فتحي سرور يشن هجوما حادا على الغرب وإسرائيل
القاهرة: شن رئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحى سرور هجوما حادا على الغرب بسبب ازدواجيته في التعامل مع قضايا العالم الإسلامي واستغلاله الأعمال الإرهابية التي تعرض لها مسيحيو الشرق والتي لا تمس بصلة للمسلمين، للتدخل في الشئون الداخلية للدول الإسلامية.
وانتقد سرور سلوك الغرب في التعامل مع قضايا العالم الإسلامي رغم تجاهله التام للتنكيل الإسرائيلي بالفلسطينيين في غزة والضفة والقدس, وسعيها لتهويد المدينة المقدسة بأكملها.
وذكر الدكتور فتحي سرور خلال كلمته أمام الدورة الاستثنائية الثانية لمؤتمر اتحاد المجالس البرلمانية للدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت الاربعاء في أبوظبي، بأن مسيحيي الشرق لم يكد يفيقون من هول فاجعة كنيسة النجاة فى العراق فى نوفمبر الماضى التى راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى, إلا وفوجىء الجميع بكارثة أخرى في قلب مدينة الإسكندرية بهجوم إرهابى آثم على كنيسة القديسين بالمدينة راح ضحية له أكثر من عشرين قتيلا وما يزيد على المائة جريح.
وقال، "يتعين الخروج من المؤتمر برسالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض أو مواربة بأن مسيحيى الشرق حقوقهم مصانة, وأرواحهم أمانة فى أعناقنا, ودور عبادتهم تحت رعايتنا نذود عنها بدمائنا, وأن لهم ما للمسلمين من حقوق, وعليهم ما على لمسلمين من التزامات, سواء كان ذلك بحكم تمتعهم بحقوق المواطنة كاملة التى كفلتها لهم المواثيق والأعراف الدولية, وكذلك الدساتير الوطنية والتشريعات المحلية, أو بحكم المبادئ الإسلامية التى نؤمن بها" .
وأشار رئيس مجلس الشعب إلى أن هذا الأمر يفرض على ممثلي برلمانات دول العالم الإسلامى النظر فيما يمكن إتخاذه من إجراءات للتعامل مع هذه القضية الملحة, وهو ما يستلزم إبتداء إعادة التأكيد على الثوابت التى ينطلق منها الدين الإسلامى الحنيف فى التعامل مع أشقاء الوطن من المسيحيين من أهل الكتاب .
وانتقد سرور تجاهل الغرب شرقيين يعانون الأمرين ويتعرضون للاضطهاد والتنكيل والتشريد والتعذيب دون أن يرمش للعالم الغربى جفن أو يذرف دمعة عليهم, وكأن هؤلاء ليسوا شرقيين كالآخرين, على الرغم من أن فيهم مسيحيين أيضا, أولئك هم الفلسطينيون فى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية, فضلا عما يعانيه عرب 1948, فى تأكيد لازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين فى تعامل الغرب مع قضايا العالم الإسلامى.
وقال "لقد أمعن العدو الإسرائيلى فى تنكيله بالفلسطينيين حتى وصل حدا لم يشهد له التاريخ مثيلا من قبل, ووصل الأمر إلى التنكيل حتى بالمتضامنين معه من جنسيات أخرى, كما تشهد بذلك الجريمة الغادرة فى المياه الدولية بحق أسطول الحرية التى راح ضحية لها تسعة من المواطنين الأتراك, ووقف العالم بأسره يتفرج دون أن يحرك ساكنا لمعاقبة إسرائيل فى ظل الإنحياز الأمريكى الأعمى لها الذى حال دون صدور قرار رادع بحقها على ما إقترفته من جرم مروع".
وتابع أنه "وصل الأمر بإجرام الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة إلى إصدار تشريع عنصرى هو التشريع الخاص بـ "قانون الولاء للدولة اليهودية" الذى يكرس وضعية إسرائيل كدولة خالصة لليهود, وهو ما يقطع أمام حق العودة لفلسطينى الشتات, ويعد أداة إضافية للتنكيل بعرب 1948 بحجة عدم الإلتزام بقسم الولاء لإسرائيل, وأن يصبح طردهم سياسة رسمية للحكومة الصهيونية كجزء من خطتها لإخلاء فلسطين, بحجة نقص ولاءهم لها أو إنعدام هذا الولاء".
وأوضح أنه يضاف إلى ما سبق, إستمرار إسرائيل فى مخططاتها الإجرامية من أجل تهويد القدس وتغيير معالمها الجغرافية فى إستباق خطير لمفاوضات الوضع النهائى وتحد سافر لكافة القرارات الدولية ذات الصلة.. وبخاصة مع إستمرار أعمال الإستيطان فى المستوطنات الواقعة فى محيط القدس الشرقية, وبخاصة مستوطنة جبل أبو غنيم, بحجة أن القدس الموحدة هى العاصمة الأبدية لإسرائيل.
وأشار إلى توقف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية بصورة شبه كاملة نتيجة الإصرار الإسرائيلى على الإستمرار فى سياسة الإستيطان, متذرعة بحجة "الإمتداد الطبيعى للمستوطنات", ومتجاهلة كافة الضغوط الغربية وخاصة الأمريكية لتجميد الإستيطان, فضلا عن إستمرار الحصار الإسرائيلى الخانق لقطاع غزة الذى تحول إلى سجن كبير يئن تحت وطأة حصار جائر لاتقره شرعة أو قانون.
وذكر سرور بأنه "لولا مبادرة مصر إلى فتح معبر رفح طيلة الفترة الماضية لما وجد أهالى قطاع غزة سبيلا إلى تدبير إحتياجاتهم الأساسية, ولتقطعت بهم سبل الحياة".
وقال "إننا مطالبون بمواصلة الجهود فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية من أجل فضح الممارسات الإسرائيلية, وكذلك تكثيف الفعاليات التى تعبر عن تضامننا التام مع أشقائنا لفلسطينيين فى نكبتهم الممتدة".