zhra
عضو نشيط
عدد المساهمات : 26
نقاط : 123245
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/06/2011
 | موضوع: وفاة أمير الأندلس محمد بن الأحمر29 جمادى الآخرة 671 هـ  الأربعاء يونيو 15, 2011 11:35 pm | |
| وفاة أمير الأندلس محمد بن الأحمر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]29 جمادى الآخرة 671 هـ مؤسس مملكة غرناطة التي ظلت رمز دولة الإسلام في الأندلس لأكثر من قرنين
ونصف من الزمان، أمير الأندلس ومؤسس مملكة بني الأحمر محمد بن يوسف بن محمد
بن أحمد النصري الملقب بابن الأحمر، ونسبه ينتهي إلى الصحابي سعد ابن
عبادة رضي الله عنه، ولد محمد بن يوسف النصري سنة 595هـ ـ 1198م، في بلدة
«أرجونة» جنوب قرطبة، ونشأ في مهاد الفضيلة والتقشف والزهد جنديًا وافر
الجرأة والعزم، وهي صفات أهلته لتزّعم قومه والبحث عن إعادة مجد الأندلس
الذاهب.كانت
بداية ابن الأحمر الحقيقية كزعيم للأندلس بعد وفاة ابن هود سنة 635هـ، فقد
استدعاه أهل غرناطة ليجعلوه حاكمًا عليهم، فدخلها في رمضان سنة 635هـ، ومن
يومها قامت مملكة غرناطة التي لم يكن قيامها بالشيء السهل، بل واجه ابن
الأحمر عدة تحديات، منها ضغط ملوك قشتالة الصليبيين على مملكته الصغيرة،
ومنها منافسة زعماء الأندلس الآخرين الذين فضلوا الانضواء تحت راية
الصليبيين عن التعاون مع ابن الأحمر، ووافقوا على التنازل عن أجزاء من
بلادهم من أجل الاحتفاظ بالبقية تحت حكمهم وزعامتهم، وهكذا ضاعت الأندلس
شيئًا فشيئًا.بعد
عدة صدامات مع الصليبيين اضطر ابن الأحمر لأن يهادنهم ويؤدي الجزية لهم
مثل باقي زعماء الأندلس وذلك من أجل الحفاظ على مملكة غرناطة قوية صامدة
لتكون بعد ذلك مأوى للمسلمين ونقطة انطلاق لاستعادة المجد، أي أن مهادنته
للصليبيين كانت مهادنة إستراتيجية مؤقتة حتى يشتد العود ويتحد الصف.من
أجل ذلك جعل ابن الأحمر جل همّه تقوية مملكة غرناطة وتدعيم وجودها، ولم
يتحرك منها لنجدة قواعد الأندلس التي أخذت في الانهيار الواحدة تلو الأخرى
لعلمه بأنه لا فائدة من ذلك وأن قوته الناشئة ستتحطم بلا نصر ولا مجد، وهي
وجهة نظر تحتاج إلى نظر وتأمل طويل في صحتها.لقد
كان ابن الأحمر يتمتع بخلال باهرة من الشجاعة والإقدام وشغف الجهاد
والمقدرة على التنظيم مع كبير تواضع وعظيم زهد وتقشف مخالفًا بذلك سائر
زعماء الأندلس الذين كانوا يتشبهون بملوك النصارى الأسبان في الزي والأبهة
والمعيشة، وكان رافضًا للدعة والراحة، بعيدًا عن التكلف يؤثر البداوة
والسذاجة في حياته كلها، لذلك لقبوه بالشيخ، والعجيب أن مؤرخي إسبانيا
النصرانية شهدوا لابن الأحمر بأنه واحد من أبرع زعماء الأندلس في عصر
الاضطرابات والفتنة وصاحب فضل كبير في الحفاظ على دولة للإسلام والمسلمين
في غرناطة والتي جعلها مأوى للمسلمين الفارين من بلادهم التي سقطت بيد
الصليبيين، ولقد توفي ابن الأحمر في 29 جمادى الآخرة سنة 671هـ بعد أن أرسى
قواعد راسخة لمملكة المسلمين الأخيرة غرناطة. | |
|
