تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 1
|
((عَبَسَ)) عثمان بن عفان، أي قطب وجهه ((وَتَوَلَّى))، أي أعرض.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 2 |
((أَن جَاءهُ الْأَعْمَى))، أي بسبب أن جاءه شخص أعمى. قالوا وكان الأعمى ابن مكتوم.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 3 |
ثم أخذ السياق لـانيب عثمان بما فعله موجها الخطاب معه كما هو دأب القرآن في توجيه الخطاب إلى الناس، نحو "أأنتم أشد خلقاً؟" ((وَمَا يُدْرِيكَ)) أيها العابس ((لَعَلَّهُ يَزَّكَّى))، أي لعل الأعمى يتطهر بالعمل الصالح؟ فيكون الاعراض عنه إثماً، حيث أنه أعرض عن الزاكي الطاهر.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 4 |
((أَوْ يَذَّكَّرُ))، أي يتذكر بسبب الوعظ والإرشاد، أصله "تذكر" ثم أدغمت التاء في الذال لقرب مخرجهما، فجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن، ((فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى))، والفرق بين الآيتين أن الأولى "زكاة" من نفسه والثانية "زكاة" بواسطة التذكير.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 5 |
((أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى))، أي كان غنياً بالمال والآيتان من باب الاستفعال من جهة أن الشخص يطلب الغنى.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 6 |
((فَأَنتَ)) يا عابس ((لَهُ تَصَدَّى))، أي تتعرض، أصله "تتصدى" حذفت إحدى تاءيه على القاعدة، أي تُقبل عليه وتحاوره.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 7 |
((وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى))، أي لا تبالي هل هو زكي أم لا؟ فإن المال هو الذي يعظم في نفسك لا الدين، ولذا لا تبالي بالدين إذا كان الشخص ذا مال.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 8 |
((وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى)) ساعياً لأجل الخير والرشد كابن أم مكتوم.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 9 |
((وَهُوَ يَخْشَى)) الله عز وجل.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 10 |
((فَأَنتَ)) أيها العابس ((عَنْهُ)) عن ذلك الساعي ((تَلَهَّى))، أي تتلهى - على غرار تصدى - أي تتغافل تشتغل بغيره لأنه فقير معدوم.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 11 |
((كَلَّا)) ليس الأمر على ما زعمت من أن المال خير من الدين، ((إِنَّهَا)) - هذه الآيات - ((تَذْكِرَةٌ)) مذكرة بالحسن والقبيح الكامن في النفس والفطرة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 12 |
((فَمَن شَاء)) الخبر والسعادة ((ذَكَرَهُ))، أي ذكر ما أودع في نفسه وفطرته بأن عمل بالوعظ والإرشاد.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 13 |
إن هذه التذكرة هي ((فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ)) عند الله سبحانه، والمراد "بالصحف" اللوح المحفوظ وسائر الألواح الموجودة في الملأ الأعلى.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 14 |
((مَّرْفُوعَةٍ)) في السماء - حساً - أو معظمة مجللة - معنىً، ((مُّطَهَّرَةٍ))، أي منزهة من الخطأ والنقائص وما أشبهها.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 15 |
((بِأَيْدِي سَفَرَةٍ))، أي أن تلك الصحف إنما هي بأيدي الملائكة الكرام، فإن "سفرة" جمع "سافر" وهو الكاتب، أو السفير.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 16 |
((كِرَامٍ)) جمع كريم، أي ذوي مقامات رفيعة ((بَرَرَةٍ)) جمع "بار"، وهو المحسن.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 17 |
ثم يأتي السياق ليتعجب من الكافر كيف يكفر بهذا الكتاب العظيم المنزل من عند الله - الذي هو الخالق وبيده أزمة كل شيء. ((قُتِلَ الْإِنسَانُ))، دعاء عليه، أي اللهم اقتله، والمراد به الجنس المنحرف بدلالة القرائن الآتية، ((مَا أَكْفَرَهُ))؟ تعجب من كفره وضلاله بعد وضوح الحجة وتمام المحجة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 18 |
((مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)) الله تعالى؟ أي ألا ينظر إلى أصل خلقه كيف خلقه تعالى من ماء مهين حتى جعله إنساناً بهذه الغرابة في الدقة والأجهزة والآلات؟
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 19 |
((مِن نُّطْفَةٍ))، أي قطرة من المني ((خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ))، أي قدر مزاياه وخصوصياته من حواسه ومشاعر وآلاته وأجهزته وكمه وكيفه وطوله وعرضه وغير ذلك.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 20 |
((ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ))، أي يسر وسهل له سبيل الحياة، بأن هيأ له الأسباب والوسائل وأرشده إلى خيره وسعادته، والأصل يسر السبيل ثم حذف الجر على قاعدة القطع والتوصيل.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 21 |
((ثُمَّ)) بعد أن انتهى أمده في الحياة ((أَمَاتَهُ)) بأن قبض روحه، ((فَأَقْبَرَهُ))، أي أدخله القبر، وهو المحل الذي يشتمل على جسمه بعد الموت وإن كان البحر أو نحوه، أو من باب الغلبة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 22 |
((ثُمَّ إِذَا شَاء)) وأراد سبحانه قيام القيامة ((أَنشَرَهُ))، أي بعثه حياً سوياً.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 23 |
فهل تراه تهيأ للنشور واستعد لذلك اليوم العظيم بالإيمان والعمل الصالح؟ ((كَلَّا)) إنه في غفلة وسبات و((لَمَّا يَقْضِ))، أي لم يأت بعْدُ ((مَا أَمَرَهُ)) الله سبحانه من الإيمان والعمل الصالح.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 24 |
ثم يأتي السياق لتذكير الإنسان بجملة من الآيات الكونية تدليلاً على وجوده بالآيات الآفاقية بعد أن ذكّره الآيات الأنفسية. ((فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)) الذي يأكله، ليتذكر أصل الخلقة ومن خلقها ليرعوي عن غيه وضلاله.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 25 |
((أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء)) المطر من السماء ((صَبًّا))، أي إنزالاً.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 26 |
((ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ)) بإخراج النبات منها ((شَقًّا)) حتى أن النبات الضعيف خرج من الأرض الصلبة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 27 |
((فَأَنبَتْنَا فِيهَا))، أي في الأرض ((حَبًّا))، أي جنس الحبوب من الحنطة والشعير وأمثالها.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 28 |
((وَ)) أنبتنا فيها ((عِنَبًا))، خص بالذكر لكثرته ولذته وعظم فائدته ((وَقَضْبًا)) وهو القت الرطب الذي يقضب ويقطع مرة بعد أخرى لعلف الدواب.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 29 |
((وَزَيْتُونًا)) وهو ما يعصر منه الزيت، ((وَنَخْلًا)) وهو الشجرة التي تعطي التمر.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 30 |
((وَحَدَائِقَ)) جمع "حديقة" وهو البستان المحوط بالسور أو البستان الصغير ذو الأشجار والأوراد، ((غُلْبًا)) جمع "غلباء" وهي الحديقة العظيمة الملتفة الأشجار، كأنه مأخوذ من التغالب، لتغالب أشجارها في الارتفاع للاستفادة من الهواء والضياء.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 31 |
((وَفَاكِهَةً))، أي سائر ألوان الفواكه ((وَأَبًّا)) وهو المرعى من الحشيش وغيره الذي يرعاه الحيوان.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة عبس | 32 |
وإنما أنبتنا كل ذلك ((مَّتَاعًا لَّكُمْ))، أي لأجل متاعكم وعيشتكم ((وَلِأَنْعَامِكُمْ))، أي بهائمكم، قالوا: الفاكهة لكم، والأب لأنعامكم. |