏ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ
فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ‏:‏

أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا
يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ
كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ‏.‏‏"‏



الشرح‏:
قوله‏:‏
‏(‏حدثنا محمد بن المثنى‏)‏ هو أبو موسى العنزي بفتح النون بعدها زاي،
قال‏:‏ حدثنا عبد الوهاب، هو ابن عبد المجيد، حدثنا أيوب، هو ابن أبي تميمة
السختياني بفتح السين المهملة على الصحيح، وحكى ضمها وكسرها، عن أبي قلابة
بكسر القاف وبباء موحدة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ثلاث‏)‏ هو مبتدأ والجملة الخبر، وجاز الابتداء بالنكرة لأن التنوين عوض المضاف إليه، فالتقدير‏:‏ ثلاث خصال، ويحتمل في إعرابه غير ذلك‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏كن‏)‏ أي‏:‏ حصلن، فهي تامة‏.‏
وفي قوله‏:‏ ‏"‏ حلاوة الإيمان ‏"
استعارة تخييلية، شبه رغبة المؤمن في الإيمان بشيء حلو وأثبت له لازم ذلك
الشيء وأضافه إليه، وفيه تلميح إلى قصة المريض والصحيح لأن المريض الصفراوي
يجد طعم العسل مرا، والصحيح يذوق حلاوته على ما هي عليه، وكلما نقصت الصحة
شيئا ما نقص ذوقه بقدر ذلك، فكانت هذه الاستعارة من أوضح ما يقوي استدلال
المصنف على الزيادة والنقص‏.‏

قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة‏:‏
إنما عبر بالحلاوة لأن الله شبه الإيمان بالشجرة في قوله تعالى‏:‏ ‏(‏مثل
كلمة طيبة كشجرة طيبة‏)‏ فالكلمة هي كلمة الإخلاص، والشجرة أصل الإيمان،
وأغصانها اتباع الأمر واجتناب النهي، وورقها ما يهتم به المؤمن من الخير،
وثمرها عمل الطاعات، وحلاوة الثمر جني الثمرة، وغاية كماله تناهي نضج
الثمرة وبه تظهر حلاوتها‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أحب إليه‏)‏
منصوب لأنه خبر يكون، قال البيضاوي‏:‏ المراد بالحب هنا الحب العقلي الذي
هو إيثار ما يقتضي العقل السليم رجحانه وإن كان على خلاف هوى النفس،
كالمريض يعاف الدواء بطبعه فينفر عنه، ويميل إليه بمقتضى عقله فيهوى
تناوله، فإذا تأمل المرء أن الشارع لا يأمر ولا ينهي إلا بما فيه صلاح عاجل
أو خلاص آجل، والعقل يقتضي رجحان جانب ذلك،‏(‏1/ 61‏)‏ تمرن على الائتمار
بأمره بحيث يصير هواه تبعا له، ويلتذ بذلك التذاذا عقليا، إذ الالتذاذ
العقلي إدراك ما هو كمال وخير من حيث هو كذلك‏.‏

وعبر الشارع عن هذه الحالة بالحلاوة لأنها أظهر اللذائذ المحسوسة‏.‏
قال‏:‏ وإنما جعل هذه الأمور الثلاثة
عنوانا لكمال الإيمان، لأن المرء إذا تأمل أن المنعم بالذات هو الله تعالى،
وأن لا مانح ولا مانع في الحقيقة سواه، وأن ما عداه وسائط، وأن الرسول هو
الذي يبين له مراد ربه، اقتضى ذلك أن يتوجه بكليته نحوه‏:‏ فلا يحب إلا ما
يحب، ولا يحب من يحب إلا من أجله‏.‏

وأن يتيقن أن جملة ما وعد وأوعد حق يقينا‏.‏
ويخيل إليه الموعود كالواقع، فيحسب أن مجالس الذكر رياض الجنة، وأن العود إلى الكفر إلقاء في النار‏.‏
انتهى ملخصا‏.‏
وشاهد الحديث من القرآن قوله تعالى‏:‏
‏(‏قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم - إلى أن قال - أحب إليكم من الله ورسوله‏)‏
ثم هدد على ذلك وتوعد بقوله‏:‏ ‏(‏فتربصوا‏.‏ ‏(‏

‏(‏فائدة‏)‏ ‏:‏ فيه إشارة إلى التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، فالأول من الأول والأخير من الثاني‏.‏
وقال غيره‏:‏ محبة الله على قسمين فرض وندب‏.‏
فالفرض‏:‏ المحبة التي تبعث على امتثال
أوامره، والانتهاء عن معاصيه، والرضا بما يقدره، فمن وقع في معصية من فعل
محرم أو ترك واجب فلتقصيره في محبة الله حيث قدم هوى نفسه‏.‏ والتقصير تارة
يكون مع الاسترسال في المباحات والاستكثار منها، فيورث الغفلة المقتضية
للتوسع في الرجاء فيقدم على المعصية، أو تستمر الغفلة فيقع‏.‏

وهذا الثاني يسرع إلى الإقلاع مع الندم‏.‏
وإلى الثاني يشير حديث‏:‏ ‏"‏ لا يزني الزاني وهو مؤمن‏"‏‏.‏
والندب‏:‏ أن يواظب على النوافل، ويتجنب الوقوع في الشبهات، والمتصف عموما بذلك نادر‏.‏
قال‏:‏ وكذلك محبة الرسول على قسمين
كما تقدم، ويزاد أن لا يتلقى شيئا من المأمورات والمنهيات إلا من مشكاته،
ولا يسلك إلا طريقته، ويرضى بما شرعه، حتى لا يجد في نفسه حرجا مما قضاه،
ويتخلق بأخلاقه في الجود والإيثار والحلم والتواضع وغيرها، فمن جاهد نفسه
على ذلك وجد حلاوة الإيمان، وتتفاوت مراتب المؤمنين بحسب ذلك‏.‏

وقال الشيخ محيي الدين‏:‏ هذا حديث عظيم، أصل من أصول الدين‏.‏
ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات،
وتحمل المشاق في الدين، وإيثار ذلك على أعراض الدنيا، ومحبة العبد لله تحصل
بفعل طاعته وترك مخالفته، وكذلك الرسول‏.‏

وإنما قال‏:‏ ‏"‏ مما سواهما ‏"‏ ولم يقل‏:‏ ‏"‏ ممن ‏"‏ ليعم من يعقل ومن لا يعقل‏.‏
قال‏:‏ وفيه دليل على أنه لا بأس بهذه التثنية‏.‏
وأما قوله للذي خطب فقال‏:‏ ومن يعصهما ‏"‏ بئس الخطيب أنت‏"‏
فليس من هذا، لأن المراد في الخطب
الإيضاح، وأما هنا فالمراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ، ويدل عليه أن النبي
-صلى الله عليه وسلم -حيث قاله في موضع آخر قال‏:‏ ‏"‏ ومن يعصهما فلا يضر
إلا نفسه‏"‏‏.‏

واعترض بأن هذا الحديث إنما ورد أيضا في حديث خطبة النكاح‏.‏
وأجيب‏:‏ بأن المقصود في خطبة النكاح أيضا الإيجاز فلا نقض‏.‏
وثم أجوبة أخرى، منها‏:‏ دعوى الترجيح، فيكون حيز المنع أولى لأنه عام‏.‏
والآخر يحتمل الخصوصية، ولأنه ناقل والآخر مبني على الأصل، ولأنه قول والآخر فعل‏.‏
ورد بأن احتمال التخصيص في القول أيضا
حاصل بكل قول، ليس فيه صيغة عموم أصلا، ومنها دعوى أنه من الخصائص، فيمتنع
من غير النبي -صلى الله عليه وسلم -ولا يمتنع منه، لأن غيره إذا جمع أوهم
إطلاقه التسوية، بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك‏.‏

وإلى هذا مال ابن عبد السلام‏.‏
ومنها دعوى التفرقة بوجه آخر، وهو أن
كلامه -صلى الله عليه وسلم -هنا جملة واحدة فلا يحسن إقامة الظاهر فيها
مقام المضمر، وكلام الذي خطب جملتان لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام
المضمر‏.‏

وتعقب هذا بأنه لا يلزم من كونه لا
يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر أن يكره إقامة المضمر فيها مقام
الظاهر، فما وجه الرد على الخطيب مع أنه هو -صلى الله عليه وسلم -جمع كما
تقدم‏؟‏

ويجاب‏:‏ بأن قصة الخطيب - كما قلنا -
ليس فيها صيغة عموم، بل هي واقعة عين، فيحتمل أن يكون في ذلك المجلس من
يخشى عليه توهم التسوية كما تقدم‏.‏ ‏(‏1/62‏)‏

ومن محاسن الأجوبة في الجمع بين حديث
الباب وقصة الخطيب أن تثنية الضمير هنا للإيماء إلى أن المعتبر هو المجموع
المركب من المحبتين، لا كل واحدة منهما، فإنها وحدها لاغية إذا لم ترتبط
بالأخرى‏.‏

فمن يدعي حب الله مثلا ولا يحب رسوله لا ينفعه ذلك، ويشير إليه قوله تعالى‏:‏ ‏[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]‏ فأوقع متابعته مكتنفة بين قطري محبة العباد ومحبة الله تعالى للعباد‏.‏
وأما أمر الخطيب بالإفراد فلأن كل واحد
من العصيانين مستقل باستلزام الغواية، إذ العطف في تقدير التكرير، والأصل
استقلال كل من المعطوفين في الحكم، ويشير إليه قوله تعالى‏:‏ ‏
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]‏ فأعاد ‏"‏ أطيعوا ‏"‏ في الرسول ولم يعده في أولي الأمر لأنهم لا استقلال لهم في الطاعة كاستقلال الرسول‏.‏
انتهى ملخصا من كلام البيضاوي والطيبي‏.‏
ومنها أجوبة أخرى فيها تكلم‏:‏ منها أن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه، ومنها أن له أن يجمع بخلاف غيره‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏وأن يحب المرء‏)‏ قال يحيى بن معاذ‏:‏ حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏وأن يكره أن يعود في الكفر‏)‏
زاد أبو نعيم في المستخرج من طريق الحسن بن سفيان عن محمد ابن المثنى شيخ
المصنف‏:‏ ‏"‏ بعد إذ أنقذه الله منه‏"‏، وكذا هو في طريق أخرى للمصنف،
والإنقاذ أعم من أن يكون بالعصمة منه ابتداء بأن يولد على الإسلام ويستمر،
أو بالإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان كما وقع لكثير من الصحابة‏.‏

وعلى الأول فيحمل قوله‏:‏ ‏"‏ يعود ‏"‏ على معنى الصيرورة، بخلاف الثاني فإن العود فيه على ظاهره‏.‏
فإن قيل‏:‏ فلم عدى العود بفي ولم يعده بإلى‏؟‏
فالجواب‏:‏ أنه ضمنه معنى الاستقرار، وكأنه قال‏:‏ يستقر فيه‏.‏
ومثله قوله تعالى‏:‏ ‏(‏وما كان لنا أن نعود فيها‏.‏ ‏(‏
‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ هذا الإسناد كله بصريون‏.‏
وأخرجه المصنف بعد ثلاثة أبواب من طريق
شعبة عن قتادة عن أنس، واستدل به على فضل من أكره على الكفر فترك البتة
إلى أن قتل، وأخرجه من هذا الوجه في الأدب في فضل الحب في الله، ولفظه في
هذه الرواية‏:‏ ‏"‏ وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر
بعد إذ أنقذه الله منه ‏"‏ وهي أبلغ من لفظ حديث الباب، لأنه سوى فيه بين
الأمرين، وهنا جعل الوقوع في نار الدنيا أولى من الكفر الذي أنقذه الله
بالخروج منه في نار الأخرى، وكذا رواه مسلم من هذا الوجه، وصرح النسائي في
روايته والإسماعيلي بسماع قتادة له من أنس، والله الموفق‏.‏



وأخرجه النسائي من طريق طلق بن حبيب عن
أنس وزاد في الخصلة الثانية ذكر البغض في الله ولفظه‏:‏ ‏"‏ وأن يحب في
الله ويبغض في الله ‏"‏ وقد تقدم للمصنف في ترجمته‏:‏ ‏"‏ والحب في الله
والبغض في الله من الإيمان ‏"‏ وكأنه أشار بذلك إلى هذه الرواية‏.‏


والله أعلم‏.‏
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سلام نيوز :: المنتدى الإسلامى العام :: المنتدى الإسلامى العام-
انتقل الى:  
||~ أحصــآئيـآت كــآملة ~|| ?statistikleri