zhra عضو نشيط
عدد المساهمات : 26 نقاط : 123245 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/06/2011
| موضوع: وفاة القائد طاهر بن الحسين25 جمادى الآخرة 207 هـ الأربعاء يونيو 15, 2011 11:46 pm | |
| وفاة القائد طاهر بن الحسين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]25 جمادى الآخرة 207 هـهناك في أحداث التاريخ الإسلامي أحداث عظام كبار مثلت منعطفًا هامًا في حياة هذه الأمة، اشترك في صنعها رجال منهم من ذاعت شهرته ومنهم من لم يكن له كبير ذكر في كتب التاريخ، ولعل الأقل شهرة يكون الأكبر أثرًا في صنع هذا الحدث، وطاهر بن الحسين واحد من هؤلاء.هو القائد العسكري الفذ طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق بن ماهان، وُلد سنة 159هـ بقرية «بوشنج» من أعمال «مرو» عاصمة خراسان، وقد التحق بالشرطة عندما كان المأمون بن هارون الرشيد واليًا على خراسان، ولقد كان المأمون يرى نفسه أحق بالخلافة من أخيه الأمين، لذلك عمل على ترسيخ أقدامه في خراسان لتكون قاعدة انطلاق لطموحاته التي يجيش بها صدره، واعتمد في ذلك على العديد من الرجال منهم طاهر بن الحسين، وكان الذي اكتشف مواهبه وخبراته العسكرية رجل في غاية الخطورة والأهمية هو «الفضل بن سهل» مدبر دولة المأمون ووزيره الذي زين له الخروج على أخيه الأمين.عندما دعا المأمون الناس لخلع الأمين والبيعة لنفسه، عيّن طاهر بن الحسين قائدًا عامًا على الجيوش الخراسانية، وكان ذلك أول شهرته، إذ استطاع أن يحقق انتصارًا باهرًا على الجيوش الضخمة التي أرسلها الأمين لتأديب المأمون على الرغم من أن جيشه لم يبلغ الأربعة آلاف، وخاض بعدها معارك طاحنة، كلها للأسف على الدنيا والملك، فصبر فيها صبرًا بليغًا، وخرج من مواقف في غاية الصعوبة والضيق بفضل عزيمته الصلدة، وواصل قتاله حتى استولى على الأهواز وواسط والري والمدائن، ووصل إلى بغداد وضرب عليها حصارًا شديدًا قُتل في آخره الخليفة الأمين وذلك سنة 198هـ، وأخذ طاهر بن الحسين القضيب والبردة وخاتم الخلافة وأرسل بهم للمأمون، وهكذا أهدى طاهر المأمون الخلافة غنيمة باردة هنيئة وهو جالس في إيوان قصره بخراسان هادئًا مطمئنًا.ظل طاهر بن الحسين في خدمة المأمون وطوع إشارته وتكليفه، فقضى على كل ثورة خرجت على المأمون، وفي سنة 205هـ كلَّفه المأمون بولاية خراسان بعد طلب طاهر وإلحاح منه على ذلك، بسبب شعور طاهر بن الحسين بتغيير من المأمون، وفي يوم الجمعة 24 جمادى 207هـ خطب طاهر بن الحسين الجمعة ولم يدع للخليفة المأمون في الخطبة، ثم أصبح ميتًا فجأة يوم 25 جمادى الآخرة 207هـ، فاختلف الناس في سبب موته، فالبعض قال إن المأمون قد خاف منه وعمل على قتله حتى لا يعيد الكرة عليه كما فعل مع أخيه الأمين من قبل، والبعض قال إن بعض الجواسيس من قبل الخليفة المأمون اعتبر عدم الدعاء للمأمون خروجًا على المأمون وخلعًا له، فبادر بقتل طاهر قبل الرجوع إلى الخليفة، والبعض قال إنه قد مات ميتة طبيعية لا لبس فيها، والله أعلم بخاتمته.الجدير بالذكر أن لطاهر بن الحسين وصية شهيرة تركها لولده عبد الله عندما تولى ولاية الشام، جمع فيها طاهر كل ما يحتاجه الأمراء والرؤساء والقادة من الآداب والسياسة والديانة، وهي وصية طويلة أمر المأمون بنسخها وتوزيعها على ولاة الأقاليم للعمل بها، والعجيب أن هذه الوصية ذاع صيتها أكثر من صاحبها نفسه. | |
|