مدح النبي عليه الصلاه والسلام !!
ومن احسن ما مدحه به عبدالله بن رواحة الانصاري رضي الله عنه قوله
( لو لم تكن فيه آيات مبينة . كانت بديهته تنبيك بالخبر )
ولما حججت وزرته تطفلت على جنابه المعظم وامتداحته بأبيات مطولة وأنشدتها
بين يديه بالحجرة الشريفة تجاه الصندوق الشريف وأنا مكشوف الرأس وأبكى من
جملتها .
( يا سيد السادات جئتك قاصدا . ارجو رضاك وأحتمي بحماكا )
( والله يا خير الخلائق إن لي . قلبا مشوقا لايروم سواكا )
( ووحق جاهك إنني بك مغرم . والله يعلم إنني اهواكا )
( أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ . كلا ولا خلق الورى لولاكا )
( أنت الذي من نورك البدر اكتسى . والشمس مشرقة بنور بهاكا )
( أنت الذي لما رفعت إلى السما . بك قد سمت وتزينت لسراكا )
( أنت الذي ناداك ربك مرحبا . ولقد دعاك لقربه وحباكا )
( أنت الذي فينا سألت شفاعة . ناداك ربك لم تكن لسواكا )
( أنت الذي لما توسل آدم . من ذنبه بك فاز وهو اباك )
( وبك الخليل دعا فعادت ناره . بردا وقد خمدت بنور سناكا )
( ودعاك ايوب لضر مسه . فأزيل عنه الضر حين دعاكا )
( وبك المسيح اتى بشيرا مخبرا . بصفات حسنك مادحا لعلاكا )
( وكذاك موسى لم يزل متوسلا . بك في القيامة مرتج لنداكا )
( والانبياء وكل خلق في الورى . والرسل والاملاك تحت لواكا )
( لك معجزات أعجزت كل الورى . وفضائل جلت فليس تحاكى )
( نطق الذراع بسمة لك معلنا . والضب قد لباك حين اتاكا )
( والذئب جاءك والغزالة قد أتت . بك تستجير وتحتمي بحماكا )
( وكذا الوحوش أتت إليك وسلمت . وشكا البعير إليك حين رآكا )
( ودعوت أشجارا اتنك مطيعة وسعت إليك مجيبة لنداكا )
( والماء فاض براحتيك وسبحت . صم الحصى بالفضل في يمناكا )
( وعليك ظللت الغمامة في الورى . والجذع حن إلي كريم لقاكا )
( وكذاك لااثر لمشيك في الثرى . والصخر قد غاصت به قدماكا )
( وشفيت ذا العاهات من امراضه . وملأت كل الارض من جدواكا )
( ورددت عين قتادة بعد العمى . وابن الحصين شفيته بشفاكا )
( وكذا حبيب وابن عفرا عندما . جرحا شفيتهما بلمس يداكا )
( وعلي من رمد به داويته في خيبر فشفي بطيب لماكا )
( وسألت ربك في ابن جابر بعدما . قد مات أحياه وقد أرضاكا )
( ومسست شاة لأم معبد بعدما . نشفت فدرت من شفا رقياكا )
( ودعوت عام المحل ربك معلنا . فانهل قطر السحب عند دعاكا )
( ودعوت كل الخلق فانقادوا إلى . دعواك طوعا سامعين نداكا )
( وخفضت دين الكفر يا علم الهدى . ورفعت دينك فاستقام هناكا )
( أعداك عادوا في القليب بجهلهم . صرعى وقد حرموا الرضا بجفاكا )
( في يوم بدر قد أتتك ملائك . من عند ربك قاتلت أعداكا )
( والفتح جاءك يوم فتحك مكة . والنصر في الاحزاب قد وافاكا )
( هود ويونس من بهاك تجملا . وجمال يوسف من ضياء سناكا )
( قد فقت يا طه جميع الانبيا . نورا فسبحان الذي سواكا )
( والله يا ياسين مثلك لم يكن . في العالمين وحق من نباكا )
( عن وصفك الشعراء يا مدثر . عجزوا وكلوا عن صفات علاكا )
( إنجيل عيسى قد أتى بك مخبرا . وأتى الكتاب لنا بمدح حلاكا )
( ماذا يقول المادحون وما عسى . أن يجمع الكتاب من معناكا )
( والله لو إن البحار مدادهم . والعشب أقلام جعلن لذاكا )
لم تقدر الثقلان تجمع ذره . ابدا وما استطاعوا له إدراكا )
( لي فيك قلب مغرم يا سيدي . وحشاشة محشوة بهواكا )
( فإذا سكت ففيك صمتي كله . وإذا نطقت فمادح علياكا )
( وإذا سمعت فعنك قولا طيبا . وإذا نظرت فلا أرى إلاكا
( يا مالكي كن شافعي من فاقتي . إني فقير في الورى لغناكا )
( يا أكرم الثقلين يا كنز الورى . جد لي بجودك وارضني برضاكا )
( انا طامع في الجواد منك ولم يكن . لابن الخطيب من الانام سواكا )
( فعساك تشفع فيه عند حسابه . فلقد غدا مستمسكا بعراكا )
( ولأنت أكرم شافع ومشفع . ومن التجا لحماك نال وفاكا )
( فاجعل قراي شفاعة لي في غد فعسى ارى في الحشر تحت لواكا )
( صلى عليك الله يا خير الورى . ما حن مشتاق إلي مثواكا )
( وعلى صحابتك الكرام جميعهم . والتابعين وكل من والاكا )
وماذا عسى أن يقول المادحون في وصف من مدحه الله تعالى