تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 1
|
((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ))، أي ذهب نورها فأظلمت، والتكوير هو اللف، كان المراد لف ضوؤها، فذهب انبساطها في الآفاق، فتصير سوداء مظلمة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 2 |
((وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ)) بأن يذهب نورها وضياؤها، من الكدرة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 3 |
((وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ))، قلعها الله من مكانها، وسيرها كالهباء في الفضاء.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 4 |
((وَإِذَا الْعِشَارُ))، وهي النوق الحوامل، جمع "عشراء"، وهي الناقة الحامل، والناقة التي وضعت لتمام ((عُطِّلَتْ))، أي تركت هملاً بلا راع ولا محافظ، وذلك كناية عن أن أهوال ذلك اليوم بحيث توجب أن يذهل الإنسان عن أعز ماله.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 5 |
((وَإِذَا الْوُحُوشُ))، جمع وحش، وهو الحيوان البري الذي لا يأنس، أو مطلق الحيوان، ((حُشِرَتْ))، أي جمعت في ذلك اليوم ليقتص للمظلوم منها من الظالم.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 6 |
((وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ))، أي حولت إلى النيران، ومنه تسجير التنور، بإيقاد النار فيه.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 7 |
(((وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)) بأن قرنت كل نفس إلى من يشاكلها فالمؤمن مع المؤمن والكافر مع الكافر، أو زوجت نفوس المؤمنين بحور العين ونفوس الكافرين بالشياطين، أو زوجت النفوس بالأحياء بعد مفارقتها عنها في حال الموت.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 8 |
((وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ)) من وئد بمعنى دفن الشيء حياً، فقد كانت العرب تئد البنات خوف الفقر والعار، ((سُئِلَتْ))، أي يسأل عنها.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 9 |
((بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ))؟ أي يسأل عن الذين وأدوا بناتهم: بأي ذنب صدر منهن قتلتموهن وهن بريئات لا ذنب لهن؟
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 10 |
((وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ))، أي صحائف أعمال الناس تنشر ليقرأها أصحابها ويطلعوا على ما فيها من خير وشر، وحتى يجازون بما عملوا.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 11 |
((وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ))، والكشط هو القلع عن شدة، كأن السماء جلد يكشط ويقلع عن الكون، وذلك كناية عن تبدل الأنظمة العلوية حتى يرى الإنسان السماء غير السماء كما يرى البدن المكشوط جلده بغير شكله السابق.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 12 |
((وَإِذَا الْجَحِيمُ))، أي ا لنار ((سُعِّرَتْ))، أي أوقدت، بأن ترتفع نارها ولهيبها لتشتد وتزداد حرارة وهولاً.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 13 |
((وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ))، أي قربت، كأنها في محل بعيد في الفضاء ثم تدنى إلى الأرض التي هي المحشر والموقف، أو المراد قربت إلى المؤمنين قرباً زمانياً.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 14 |
إذا كانت هذه الأمور ((عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ))، أي عرفت أعمالها التي عملتها في دار الدنيا من خير وشر وسعادة وشقاء التي أحضرها ليوم القيامة، فإنها تعرف بأعمالها لتجازى عليها.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 15 |
ثم جاء السياق لتثبيت أمر الرسالة وبيان أن القرآن ليس كلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يزعم الكفار ((فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ))، قد سبق أن "لا" للنفي، وإنما يؤتى بها لنكتة هي إرادة تعظيم القسم والإشعار بها مع عدم الحلف واقعاً، كما تقول لرجل عظيم: "لا أقسم بحياتك لكن الأمر كذا." و"الخنس" جمع الخانس، وهو الذي يستتر ويرجع، والمراد بها الكواكب، أي لا أقسم بالكواكب التي تستتر عند مغيبها في المغرب أو لضياء النهار.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 16 |
((الْجَوَارِ)) جمع جارية، لأن الكواكب تجري وتسير في السماء، ((الْكُنَّسِ)) جمع "كانس"، وهو الذي يستتر في محله، كالظبي الذي يأوي إلى كناسه، أي منزله، وكان المعنى لا أقسم بالكواكب السيارة التي ترجع في دورتها الفلكية وتجري وتختفي في أماكنها، فإن أول الليل يرى الإنسان الكواكب رجعت عن مغيبها، ثم يرى جريانها ثم اختفائها عند المغرب أو عند إضاءة الصباح.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 17 |
((وَ)) قسماً بـ((اللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ))، أي أقبل، أو بمعنى أدبر.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 18 |
((وَ)) قسماً بـ((الصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ))، أي أسفر وأضاء.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 19 |
ثم جاء متعلق الحلف بقوله: ((إِنَّهُ))، أي إن هذا القرآن ((لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ))، المراد به جبرائيل (عليه السلام)، في مقابل أن يكون من مخترعات الرسول كما زعم الكفار، وكونه قول جبرائيل يراد به حكايته لذلك عن الله سبحانه لا أنه قوله الاستقلالي - كما لا يخفى.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 20 |
((ذِي قُوَّةٍ)) جسدية وعقلية، فيتمكن من النزول من السماء إلى الأرض، ويبلغ رسالة الله إلى الرسول كاملاً بلا زيادة أو نقصان، ((عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ))، أي له مكان عظيم عند الله سبحانه - الذي هو صاحب العرش، المالك للكون كله - كما يقال للملك "صاحب العرش" كناية عن كونه ملكاً، و"مكين" بمعنى متمكن.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 21 |
وهو ((مُطَاعٍ)) للملائكة، أي يطيعونه الملائكة لكبر مقامه، ((ثَمَّ))، أي هناك في الملأ الأعلى ((أَمِينٍ)) على الوحي، فلا يزيد فيه ولا ينقص.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 22 |
فالقرآن إذاً كلام الله تعالى، أما الرسول: ((وَمَا صَاحِبُكُم)) أيها الكفار - والمراد به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي صحبهم - ((بِمَجْنُونٍ)) قد خلط عقله كما تتقولون عليه.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 23 |
((وَلَقَدْ رَآهُ))، أي رأى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جبرائيل ((بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ)) في ناحية المشرق عند الأفق الواضح، فلم يكن وهماً أو إلقاء من الشياطين أو ما أشبه كما تزعمون.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 24 |
((وَمَا هُوَ))، أي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ((عَلَى الْغَيْبِ))، أي وحي الله سبحانه له ((بِضَنِينٍ))، أي بمتهم، من "الضنة" بمعنى التهمة، أو ببخيل.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 25 |
((وَمَا هُوَ))، أي ليس القرآن ((بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ)) مرجوم، أي مطرود باللعن كسائر الكهانات التي هي أقوال الشياطين تلقى على الكهنة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة التكوير | 26 |
((فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ)) أيها الكفار؟ وكيف لا تؤمنون والقرآن شاهد صدق على نفسه بأنه ليس كلام مجنون ولا كلام شيطان؟ ولا ما زيد فيه أو نقص لبخل الرسول بإعطاء الوحي كاملاً، فإنه من طرف المنزّل وهو الله، ومن طرف المُنزل إليه وهو الرسول، أحسن كتاب للهداية.
|