تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 1
|
((وَالنَّازِعَاتِ))، أي قسما بالنازعات، وهي الملائكة التي تنزع أرواح الكفار عن أبدانهم بشدة، ((غَرْقًا))، أي إغراقا في النزع، كما يغرق النازع في القوس فيبلغ به غاية مد الوتر.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 2 |
((وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا))، أي قسما بالملائكة الناشطات التي تنشط في قبض أرواح الكفار نشاطا، أو تنشط في الذهاب بأرواحهم نحو الهاوية بعد نزعها.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 3 |
((وَالسَّابِحَاتِ))، أي قسما بالملائكة التي تسبح في الفضاء بعد قبض الأرواح، و"السبح" هي الحركة بسهولة كحركة السابح في الماء، ((سَبْحًا)) مصدر تأكيدي، وروي أن المراد بذلك الملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين يسلونها سلا رقيقاً.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 4 |
((فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا))، أي قسما بالملائكة التي تسبق بالأرواح - أو بأرواح المؤمنين - نحو الملأ الأعلى، والإتيان بالفاء هنا وبالواو قبله للتفنن في الكلام الذي هو نوع من البلاغة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 5 |
((فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا))، أي قسماً بالملائكة التي تدبر الأمور بإذن الله سبحانه، قسما بأولئك الطوائف من الملائكة أن ما يأتي من أهوال القيامة وأخبار النار صدق مطابق للواقع، وقد حذف هذا في الكلام لدلالة الآيات التالية عليه.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 6 |
أذكر يا رسول الله: ((يَوْمَ تَرْجُفُ))، أي تتحرك وتضطرب ((الرَّاجِفَةُ))، أي الأرض، كما قال سبحانه (يوم ترجف الأرض والجبال).
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 7 |
((تَتْبَعُهَا))، أي تتبع رجفة الأرض ((الرَّادِفَةُ))، أي التي تردف وتتبع الأرض في اختلال النظام والاضطراب وهي السماء، أو المراد بالراجفة النفخة الأولى وبالرادفة النفخة الثانية.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 8 |
((قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ))، أي في هذا اليوم - وهو يوم القيامة - ((وَاجِفَةٌ))، أي شديدة الإضطراب.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 9 |
((أَبْصَارُهَا))، أي الأبصار المنسوبة إلى تلك القلوب أو أبصار أصحابها ((خَاشِعَةٌ))، أي ذليلة، لا تنظر إلا من طرف خفي خشية ورهبة وخوفاً وخجلاً.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 10 |
((يَقُولُونَ)) أصحاب تلك القلوب: ((أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ))، أي الطريقة التي جئنا فيها، فإن "الحافرة" هي الطريقة التي مر فيها الإنسان، تسمى بذلك باعتبار أنه حفرها بتأثير أقدامه فيها، وهذا حكاية عن أولئك حال كونهم في الدنيا حيث يتساءلون: "هل نحن نرجع إلى الحياة بعد الموت حتى نكون كالسابق؟" وهذا استفهام إنكاري منهم للمعاد.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 11 |
((أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً))، أي وقت كنا عظاماً بالية، من "نخر" إذا بلى، أي كيف نرجع إلى حالتنا الأولى بعد أن متنا وصرنا عظاماً؟
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 12 |
((قَالُوا)) هؤلاء المنكرون للمعاد : ((تِلْكَ))، أي تلك الرجعة التي تقولون بها أنتم المؤمنون ((إِذًا))، أي إذا كانت كما تقولون ((كَرَّةٌ))، أي رجعة إلى الدنيا ((خَاسِرَةٌ))، فإن الإنسان خاسر في تلك الكرة، وإنما أسندت الخسارة إلى الكرة مجازاً بعلاقة الظرف والمظروف، وقد قال الكفار ذلك على وجه الاستهزاء، لأنهم لم يكونوا يرضون بذلك.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 13 |
وجاء الرد عليهم بقوله: ((فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ))، أي أن الكرة ليست صعبة على الله سبحانه، وإنما الكرة هي صيحة واحدة يصيح بها إسرافيل في الصور في النفخة الثانية، وسميت الصيحة "زجرة" لأنها تزجر وتردع المخاطب عن سيره الأول إلى نحو السير الثاني.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 14 |
((فَإِذَا هُم))، أي البشر كلهم ((بِالسَّاهِرَةِ))، أي راجعون عن بطون الأرض إلى ظاهرها، فإن "الساهرة" هي وجه الأرض، وإنما سميت بذلك لأن الإنسان يسهر عليها ولا ينام - إذا كان في الصحراء خوفاً من العدو والسبع - بعلاقة الحال والمحل، فإن الإنسان يسهر في الأرض، لكن السهر نسب إلى المحل، وفيه إشارة إلى أن المحشر يكون في أرض مستوية كالفلاة لا اعوجاج فيها ولا بناء ولا شجر.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 15 |
ثم يأتي السياق ليبين طرفاً من قصة موسى وفرعون ليعتبر الكفار كيف عوقب فرعون لما لم يؤمن، ((هَلْ أتَاكَ))، أي هل جاءك وهل سمعت ((حَدِيثُ مُوسَى))، أي قصته؟
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 16 |
((إِذْ))، أي في حين ((نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ))، أول ما أوحى إليه سبحانه عند مرجعه من "مدين شعيب" إلى أرض مصر ((طُوًى)) اسم للوادي الذي كلم الله فيه موسى وأوحى إليه بالنبوة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 17 |
قائلاً له ((اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ)) الملك الطاغي ((إِنَّهُ طَغَى))، أي تجاوز الحد في الكفر والعصيان.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 18 |
((فَقُلْ)) يا موسى له ((هَل لَّكَ)) طلب بصورة الاستفهام تأدباً ((إِلَى أَن تَزَكَّى))، أي هل لك رغبة في أن تسلم وتطهر نفسك من الكفر والعصيان؟
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 19 |
((وَ)) هل لك أن ((أَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ))، أي أدلك عليه، فإن الإنسان لا يعرف مزاياه سبحانه إلا بعد الإرشاد والهداية، ((فَتَخْشَى))، أي تخشاه باجتناب الكفر والعصيان، إذ الخشية إنما تكون بعد المعرفة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 20 |
((فَأَرَاهُ))، أي أرى موسى (عليه السلام) فرعون ((الْآيَةَ))، أي المعجزة ((الْكُبْرَى)) وهي العصى، أو المراد جنس الآية من جميع آياته التسع.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 21 |
((فَكَذَّبَ)) فرعون بالآيات ((وَعَصَى)) موسى، فلم يتمثل أمره في الإذعان لله سبحانه.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 22 |
((ثُمَّ أَدْبَرَ)) فرعون، أي ولّى الدبر ((يَسْعَى)) ويجتهد ليطلب ما يكسر به حجة موسى ويبطل به نبوته.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 23 |
((فَحَشَرَ)) فرعون، أي جمع حاشيته وجنوده، ((فَنَادَى)) وخطب فيهم.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 24 |
((فَقَالَ)) لهم: ((أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى))، فإن الأصنام تحت ألوهيتي، وإنما الرب الأعلى الذي لا رب فوقه هو أنا، لا كما يزعم موسى بان لي إلهاً فوقي.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة النازعات | 25 |
((فَأَخَذَهُ اللَّهُ)) بالعذاب، وهو إغراقه وجنوده في البحر وإدخاله النار، ((نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى))، "النكال" هو العقوبة، وهو مصدر تأكيدي لأن معنى "أخذ": نكل به، أي عاقبه سبحانه عقوبة الآخرة في النار، وعقوبة الأولى بالغرق، أي عذبه بالصنفين من العذاب.
|