تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 1
|
((إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ))، أي انشقت وظهر فيها أثر الانفطار حتى إذا شاهدها رآها كالحائط المنفطر.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 2 |
((وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ))، أي تهافتت واختلفت أمكنتها وبطل نظامها الحالي، من النثر وهو التبعثر.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 3 |
((وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ)) كما تتفجر العيون بأن أخذت تغلي بالماء أو اللهب.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 4 |
((وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ))، أي قلب ترابها لخروج الأموات منها، والشيء المبعثر هو المتفرق.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 5 |
إذا صار كل ذلك فقد قامت القيامة، و((عَلِمَتْ)) كل ((نَفْسٌ))، والمراد بالنفس الجنس، ولذا أدخلنا عليها "كل" ((مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ))، أي يعرف كل إنسان - بالنظر إلى صحيفة عمله - ما قدم إلى الآخرة في حال كونه في الدنيا وما أخّر إلى الآخرة بعد وفاته بما خلّف من صدقات جارية وكتب وعلم ودين أو أشياء ضارة وما أشبه ذلك، فإنه يعرف بكل ذلك ليُجزى حسب ما عمل، إن حَسَنا فحسن، وإن سيّئاً فسيئ.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 6 |
ثم يأتي السياق لإيقاظ الإنسان من نومه يقوله: ((يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ))؟ أي أيُّ شيء خدعك بربك حتى صرت تعصيه وتخالفه آمناً من عذابه وعقابه؟ وهل كان من العدل أن تقابل كرمه بالعصيان؟ و(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)؟ وفي حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما تلا هذه الآية قال: "غره جهله."
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 7 |
((الَّذِي خَلَقَكَ)) بأن أوجدك منياً، ((فَسَوَّاكَ)): جعل أجهزتك سليمة لمنافعها، ((فَعَدَلَكَ))، أي جعل بعض أعضائك عدل بعض كعينين ويدين ورجلين وما أشبه، بحيث يتناسب أحدهما مع الآخر دون كبر في بعض وصغر في بعض.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 8 |
((فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء))، "ما" مزيدة لتأكيد اختلاف الصور، ((رَكَّبَكَ))، أي ركبك في أية صورة شاء من أنواع الصور الحسنة والقبيحة والمليحة أو غيرها وهكذا، فإن بسائط الجسم من لحم وعظم وشحم ودم وغيرها ركّب سبحانه منها صورة كل إنسان بشكل خاص.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 9 |
فهل بعد ذلك كله تنكرون وجود الله أو قدرته على البعث، ((كَلَّا)) ليس الأمر على ما تزعمون ((بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ))، أي بالجزاء لا تؤمنون بل تكذبون.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 10 |
وتظنون أن لا حساب، ((وَإِنَّ عَلَيْكُمْ)) أيها الناس ((لَحَافِظِينَ)) من الملائكة، يحفظون أعمالكم بكتابتها في دواوين لتجزون عليها يوم القيامة، و"حافظين" اسم "إن".
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 11 |
((كِرَامًا))، أي ملائكة كراماً ذوي رفعه ومكانة رفيعة، ((كَاتِبِينَ)) يكتبون أعمال بني آدم.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 12 |
ولا يسقط من حسابهم شيء، بل ((يَعْلَمُونَ)) كل ((مَا تَفْعَلُونَ)) من طاعة ومعصية وخير وشر.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 13 |
ثم في يوم القيامة يجازى كل حسب ما عمل، ((إِنَّ الْأَبْرَارَ)) جمع "بر"، وهو المحسن في العقيدة والعمل ((لَفِي نَعِيمٍ)): الجنان ورفاها وخيرها.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 14 |
((وَإِنَّ الْفُجَّارَ))، جمع "فاجر"، وهو العامل بالمعاصي كفراً كان أو غيره، ((لَفِي جَحِيمٍ))، اسم من أسامي جهنم، وهي النار الكثيرة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 15 |
((يَصْلَوْنَهَا))، أي يدخلونها ملازمين لها ((يَوْمَ الدِّينِ))، أي يوم القيامة.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 16 |
((وَمَا هُمْ))، أي الفجار ((عَنْهَا))، أي عن الجحيم ((بِغَائِبِينَ)) بأن يغيبوا عن النار في بعض الأوقات، بل إنهم مؤبدون فيها بلا انقطاع.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 17 |
وإذ تقدم ذكر يوم القيامة جاء السياق لتهويل شأنه ((وَمَا أَدْرَاكَ)) أيها الإنسان ((مَا يَوْمُ الدِّينِ))؟ أي أيّ شيء هو؟ فإن أهوالها لا تدرك حتى يراها الإنسان رأي العين.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 18 |
((ثُمَّ)) لترتيب الكلام وتكثير التهويل: ((مَا أَدْرَاكَ)) أيها الإنسان ((مَا يَوْمُ الدِّينِ))؟ أي ما هو يوم الجزاء.
|
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان | سورة الإنفطار | 19 |
إنه ((يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا))، فلا يقدر أحد الدفاع عن غيره أو إنقاذه بسائر الوسائل، ((وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ))، أي في ذلك اليوم ((لِلَّهِ)) وحده، ولا ينفع للنجاة إلا العمل الصادر لله تعالى. |